السبت، 27 أكتوبر 2012

التجربة الجورجية... فى تطهير جهاز الشرطة

=========================
أذا ا رأيت على الطريق السريع بين المطار والعاصمة الجورجية تبليسى، مبنى زجاجيا ضخما، تحيط به الحدائق، فلا تظنه، داراً للأوبرا، أو معرضاً للفن، بل هذا هو المبنى الرئيسى لوزارة
الداخلية الجورجية، قرين (لاظوغلى) فى القاهرة.

اكتمل المبنى الزجاجى منذ 3 سنوات، وجاء ضمن خطة لتحويل جميع المبانى التابعة لوزارة الداخلية إلى (بيوت زجاجية)، وهى المهمة التى تقول الحكومة إنها أنجزت 70% منها حتى الآن.



أمام المبنى الزجاجى العملاق وقف بعض الضباط بالزى الرسمى يدخنون السجائر (حيث التدخين ممنوع فى الداخل)، حتى توقفت سيارة مرسيدس سوداء أمام مدخل الوزارة، لتهبط منها امرأة فى أوائل الثلاثينيات من عمرها، ترتدى فستانا أزرق بسيطاً، ليتكهرب المشهد كله، ويدق الضباط بكعوبهم على الأرض وهم يؤدون التحية العسكرية، التى ردتها السيدة الحامل فى شهرها السادس مع ابتسامة خفيفة ثم توجهت بثقة للمبنى.

كانت تحية الضباط العسكرية، موجهة لـ"إيكاترينا زولادزه"، نائبة وزير الداخلية، المواطنة الجورجية المدنية، التى قادت إعادة هيكلة وزارة الداخلية قبل 6 سنوات، لتنهى عقوداً من (البطش) البوليسى الذى عرفته جورجيا طويلا.
فى الطابق الثانى من المبنى جلست إيكاترينا أو (إيكا) كما ينادونها على أريكة بيضاء تسترجع ذكريات أول أيام القرارات الحاسمة، فبهدوء من يدرك أن عليه اتخاذ خطوات فاصلة فى تاريخ بلاده، قررت (إيكا) فصل 18 ألف شرطى دفعة واحدة، ودون تردد.كان المفصولون هم كامل طاقم إدارة المرور فى الدولة، وكانت إيكا فى السابعة والعشرين من عمرها، ولم يكن قد مضى وقت طويل على التحاقها بالوزارة.

تقول نائبة وزير الداخلية: "لم آت مع الموجة الثورية بل كنت ممن اختارهم الرئيس ومجلس الوزراء فى وقت لاحق حين بحثوا عن أشخاص مؤهلين وليس فقط متحمسين لشغل الوظائف".

"درست الصحافة والقانون فى جورجيا وخرجت للعمل منذ أن كان عمرى 16 عاما وكان ذلك شيئاً نادراً فى وقتها ولكن الظروف كانت صعبة. فمع انهيار الاتحاد السوفيتى خسر والداى وظيفتيهما. كانت الأزمة الاقتصادية طاحنة، ولكن القليل من الإنجليزية والقليل من الكمبيوتر كانا يكفيان لتأمين وظيفة لى فى سوق العمل".

عملت إيكا فى القطاع الخاص، ثم فى مؤسسات دولية غير حكومية وكانت مسؤولة عن مشروع كبير.. "وذات يوم حدثت أزمة بين المجتمع المدنى والحكومة وسمع المسؤولون عن طريقة إدارتى للأزمة فاتصلوا بى وعرضوا على الوظيفة، ولم يكن لدى أى علاقة بالحكومة وقتها. وبقدر ما كان الأمر مخيفا.. وبقدر ما كانت المخاطرة صعبة، قلت لنفسى إذا كنت أريد أن أكون جزءاً من التغيير للأفضل فعلى ألا أمارس النقد من الخارج، بل أشارك وأحاول المساهمة".

ربما كانت تجربة رائعة "لإيكا" ولكنها لم تكن كذلك لـ18 ألف شرطى وعائلاتهم، فذات صباح أصدرت "إيكا" قراراً بحل جهاز شرطة المرور بالكامل وظلت البلاد ما يزيد على شهر دون شرطى مرور واحد.. تقول: "كان قرارا صعبا وكنا خائفين.. كانوا مسلحين ويعرفون بعضهم بعضا كما كانت لديهم علاقات بالمجرمين والخارجين على القانون ولكن فى نفس الوقت كان يجب التخلص منهم".

تضيف (ناتو جافاخشجيلى) رئيسة قسم تحليل البيانات بوزارة الداخلية: "نعم كان هناك فراغ ولكن الغريب أن نسبة الحوادث والمخالفات انخفضت بشدة فى تلك الفترة".

قرار البدء بإدارة المرور، واتخاذ إجراء حاسم بهذا الشكل، كانت له أبعاد أخرى لدى نائبة وزير الداخلية: "اخترنا شرطة المرور لأن الشعب يتعامل معهم يوميا ويعرف مدى فسادهم.. كان جهازا قبيحا.. كانوا يحصلون الإتاوات ليس فقط من السائقين بل من المشاة أيضا.. كانوا يرتدون زيا باليا ويركبون سيارات رديئة ويتعاملون مع المواطنين بفجاجة.. لم يكن ممكنا أن تكون تلك هى صورة الشرطى، وبصراحة شديدة كنا نبحث عن قصة نجاح نحتاجها لأنفسنا كحكومة جديدة وضعيفة، نقدمها للشعب ولباقى أفرع الشرطة كى يروا أن التغيير ممكن بالفعل. واستلزم الأمر ما يزيد قليلا عن الشهر لنستبدل شرطة المرور بجهاز جديد تماما سميناه (شرطة الدورية)".

خلال هذا الشهر بدأت عملية إصلاح أكاديمية الشرطة الجورجية، ومناهج التدريس، وبالتوازى قامت الوزارة بالإعلان عن وظائف شاغرة وتقدم آلاف المدنيين الذين خضعوا لاختبارات بدنية ونفسية ومعرفية ومقابلات شخصية لاختيار المؤهلين منهم، مقابلة تختلف جذريا عن (كشف الهيئة)، فحسب "إيكا" كان الهدف من المقابلة أن "يتحدد فيها المعيار الأخير وهو الأهم فى نظرنا: أن يكون لدى المتقدم الرغبة فى خدمة الآخرين وليس أن يُخدم هو".

بعد نحو شهر خرج الكيان الجديد (شرطة الدورية) إلى الشارع ليبدأ مهمته الميدانية للمرة الأولى، تقول نائبة وزير الداخلية: "حدثت صدمة للناس.. فالشرطة ترتدى زيا جديدا وتركب سيارات جديدة وتتعامل بطريقة مهنية ومحترمة. فى البداية ظن الناس أنها خدعة أو برنامج تليفزيونى. كانت الشرطة أشبه بكائنات هبطت من المريخ، فكيف تكون هناك شرطة لا تطلب الرشوة ولا تقبلها إذا عُرِضَت عليها؟".

ما حدث فى يوم واحد مع شرطة المرور حدث بالتدريج فى قطاعات عديدة فى الدولة، دون اعتبارات شخصية، فحتى والدا "إيكا" لم يفلتا من مقصلة التغيير الثورى: "نحن حكومة صغيرة وبيروقراطية صغيرة.. نؤمن أن بيروقراطية صغيرة، ومرنة، وكفء، تخدم البلاد.. ولكن البيروقراطية الكبيرة والمزدحمة تصبح كسولة مع الوقت وتسبب المشاكل للشعب وللدولة، وخلال الإصلاح شعر الكثير من الناس بأنه تم التخلى عنهم، وهذه تكلفة لا يمكن تجنبها، ومن بين من دفعوا ثمنها والدى وجيله كله.. هم ليسوا أقل وطنية منى، بل لديهم خبرات ومستوى تعليم أفضل منى، وقضوا عمرهم يحلمون بالحياة فى دولة ديمقراطية، لكن السبب الذى يجعلنى حاليا فى الحكومة وليس هم لم يكن حرب أجيال، لكنها كانت حرب طموح، فجيل أبى لم يكن يؤمن بأن التغيير ممكن، وإذا أردت التغيير فيجب أن تؤمن به".

بعد آخر لخطة تطهير جهاز الشرطة الجورجى يضيفه رفاييل جلوكسمان، مستشار رئيس الجمهورية: "نصحنا الخبراء الأمريكيون بالإصلاح التدريجى وحذرونا من خطورة التغيير الفورى، الآن وبعد مرور كل هذه السنوات نحن سعداء أننا لم نستمع لهم وإلا ما كنا سنحقق ما نحن فيه حاليا.. كانت الحكومة وليدة والثورة كذلك وكان يجب أن نقدم للناس شيئا ملموسا يتعلق بحياتهم ويرضيهم".

وعن إمكان التعاون مع مصر تقول إيكا: "إذا دعينا للتعاون مع مصر سيكون شرفاً لنا.. نحن مبهورون بالثورة المصرية وهى تبعث فينا الأمل وتحيى فينا ذكريات ثورتنا، وندرك أن التحدى بالنسبة لمصر أكبر من التحديات التى واجهناها"
http://www.youtube.com/watch?v=1A6nAnIHvGg
صورة: التجربة الجورجية... فى تطهير جهاز الشرطة
=========================
أذا ا رأيت على الطريق السريع بين المطار والعاصمة الجورجية تبليسى، مبنى زجاجيا ضخما، تحيط به الحدائق، فلا تظنه، داراً للأوبرا، أو معرضاً للفن، بل هذا هو المبنى الرئيسى لوزارة الداخلية الجورجية، قرين (لاظوغلى) فى القاهرة.

اكتمل المبنى الزجاجى منذ 3 سنوات، وجاء ضمن خطة لتحويل جميع المبانى التابعة لوزارة الداخلية إلى (بيوت زجاجية)، وهى المهمة التى تقول الحكومة إنها أنجزت 70% منها حتى الآن.



أمام المبنى الزجاجى العملاق وقف بعض الضباط بالزى الرسمى يدخنون السجائر (حيث التدخين ممنوع فى الداخل)، حتى توقفت سيارة مرسيدس سوداء أمام مدخل الوزارة، لتهبط منها امرأة فى أوائل الثلاثينيات من عمرها، ترتدى فستانا أزرق بسيطاً، ليتكهرب المشهد كله، ويدق الضباط بكعوبهم على الأرض وهم يؤدون التحية العسكرية، التى ردتها السيدة الحامل فى شهرها السادس مع ابتسامة خفيفة ثم توجهت بثقة للمبنى.

كانت تحية الضباط العسكرية، موجهة لـ"إيكاترينا زولادزه"، نائبة وزير الداخلية، المواطنة الجورجية المدنية، التى قادت إعادة هيكلة وزارة الداخلية قبل 6 سنوات، لتنهى عقوداً من (البطش) البوليسى الذى عرفته جورجيا طويلا.
فى الطابق الثانى من المبنى جلست إيكاترينا أو (إيكا) كما ينادونها على أريكة بيضاء تسترجع ذكريات أول أيام القرارات الحاسمة، فبهدوء من يدرك أن عليه اتخاذ خطوات فاصلة فى تاريخ بلاده، قررت (إيكا) فصل 18 ألف شرطى دفعة واحدة، ودون تردد.كان المفصولون هم كامل طاقم إدارة المرور فى الدولة، وكانت إيكا فى السابعة والعشرين من عمرها، ولم يكن قد مضى وقت طويل على التحاقها بالوزارة.

تقول نائبة وزير الداخلية: "لم آت مع الموجة الثورية بل كنت ممن اختارهم الرئيس ومجلس الوزراء فى وقت لاحق حين بحثوا عن أشخاص مؤهلين وليس فقط متحمسين لشغل الوظائف".

"درست الصحافة والقانون فى جورجيا وخرجت للعمل منذ أن كان عمرى 16 عاما وكان ذلك شيئاً نادراً فى وقتها ولكن الظروف كانت صعبة. فمع انهيار الاتحاد السوفيتى خسر والداى وظيفتيهما. كانت الأزمة الاقتصادية طاحنة، ولكن القليل من الإنجليزية والقليل من الكمبيوتر كانا يكفيان لتأمين وظيفة لى فى سوق العمل".

عملت إيكا فى القطاع الخاص، ثم فى مؤسسات دولية غير حكومية وكانت مسؤولة عن مشروع كبير.. "وذات يوم حدثت أزمة بين المجتمع المدنى والحكومة وسمع المسؤولون عن طريقة إدارتى للأزمة فاتصلوا بى وعرضوا على الوظيفة، ولم يكن لدى أى علاقة بالحكومة وقتها. وبقدر ما كان الأمر مخيفا.. وبقدر ما كانت المخاطرة صعبة، قلت لنفسى إذا كنت أريد أن أكون جزءاً من التغيير للأفضل فعلى ألا أمارس النقد من الخارج، بل أشارك وأحاول المساهمة".

ربما كانت تجربة رائعة "لإيكا" ولكنها لم تكن كذلك لـ18 ألف شرطى وعائلاتهم، فذات صباح أصدرت "إيكا" قراراً بحل جهاز شرطة المرور بالكامل وظلت البلاد ما يزيد على شهر دون شرطى مرور واحد.. تقول: "كان قرارا صعبا وكنا خائفين.. كانوا مسلحين ويعرفون بعضهم بعضا كما كانت لديهم علاقات بالمجرمين والخارجين على القانون ولكن فى نفس الوقت كان يجب التخلص منهم".

تضيف (ناتو جافاخشجيلى) رئيسة قسم تحليل البيانات بوزارة الداخلية: "نعم كان هناك فراغ ولكن الغريب أن نسبة الحوادث والمخالفات انخفضت بشدة فى تلك الفترة".

قرار البدء بإدارة المرور، واتخاذ إجراء حاسم بهذا الشكل، كانت له أبعاد أخرى لدى نائبة وزير الداخلية: "اخترنا شرطة المرور لأن الشعب يتعامل معهم يوميا ويعرف مدى فسادهم.. كان جهازا قبيحا.. كانوا يحصلون الإتاوات ليس فقط من السائقين بل من المشاة أيضا.. كانوا يرتدون زيا باليا ويركبون سيارات رديئة ويتعاملون مع المواطنين بفجاجة.. لم يكن ممكنا أن تكون تلك هى صورة الشرطى، وبصراحة شديدة كنا نبحث عن قصة نجاح نحتاجها لأنفسنا كحكومة جديدة وضعيفة، نقدمها للشعب ولباقى أفرع الشرطة كى يروا أن التغيير ممكن بالفعل. واستلزم الأمر ما يزيد قليلا عن الشهر لنستبدل شرطة المرور بجهاز جديد تماما سميناه (شرطة الدورية)".

خلال هذا الشهر بدأت عملية إصلاح أكاديمية الشرطة الجورجية، ومناهج التدريس، وبالتوازى قامت الوزارة بالإعلان عن وظائف شاغرة وتقدم آلاف المدنيين الذين خضعوا لاختبارات بدنية ونفسية ومعرفية ومقابلات شخصية لاختيار المؤهلين منهم، مقابلة تختلف جذريا عن (كشف الهيئة)، فحسب "إيكا" كان الهدف من المقابلة أن "يتحدد فيها المعيار الأخير وهو الأهم فى نظرنا: أن يكون لدى المتقدم الرغبة فى خدمة الآخرين وليس أن يُخدم هو".

بعد نحو شهر خرج الكيان الجديد (شرطة الدورية) إلى الشارع ليبدأ مهمته الميدانية للمرة الأولى، تقول نائبة وزير الداخلية: "حدثت صدمة للناس.. فالشرطة ترتدى زيا جديدا وتركب سيارات جديدة وتتعامل بطريقة مهنية ومحترمة. فى البداية ظن الناس أنها خدعة أو برنامج تليفزيونى. كانت الشرطة أشبه بكائنات هبطت من المريخ، فكيف تكون هناك شرطة لا تطلب الرشوة ولا تقبلها إذا عُرِضَت عليها؟".

ما حدث فى يوم واحد مع شرطة المرور حدث بالتدريج فى قطاعات عديدة فى الدولة، دون اعتبارات شخصية، فحتى والدا "إيكا" لم يفلتا من مقصلة التغيير الثورى: "نحن حكومة صغيرة وبيروقراطية صغيرة.. نؤمن أن بيروقراطية صغيرة، ومرنة، وكفء، تخدم البلاد.. ولكن البيروقراطية الكبيرة والمزدحمة تصبح كسولة مع الوقت وتسبب المشاكل للشعب وللدولة، وخلال الإصلاح شعر الكثير من الناس بأنه تم التخلى عنهم، وهذه تكلفة لا يمكن تجنبها، ومن بين من دفعوا ثمنها والدى وجيله كله.. هم ليسوا أقل وطنية منى، بل لديهم خبرات ومستوى تعليم أفضل منى، وقضوا عمرهم يحلمون بالحياة فى دولة ديمقراطية، لكن السبب الذى يجعلنى حاليا فى الحكومة وليس هم لم يكن حرب أجيال، لكنها كانت حرب طموح، فجيل أبى لم يكن يؤمن بأن التغيير ممكن، وإذا أردت التغيير فيجب أن تؤمن به".

بعد آخر لخطة تطهير جهاز الشرطة الجورجى يضيفه رفاييل جلوكسمان، مستشار رئيس الجمهورية: "نصحنا الخبراء الأمريكيون بالإصلاح التدريجى وحذرونا من خطورة التغيير الفورى، الآن وبعد مرور كل هذه السنوات نحن سعداء أننا لم نستمع لهم وإلا ما كنا سنحقق ما نحن فيه حاليا.. كانت الحكومة وليدة والثورة كذلك وكان يجب أن نقدم للناس شيئا ملموسا يتعلق بحياتهم ويرضيهم".

وعن إمكان التعاون مع مصر تقول إيكا: "إذا دعينا للتعاون مع مصر سيكون شرفاً لنا.. نحن مبهورون بالثورة المصرية وهى تبعث فينا الأمل وتحيى فينا ذكريات ثورتنا، وندرك أن التحدى بالنسبة لمصر أكبر من التحديات التى واجهناها"
http://www.youtube.com/watch?v=1A6nAnIHvGg‏

التنين ذو الراسين<<< الصوفية والرافضة>>>

أوجه الشبه بينهما

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
إن الخبير بحقيقة التصوف والتشيع, يرى أنهما وجهان لعملة واحدة, فهما ينبعان من عين واحدة, ويسعيان إلى نهاية واحدة -في الجملة- ويشتركان في تصورات وعقائد متشابهة في كثير من الأحيان, ومن ذلك:
أولاً: ادعاء العلوم الخاصة:
يدعي الشيعة أن عندهم علوماً خاصة ليست مبذولة لعامة المسلمين, وينسبونها لأهل البيت, ومن ذلك: ادّعاؤهم أنَّ لديهم مصحف فاطمة الذي يعدل القران الذي بأيدي المسلمين ثلاث مرات, وليس منه في القران الموجود حرف واحد, ويزعمون أن محمداً بعث بالتنزيل, وأن علياً بعث بالتأويل.
وعلى هذا المنوال نسج كثير من الصوفية, فزعموا أن عندهم علم الحقيقة, وعند غيرهم علم الشريعة, وأن الله حباهم بعلوم لدنية, بينما أهل الظاهر يأخذون علمهم عن الأموات, حتى قال كبيرهم البسطامي: "خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله".
وبهذا يتضح التطابق بين التصوف والتشيع في مسألة العلم الباطني.
ثانياً: ألقى الشيعة على أئمتهم هالة التقديس:
حيث نسبوا إليهم منزلةً فوق منزلة الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين, كما قال الخميني: "من ضروريات مذهبنا: أن لأئمتنا مقاما لايبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل".
بل زاد الخميني نكداً, فأعطاهم بعض صفات رب العالمين, فقال: "وإنهم يتحكمون في ذرات هذا الكون" وهذه الصفات أطلقها الصوفيون على من سموهم الأولياء, فقد جعلوهم المتصرفون في الكون أعلاه وأسفله, ويعلمون الغيب, ولذلك اخترعوا ديواناً للأقطاب والأوتاد والأبدال؛ ليدير شئون الكون من خلال قراراته. [منقول من الساحات].
يقول أحمد بن مبارك السلجماسي المغربي في وصف الديوان الباطني الصوفي: "سمعت الشيخ رضي الله عنه -يعني: عبد العزيز الدباغ- يقول: "الديوان يكون بغار حراء الذي كان يتحنث فيه الرسول صلى الله عليه وسلم,قبل البعثة, فيجلس الغوث خارج الغار ومكة خلف كتفه الأيمن والمدينة أمام ركبته اليسرى, وأربعة أقطاب عن يمينه, وهم مالكية على مذهب مالك بن أنس رضي الله عنه, وثلاثة أقطاب عن يساره, واحد من كل مذهب, ومن المذاهب الأخرى,والوكيل أمامه, ويمينه قاضي الديوان, وهو في هذا الوقت مالكي أيضا من بني خالد القاطنين بناحية البصرة واسمه سيدي محمد بن عبد الكريم البصراوي, ومن الوكيل يتكلم الغوث, لذلك يسمى وكيلا لأنه ينوب في الكلام عن جميع من في الديوان".
قال والتصرف للأقطاب السبعة على أمر الغوث, وكل واحد من الأقطاب السبعة على أمر الغوث, وكل واحد من الأقطاب السبعة تحته عدد مخصوص يتصرفون تحته... إلى أن قال: "ولهم التصرف في العوالم كلها السفلية والعلوية, وحتى في الحجب السبعين وحتى في عالم الرقا, وهو ما فوق الحجب السبعين, فهم الذين يتصرفون فيه وفي أهله, وفي خواطرهم وما تهمس به ضمائرهم, فلا يهمس في خاطر واحد منهم شيء إلا بأذن الله أهل التصرف رضي الله عنهم أجمعين.
وإن كان هذا في عالم الرقا الذي هو فوق السبعين التي هي فوق العرش فما ظنك بغيره من العوالم.
ثالثاً: القول بأن للدين باطناً وظاهراً:
لقد اتفق الشيعة وربائبهم اللاتي في حجورهم من المتصوفة على زعم باطل, وإفك قاتل, أن للدين ظاهراً وباطناً, فالباطن هو المراد على الحقيقة, ولا يعلمه إلا الأئمة والأولياء, والظاهر هو المتبادر من النصوص ويفهمه العامة.
رابعا: تقديس القبور:
تقديس القبور وزيارة المشاهد ركن من أركان المعتقد الشيعي, فالشيعة هم أول من بنى المشاهد على القبور, وجعلوه شعاراً لهم، وجاءت الصوفية وجعلوا أهم شعائرهم زيارة القبور, وبناء الأضرحة, والطواف بها, والتبرك بأحجارها والاستغاثة بأصحابها كما هو معلوم ومشاهد والله المستعان.
وهذه الصلة بين التصوف والتشيع أمر أقر به المؤرخون, فقد قال ابن خلدون في مقدمته: "ثم إن هؤلاء المتأخرين من المتصوفة المتكلمين في الكشف وفيما وراء الحس, توغلوا في ذلك, فذهب كثير منهم إلى الحلول, والوحدة كما أشرنا إليه وملئوا الصحف منه مثل الهروي في كتاب المقامات له وغيره وتبعهم ابن عربي وابن سبعين وتلميذهما ابن العفيف, وابن الفارض, والنجم الإسرائيلي في قصائدهم, وكان سلفهم مخالطين للإسماعيلية المتأخرين من الرافضة الدائنين أيضا بالحلول وإلهية الأئمة مذهبا لم يعرف لأولهم.
فأشرب كل واحد من الفريقين مذهب الآخر, واختلط كلامهم وتشابهت عقائدهم, وظهر في كلام المتصوفة القول بالقطب, ومعناه رأس العارفين يزعمون أنه لا يمكن أن يساويه أحد في مقامه في المعرفة حتى يقبضه الله, ثم يورث مقامه لآخر من أهل العرفان.
وقد أشار إلى ذلك ابن سينا في كتاب الإشارات في فصول التصوف منها, فقال: جل جناب الحق أن يكون شرعه لكل وارد, أو يطلع عليه الواحد بعد الواحد" وهذا الكلام لا تقوم عليه حجة عقلية ولا دليل شرعي وإنما هو من أنواع الخطابة, وهو بعينه ما تقوَّل الرافضة, ودانو به, ثم قال بترتيب وجود الأبدال بعد هذا القطب كما قاله الشيعة في النقباء حتى إنهم لما أسندوا لباس خرقة التصوف ليجعلوه أصلاً لطريقتهم وتخليهم رفعوه إلى علي رضي الله عنه وهو في هذا المعنى أيضاً, وإلا فعلي رضي الله عنه لم يختص من بين الصحابة بتخلية أو طريقة في لباس ولا مال, بل كان أبو بكر وعمر رضي الله عنهم أزهد الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثرهم عبادة, ولم يختص أحد منهم في الدين بشيء يؤثر عنه في الخصوص, بل كان الصحابة كلهم أسوة في الدين والزهد والمجاهدة
يشهد لذلك من كلام هؤلاء المتصوفة في أمر الفاطمي وما شحنوا كتبهم في ذلك مما ليس لسلف المتصوفة فيه كلام بنفي أوإثبات, وإنما هو مأخوذ من كلام الشيعة الرافضة ومذاهبهم في كتبهم والله يهدي إلى الحق". [انتهى كلام ابن خلدون رحمه الله].
ولقد صنف الدكتور كامل الشيبي الصلة بين التصوف والتشيع كتاباً أثبت فيه بدلائل تاريخية هذه الصلة الوثيقة.
ولم تقتصر الصلة بين التصوف والتشيع على الأقوال بل تعدت إلى الأفعال, حيث عملا مشتركين على هدم الدولة الإسلامية وتعاونا مخلصين مع أعدائها,وفتحا مصرين ثغور المسلمين لهم.
خامسا: لا وجود لعلم التوحيد في كل من الديانتين الصوفية والشيعية.
سادساً: لا يكفر أتباع هاتين الديانتين بعضهما بعضا.
سابعاً: موالاة كلاً من أتباع هاتين الديانتين لليهود والنصارى ومعاونتهم لهم ضد المسلمين.
ثامناً: تواطؤ كلا من هاتين الديانتين على محاربة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذه بعض الصلات بين التصوف والتشيع فلا تستغربوا يا إخوان إذا تحول شخص من الصوفية الى التشيع لتقارب مناهجهم ومواردهم.
وكلنا يعرف (التيجاني) الذي كان شيخاً ومرجعاً عند الصوفية وكيف تحول من التصوف إلى التشيع وألف كتاباً اسماه: (ثم اهتديت). وفي الحقيقة هو لم يهتدي إلى الحق, بل إلى الضلال, بل زاد ضلالاً فوق الضلال, فقد كان يعبد القبور حين كان صوفياً والآن صار يعبد القبور ويسب الصحابة.
والناظر إلى حال الصوفية والشيعة في المجلس اليوم يجدهم يداً واحدة على أهل السنة.
لكن السؤال: لماذا كل هذا الحقد الدفين على أهل السنة وتكالب أعداء التوحيد على أهل التوحيد؟ وما هو العامل المشترك الذي جمعهم صفاً صفاً بهذا الحال؟
من قرأ في التاريخ وجد أن صلة الصوفية بالتشيع شيء مؤكد، فمرجعهم دائماً من الصحابة هو علي بن أبي طالب أو الحسن بن علي رضي الله عنهما(الذي هو أول الأقطاب عندهم) وقالت الصوفية بالقطب والأبدال وهذا من اثر الإسماعيلية والشيعة.
وعوامل نشأة الفرقتين وطبيعة كل منهما توجب أن يقترب التشيع والتصوف، فأهل فارس هم أكثر الناس تصوفا بين الأمم الإسلامية وقد أخذ الصوفية فكرة الحياة المستمرة لبعض الأشخاص من الشيعة الذين يقولون بمهديه فلان أو فلان وأنه حي إلى الآن قال ابن حزم: "وسلك في سبيل بعض نوكى الصوفية فزعموا أن الخضر وإلياس عليهما السلام حيان إلى اليوم".
كما أخذ الصوفية مسألة عصمة الولي من الشيعة الذين يقولون بعصمة الأئمة ولكنهم أخفوها فترة من الزمن فسموها(الحفظ) ثم صرح بها القشيري فقال: "واعلم من أجل الكرامات التي تكون للأولياء دوام التوفيق للطاعات والعصمة عن المعاصي والمخالفات ويجوز أن يكون في جملة الكرامات ولي الله أن يعلم أنه ولي".
ومن الموافقات الغريبة بين الصوفية والشيعة أن كل زعماء الطرق الصوفية يرجع إلى علي بن أبي طالب ويتوارثون زعامة الطريقة كالإمامة عند الشيعة وإذا كانت المشيخة هي محصول المجاهدة والسلوك فهل ولد الشيخ يجب أن يكون شيخاً.
يتبع إن شاء الله تعالى:
عند الشيعة: الوصي أفضل من النبي.
عند الصوفية: الولي أفضل من النبي.

عند الشيعة: أفضل الأوصياء يسمى خاتم الأوصياء.
عند الصوفية: أفضل الأولياء يسمى خاتم الأولياء.

عند الشيعة: الانتساب في دعواهم إلى أهل البيت.
عند الصوفية: الانتساب في دعواهم إلى أهل البيت.

عند الشيعة: الأئمة يوحى إليهم.
عند الصوفية: الأولياء يوحى إليهم.

عند الشيعة: الأئمة يعلمون الغيب.
عند الصوفية: الأولياء يعلمون الغيب.

عند الشيعة: الأئمة يتصرفون في الكون.
عند الصوفية: الأولياء يتصرفون في الكون.

عند الشيعة: يجوز دعاء الأئمة والذبح لهم والاستغاثة بهم.
عند الصوفية: يجوز دعاء الأولياء والذبح لهم والاستغاثة بهم.

عند الشيعة: تقديس القبور والأضرحة والغلو فيها وممارسة الشرك حولها.
عند الصوفية: تقديس القبور والأضرحة والغلو فيها وممارسة الشرك حولها.

عند الشيعة: استخدام الغش والكذب في عقائدهم "التقية".
عند الصوفية: استخدام الغش والكذب في عقائدهم "الستر" والكتمان.

عند الشيعة: لا يوجد كتب أو مراجع صحيحة يستندون إليها في عقيدتهم.
عند الصوفية: لا يوجد كتاب أو مرجع للصوفية.

عند الشيعة: متأثرين بالأديان الأخرى مثل اليهودية والمجوسية والنصرانية.
عند الصوفية: متأثرين بالأديان الأخرى مثل اليهودية والنصرانية والبوذية.

عند الشيعة: يجوز في دينهم استخدام السحر وعلم النجوم وتسخير الجن والشعوذة.
عند الصوفية:يجوز في دينهم استخدام السحر وتسخير الجن والشعوذة.

عند الشيعة يجوز تعذيب النفس وضرب الرءوس بالسكاكين وإدخال الآلات الحادة في الجسم.
عند الصوفية: غرز الدبابيس والسكاكين في الجسم واكل الحيات والعقارب.
أوجه الشبه بين الصوفية والرافضة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
إن الخبير بحقيقة التصوف والتشيع, يرى أنهما وجهان لعملة واحدة, فهما ينبعان من عين واحدة, ويسعيان إلى نهاية واحدة -في الجملة- ويشتركان في تصورات وعقائد متشابهة في كثير من الأحيان, ومن ذلك:
أولاً: ادعاء العلوم الخاصة:
يدعي الشيعة أن عندهم علوماً خاصة ليست مبذولة لعامة المسلمين, وينسبونها لأهل البيت, ومن ذلك: ادّعاؤهم أنَّ لديهم مصحف فاطمة الذي يعدل القران الذي بأيدي المسلمين ثلاث مرات, وليس منه في القران الموجود حرف واحد, ويزعمون أن محمداً بعث بالتنزيل, وأن علياً بعث بالتأويل.
وعلى هذا المنوال نسج كثير من الصوفية, فزعموا أن عندهم علم الحقيقة, وعند غيرهم علم الشريعة, وأن الله حباهم بعلوم لدنية, بينما أهل الظاهر يأخذون علمهم عن الأموات, حتى قال كبيرهم البسطامي: "خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله".
وبهذا يتضح التطابق بين التصوف والتشيع في مسألة العلم الباطني.
ثانياً: ألقى الشيعة على أئمتهم هالة التقديس:
حيث نسبوا إليهم منزلةً فوق منزلة الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين, كما قال الخميني: "من ضروريات مذهبنا: أن لأئمتنا مقاما لايبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل".
بل زاد الخميني نكداً, فأعطاهم بعض صفات رب العالمين, فقال: "وإنهم يتحكمون في ذرات هذا الكون" وهذه الصفات أطلقها الصوفيون على من سموهم الأولياء, فقد جعلوهم المتصرفون في الكون أعلاه وأسفله, ويعلمون الغيب, ولذلك اخترعوا ديواناً للأقطاب والأوتاد والأبدال؛ ليدير شئون الكون من خلال قراراته. [منقول من الساحات].
يقول أحمد بن مبارك السلجماسي المغربي في وصف الديوان الباطني الصوفي: "سمعت الشيخ رضي الله عنه -يعني: عبد العزيز الدباغ- يقول: "الديوان يكون بغار حراء الذي كان يتحنث فيه الرسول صلى الله عليه وسلم,قبل البعثة, فيجلس الغوث خارج الغار ومكة خلف كتفه الأيمن والمدينة أمام ركبته اليسرى, وأربعة أقطاب عن يمينه, وهم مالكية على مذهب مالك بن أنس رضي الله عنه, وثلاثة أقطاب عن يساره, واحد من كل مذهب, ومن المذاهب الأخرى,والوكيل أمامه, ويمينه قاضي الديوان, وهو في هذا الوقت مالكي أيضا من بني خالد القاطنين بناحية البصرة واسمه سيدي محمد بن عبد الكريم البصراوي, ومن الوكيل يتكلم الغوث, لذلك يسمى وكيلا لأنه ينوب في الكلام عن جميع من في الديوان".
قال والتصرف للأقطاب السبعة على أمر الغوث, وكل واحد من الأقطاب السبعة على أمر الغوث, وكل واحد من الأقطاب السبعة تحته عدد مخصوص يتصرفون تحته... إلى أن قال: "ولهم التصرف في العوالم كلها السفلية والعلوية, وحتى في الحجب السبعين وحتى في عالم الرقا, وهو ما فوق الحجب السبعين, فهم الذين يتصرفون فيه وفي أهله, وفي خواطرهم وما تهمس به ضمائرهم, فلا يهمس في خاطر واحد منهم شيء إلا بأذن الله أهل التصرف رضي الله عنهم أجمعين.
وإن كان هذا في عالم الرقا الذي هو فوق السبعين التي هي فوق العرش فما ظنك بغيره من العوالم.
ثالثاً: القول بأن للدين باطناً وظاهراً:
لقد اتفق الشيعة وربائبهم اللاتي في حجورهم من المتصوفة على زعم باطل, وإفك قاتل, أن للدين ظاهراً وباطناً, فالباطن هو المراد على الحقيقة, ولا يعلمه إلا الأئمة والأولياء, والظاهر هو المتبادر من النصوص ويفهمه العامة.
رابعا: تقديس القبور:
تقديس القبور وزيارة المشاهد ركن من أركان المعتقد الشيعي, فالشيعة هم أول من بنى المشاهد على القبور, وجعلوه شعاراً لهم، وجاءت الصوفية وجعلوا أهم شعائرهم زيارة القبور, وبناء الأضرحة, والطواف بها, والتبرك بأحجارها والاستغاثة بأصحابها كما هو معلوم ومشاهد والله المستعان.
وهذه الصلة بين التصوف والتشيع أمر أقر به المؤرخون, فقد قال ابن خلدون في مقدمته: "ثم إن هؤلاء المتأخرين من المتصوفة المتكلمين في الكشف وفيما وراء الحس, توغلوا في ذلك, فذهب كثير منهم إلى الحلول, والوحدة كما أشرنا إليه وملئوا الصحف منه مثل الهروي في كتاب المقامات له وغيره وتبعهم ابن عربي وابن سبعين وتلميذهما ابن العفيف, وابن الفارض, والنجم الإسرائيلي في قصائدهم, وكان سلفهم مخالطين للإسماعيلية المتأخرين من الرافضة الدائنين أيضا بالحلول وإلهية الأئمة مذهبا لم يعرف لأولهم.
فأشرب كل واحد من الفريقين مذهب الآخر, واختلط كلامهم وتشابهت عقائدهم, وظهر في كلام المتصوفة القول بالقطب, ومعناه رأس العارفين يزعمون أنه لا يمكن أن يساويه أحد في مقامه في المعرفة حتى يقبضه الله, ثم يورث مقامه لآخر من أهل العرفان.
وقد أشار إلى ذلك ابن سينا في كتاب الإشارات في فصول التصوف منها, فقال: جل جناب الحق أن يكون شرعه لكل وارد, أو يطلع عليه الواحد بعد الواحد" وهذا الكلام لا تقوم عليه حجة عقلية ولا دليل شرعي وإنما هو من أنواع الخطابة, وهو بعينه ما تقوَّل الرافضة, ودانو به, ثم قال بترتيب وجود الأبدال بعد هذا القطب كما قاله الشيعة في النقباء حتى إنهم لما أسندوا لباس خرقة التصوف ليجعلوه أصلاً لطريقتهم وتخليهم رفعوه إلى علي رضي الله عنه وهو في هذا المعنى أيضاً, وإلا فعلي رضي الله عنه لم يختص من بين الصحابة بتخلية أو طريقة في لباس ولا مال, بل كان أبو بكر وعمر رضي الله عنهم أزهد الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثرهم عبادة, ولم يختص أحد منهم في الدين بشيء يؤثر عنه في الخصوص, بل كان الصحابة كلهم أسوة في الدين والزهد والمجاهدة
يشهد لذلك من كلام هؤلاء المتصوفة في أمر الفاطمي وما شحنوا كتبهم في ذلك مما ليس لسلف المتصوفة فيه كلام بنفي أوإثبات, وإنما هو مأخوذ من كلام الشيعة الرافضة ومذاهبهم في كتبهم والله يهدي إلى الحق". [انتهى كلام ابن خلدون رحمه الله].
ولقد صنف الدكتور كامل الشيبي الصلة بين التصوف والتشيع كتاباً أثبت فيه بدلائل تاريخية هذه الصلة الوثيقة.
ولم تقتصر الصلة بين التصوف والتشيع على الأقوال بل تعدت إلى الأفعال, حيث عملا مشتركين على هدم الدولة الإسلامية وتعاونا مخلصين مع أعدائها,وفتحا مصرين ثغور المسلمين لهم.
خامسا: لا وجود لعلم التوحيد في كل من الديانتين الصوفية والشيعية.
سادساً: لا يكفر أتباع هاتين الديانتين بعضهما بعضا.
سابعاً: موالاة كلاً من أتباع هاتين الديانتين لليهود والنصارى ومعاونتهم لهم ضد المسلمين.
ثامناً: تواطؤ كلا من هاتين الديانتين على محاربة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذه بعض الصلات بين التصوف والتشيع فلا تستغربوا يا إخوان إذا تحول شخص من الصوفية الى التشيع لتقارب مناهجهم ومواردهم.
وكلنا يعرف (التيجاني) الذي كان شيخاً ومرجعاً عند الصوفية وكيف تحول من التصوف إلى التشيع وألف كتاباً اسماه: (ثم اهتديت). وفي الحقيقة هو لم يهتدي إلى الحق, بل إلى الضلال, بل زاد ضلالاً فوق الضلال, فقد كان يعبد القبور حين كان صوفياً والآن صار يعبد القبور ويسب الصحابة.
والناظر إلى حال الصوفية والشيعة في المجلس اليوم يجدهم يداً واحدة على أهل السنة.
لكن السؤال: لماذا كل هذا الحقد الدفين على أهل السنة وتكالب أعداء التوحيد على أهل التوحيد؟ وما هو العامل المشترك الذي جمعهم صفاً صفاً بهذا الحال؟
من قرأ في التاريخ وجد أن صلة الصوفية بالتشيع شيء مؤكد، فمرجعهم دائماً من الصحابة هو علي بن أبي طالب أو الحسن بن علي رضي الله عنهما(الذي هو أول الأقطاب عندهم) وقالت الصوفية بالقطب والأبدال وهذا من اثر الإسماعيلية والشيعة.
وعوامل نشأة الفرقتين وطبيعة كل منهما توجب أن يقترب التشيع والتصوف، فأهل فارس هم أكثر الناس تصوفا بين الأمم الإسلامية وقد أخذ الصوفية فكرة الحياة المستمرة لبعض الأشخاص من الشيعة الذين يقولون بمهديه فلان أو فلان وأنه حي إلى الآن قال ابن حزم: "وسلك في سبيل بعض نوكى الصوفية فزعموا أن الخضر وإلياس عليهما السلام حيان إلى اليوم".
كما أخذ الصوفية مسألة عصمة الولي من الشيعة الذين يقولون بعصمة الأئمة ولكنهم أخفوها فترة من الزمن فسموها(الحفظ) ثم صرح بها القشيري فقال: "واعلم من أجل الكرامات التي تكون للأولياء دوام التوفيق للطاعات والعصمة عن المعاصي والمخالفات ويجوز أن يكون في جملة الكرامات ولي الله أن يعلم أنه ولي".
ومن الموافقات الغريبة بين الصوفية والشيعة أن كل زعماء الطرق الصوفية يرجع إلى علي بن أبي طالب ويتوارثون زعامة الطريقة كالإمامة عند الشيعة وإذا كانت المشيخة هي محصول المجاهدة والسلوك فهل ولد الشيخ يجب أن يكون شيخاً.
يتبع إن شاء الله تعالى:
عند الشيعة: الوصي أفضل من النبي.
عند الصوفية: الولي أفضل من النبي.

عند الشيعة: أفضل الأوصياء يسمى خاتم الأوصياء.
عند الصوفية: أفضل الأولياء يسمى خاتم الأولياء.

عند الشيعة: الانتساب في دعواهم إلى أهل البيت.
عند الصوفية: الانتساب في دعواهم إلى أهل البيت.

عند الشيعة: الأئمة يوحى إليهم.
عند الصوفية: الأولياء يوحى إليهم.

عند الشيعة: الأئمة يعلمون الغيب.
عند الصوفية: الأولياء يعلمون الغيب.

عند الشيعة: الأئمة يتصرفون في الكون.
عند الصوفية: الأولياء يتصرفون في الكون.

عند الشيعة: يجوز دعاء الأئمة والذبح لهم والاستغاثة بهم.
عند الصوفية: يجوز دعاء الأولياء والذبح لهم والاستغاثة بهم.

عند الشيعة: تقديس القبور والأضرحة والغلو فيها وممارسة الشرك حولها.
عند الصوفية: تقديس القبور والأضرحة والغلو فيها وممارسة الشرك حولها.

عند الشيعة: استخدام الغش والكذب في عقائدهم "التقية".
عند الصوفية: استخدام الغش والكذب في عقائدهم "الستر" والكتمان.

عند الشيعة: لا يوجد كتب أو مراجع صحيحة يستندون إليها في عقيدتهم.
عند الصوفية: لا يوجد كتاب أو مرجع للصوفية.

عند الشيعة: متأثرين بالأديان الأخرى مثل اليهودية والمجوسية والنصرانية.
عند الصوفية: متأثرين بالأديان الأخرى مثل اليهودية والنصرانية والبوذية.

عند الشيعة: يجوز في دينهم استخدام السحر وعلم النجوم وتسخير الجن والشعوذة.
عند الصوفية:يجوز في دينهم استخدام السحر وتسخير الجن والشعوذة.

عند الشيعة يجوز تعذيب النفس وضرب الرءوس بالسكاكين وإدخال الآلات الحادة في الجسم.
عند الصوفية: غرز الدبابيس والسكاكين في الجسم واكل الحيات والعقارب.

ام تصنع امه

 حكايته مع امه<<<<ام تصنع امه>>>>

 فان النساء شقائق الرجال واذا كان للرسول صلى الله عليه وسلم اصحاب من الذكور فقد

كان له ايضا صحابيات من الاناث هولاء واولئك الذين قال فيهم ابن مسعود رضى الله عنه


\ان الله اختارنى واختار لى اصحابى \فكما ان النجوم زينة للسماء وهدى للناس فى الظلام


كان اصحاب رسول الرجال والنساء كواكب دريه تضى على مر العصور


فان كان الغرب يقول \المراه نصف المجتمع \


فهى فى الاسلام اصل المحتمع كله هى اساس المجتمع اذا كانت صالحه كان المجتمع صالحا والعكس


واذكر هنا اننى منذ فتره كنت اكتب بحث عن علو الهمه


وكانت امامى قصص لكثير من نساء الاسلام اكتب عنها ---


ولكن قصه واحده توقفت معها كثيرا جدا وبحثت عنها ايام وايام


قصة \ام محمد الفاتح \


بحثت مده طويله عن اسم هذه السيده لم اجد لها اسم فى التاريخ وتوقفت حين تذكرت قول


عمر رضى الله عنه حين ذكر له اسماء رجال كانوا من الشهداء ولم يعرفهم قال وهو يبكى الله يعرفهم


ما قصة ام محمد الفاتح الذى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم


"ستفتح القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش جيشها".



ماذا فعلت هذه المراه


ان ام محمد الفاتح كانت تاخذه وهو طفل صغير وقت صلاة الفجر لتريه اسوار القسطنطينيه


ا وتقول انت يا محمد تفتح هذه الاسوار اسمك محمد كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم


والطفل الصغير يقول كيف يا امى افتح هذه المدنيه الكبيره


كانت تقول له بالقران والسلطان والسلاح وحب الناس


وكذلك قامت بتربية هذا الطفل حتى بلغ اعمره 22 سنه ومات ابوه السلطان مراد الثانى


دخلت امه عليه وهو يبكى على ابوه فقالت له انت تبكى فماذا تفعل النساء


قم القسطنطينية، بانتظارك واعداء ابوك فى كل مكان ولنا ان نعلم ان محمد الفاتح بفضل امه كان


عبقرية فذة من عبقريات الإسلام، فلم يكن مجرد فاتح مغوار وقائد عسكري مظفّر، بل كان يجمع بين صفات


القيادة العسكرية الموفقة وبين الثقافة العلمية الرفيعة يقود الجيوش، ويفتح المدن والدول، ويتذوق العلوم والآداب


والفنون بمختلف أنواعها ويقدرها ويرعاها وينشئ ويعمر


فاذا المراه ليست بالف رجل بل بملايين غثاء المسلمين الان


فلو كان النساء كمن ذكرن ------- ------لفضلت النساء على الرجال


وما التانيث لاسم الشمس عيب -----------وما التذكير فخر للهلال

الشاب البطل الصالح محمد الفاتح:

محمد الفاتحهذه صفحات وجيزة عن قائد من أروع قادة الحضارة الإسلامية في القرون الخمسة الأخيرة، إن لم يكن –بحق- هو أعظمهم.
كان شابًّا بُعيد العشرين بقليل.. وكان مسلمًا قبل أن يكون عثمانيًّا.. وكان قد تسلّم قيادة أعظم إمبراطورية إسلامية تقف وحدها مدافعة عن المسلمين بعد سقوط الأندلس، وبعد انهيار خلافة العباسيين.. وبعد أن تداعت آيلة للسقوط دولة المماليك، أبطال موقعة عين جالوت، التي صدّوا فيها الغارة التتارية سنة (658هـ).
وحمل العثمانيون الراية بعد تداعي هذه القوى (أيوبية، وعباسية، ومماليك) فَصَدّوا أوربا، التي كانت قد زحفت على شمال إفريقية (تونس والجزائر ومراكش) بعد سقوط غرناطة سنة (897هـ/ 1492م).
فكان ظهور العثمانيين إنقاذًا من الله للعالم الإسلامي.
***
محمد الفاتح هو السلطان محمد الثاني بن مراد الثاني (855هـ - 1451م)، وهو السلطان السابع في سلسلة آل عثمان، يُلقَّب بالفاتح، وبأبي الخيرات، وقد حكم نحو ثلاثين سنة، كانت خيرًا وبركة على المسلمين.
وتولى حكم الخلافة العثمانية في (16محرم 855هـ - 18 فبراير عام 1451م)، وعمره (22 سنة)، وكان الفاتح شخصية فذَّة، جمعت بين القوة والعدل[1].
وكان (الفاتح) محبًّا للعلماء، يقربهم لمجالسه، وقد تعلم منهم بعض الأحاديث النبوية، التي تثني على فاتح القسطنطينية، ومن ذلك قول رسول الله : "لتفتحن القسطنطينية على يد رجل، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش"[2]. ولهذا كان الفاتح يطمح في أن يكون هو المقصود بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم[3].

تربية محمد الفاتح:

ولقد أثمرت تربية العلماء له حب الإسلام والإيمان، والعمل بالقرآن وسنة سيد الأنام ؛ ولذلك نشأ على حب الالتزام بالشريعة الإسلامية، واتصف بالتُّقى والورع، وكان محبًّا للعلم والعلماء، ومشجعًا على نشر العلوم.
لقد تأثر محمد الفاتح بالعلماء الأفاضل ممن يخالف الأمر السلطاني إذا وجد به مخالفة للشرع، ويخاطبه باسمه، ومن الطبيعي أن يتخرج من تحت يد هؤلاء أناس عظماء كمحمد الفاتح، وأن يكون الفاتح مسلمًا مؤمنًا ملتزمًا بحدود الشريعة، مقيدًا بالأوامر والنواهي معظمًا لها، ومدافعًا عن إجراءات تطبيقها على نفسه أولاً، ثم على رعيته، تقيًّا صالحًا، يطلب الدعاء من العلماء العاملين الصالحين.
وكان الفاتح يميل لدراسة كتب التاريخ، وقد سار على المنهج الذي سار عليه أجداده في الفتوحات؛ ولهذا برز بعد توليه السلطة في الدولة العثمانية بقيامه بإعادة تنظيم إدارات الدولة المختلفة، واهتم كثيرًا بالأمور المالية؛ فعمل على تحديد موارد الدولة، وطرق الصرف منها بشكل يمنع الإسراف والبذخ، أو الترف. وكذلك ركز على تطوير كتائب الجيش، وأعاد تنظيمها، ووضع سجلات خاصة بالجند، وزاد من مرتباتهم، وأمدهم بأحدث الأسلحة المتوفرة في ذلك العصر، وعمل على تطوير إدارة الأقاليم، وأقر بعض الولاة السابقين في أقاليمهم، وعزل من ظهر منه تقصير أو إهمال، وطوَّر البلاط السلطاني، وأمدهم بالخبرات الإدارية والعسكرية الجيدة؛ مما أسهم في استقرار الدولة، والتقدم إلى الأمام.
ولم يكتف السلطان محمد بذلك، بل إنه عمل بجد؛ من أجل أن يتوِّج انتصاراته بفتح القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، والمعقل الاستراتيجي المهم للتحركات الصليبية ضد العالم الإسلامي لفترة طويلة من الزمن، والتي طالما اعتزت بها الإمبراطورية البيزنطية بصورة خاصة والمسيحية بصورة عامة، ومن أجل جعلها عاصمة للدولة العثمانية[4].

الإعداد لفتح القسطنطينية:

الإعداد لفتح القسطنطينيةلقد بذل السلطان (محمد الفاتح) جهودًا خارقة في مجال التخطيط لفتح القسطنطينية، كما بذل جهودًا كبيرة في دعم الجيش العثماني بالقوى البشرية، حتى وصل تعداده إلى قرابة ربع مليون مجاهد. وهو عدد كبير إذا قُورن بجيوش الدول في تلك الفترة، كما عنى بتدريب تلك الجموع على فنون القتال المختلفة، وبمختلف أنواع الأسلحة، التي تؤهلهم للجهاد المنتظر. كما اعتنى الفاتح بإعدادهم إعدادًا معنويًّا قويًّا، وغرس روح الجهاد فيهم، وتذكيرهم بثناء الرسول على الجيش الذي يفتح القسطنطينية، وعسى أن يكونوا هم هذا الجيش المقصود بذلك.
وفي الناحية التكتيكية العسكرية بدأ الفاتح خطوة عملية كبيرة حين صمم على إقامة قلعة (روملي حصار) في الجانب الأوربي على مضيق البسفور في أضيق نقطة منه مقابل القلعة التي أسست في عهد السلطان (بايزيد) في البر الآسيوي.
وقد حاول الإمبراطور البيزنطي إثناء السلطان الفاتح عن عزمه في بناء القلعة مقابل التزامات مالية تعهَّد بها، إلا أن الفاتح أصر على البناء؛ لما يعلمه من أهمية عسكرية لهذا الموقع، حتى اكتملت قلعة عالية ومحصنة، وصل ارتفاعها إلى (82م)، وأصبحت القلعتان متقابلتين، ولا يفصل بينهما سوى (660م) تتحكمان في عبور السفن من شرقي البسفور إلى غربيه، وتستطيع نيران مدافعهما منع أي سفينة من الوصول إلى القسطنطينية من المناطق التي تقع شرقها مثل مملكة طرابزون، وغيرها من الأماكن التي تستطيع دعم المدينة عند الحاجة[5].
كما اعتنى السلطان بتطوير الأسلحة اللازمة لهذه العملية المقبلة، ومن أهمها المدافع، التي أخذت اهتمامًا خاصًّا منه؛ حيث أحضر مهندسًا مجريًّا يُدعى (أوربان) كان بارعًا في صناعة المدافع، فأحسن استقباله، ووفَّر له جميع الإمكانيات المالية والمادية والبشرية، وقد تمكن هذا المهندس من تصميم وتنفيذ العديد من المدافع الضخمة، كان على رأسها المدفع السلطاني المشهور، والذي ذكر أن وزنه كان يصل إلى مئات الأطنان، وأنه يحتاج إلى مئات الثيران القوية لتحريكه.
كما أعطى الفاتح عناية خاصة بالأسطول العثماني؛ حيث عمل على تقويته، وتزويده بالسفن المختلفة ليكون مؤهلاً للقيام بدوره في الهجوم على القسطنطينية، وهي مدينة بحرية لا يكمل حصارها دون وجود قوة بحرية تقوم بهذه المهمة، وقد ذُكر أن السفن التي أعدت لهذا الأمر بلغت أكثر من أربعمائة سفينة[6].

الزحف نحو القسطنطينية:

الزحف نحو القسطنطينيةثم زحف السلطان (محمد الفاتح) على القسطنطينية فوصلها في (26ربيع الأول 857هـ - السادس من إبريل سنة 1453م)، فحاصرها من البر بمائتين وخمسين ألف مقاتل، ومن البحر بأربعمائة وعشرين شراعًا، فوقع الرعب في قلوب أهل المدينة؛ إذ لم يكن عندهم من الحامية إلا خمسة آلاف مقاتل، معظمهم من الأجانب، وبقي الحصار (53 يومًا)، لم ينفك العثمانيون أثناءها عن إطلاق القنابل[7].
ومن الخطوات القوية التي قام بها الفاتح، قيامه بتمهيد الطريق بين أدرنة والقسطنطينية؛ لكي تكون صالحة لجرِّ المدافع العملاقة خلالها إلى القسطنطينية، وقد تحركت المدافع من أدرنة إلى قرب القسطنطينية في مدة شهرين؛ حيث تمت حمايتها بقسم من الجيش حتى وصلت الأجناد العثمانية يقودها الفاتح بنفسه إلى مشارف القسطنطينية، فجمع الجند، وكانوا قرابة مائتين وخمسين ألف جندي، فخطب فيهم خطبًا قوية حثهم فيها على الجهاد، وطلب النصر أو الشهادة، وذكّرهم فيها بالتضحية، وصدق القتال عند اللقاء، وقرأ عليهم الآيات القرآنية التي تحثُّ على ذلك، كما ذكر لهم الأحاديث النبوية التي تبشِّر بفتح القسطنطينية، وفضل الجيش الفاتح لها وأميره، وما في فتحها من عزٍّ للإسلام والمسلمين. وقد بادر الجيش بالتهليل والتكبير والدعاء، وكان العلماء ينبثون في صفوف الجيش مقاتلين ومجاهدين معهم؛ مما أثر في رفع معنوياتهم، حتى كان كل جندي ينتظر القتال بفارغ الصبر؛ ليؤدي ما عليه من واجب.
ومن ثَمَّ قام السلطان (محمد الفاتح) بتوزيع جيشه البريّ أمام الأسوار الخارجية للمدينة، مشكِّلاً ثلاثة أقسام رئيسية تمكنت من إحكام الحصار البري حول مختلف الجهات، كما أقام الفاتح جيوشًا احتياطية خلف الجيوش الرئيسية، وعمل على نصب المدافع أمام الأسوار، ومن أهمها المدفع السلطاني العملاق، الذي أقيم أمام باب طوب قابي. كما وضع فرقًا للمراقبة في مختلف المواقع المرتفعة والقريبة من المدينة، وقد انتشرت السفن العثمانية في المياه المحيطة بالمدينة، إلا أنها في البداية عجزت عن الوصول إلى القرن الذهبي؛ حيث كانت السلسلة العملاقة تمنع أي سفينة من دخوله، بل وتحطم كل سفينة تحاول الاقتراب.
وكان هذا القرن الذهبي وسلسلته هو التحدي أمام العثمانيين، فالحصار بالتالي لا يزال ناقصًا ببقاء مضيق القرن الذهبي في أيدي البحرية البيزنطية، ومع ذلك فإن الهجوم العثماني كان مستمرًّا دون هوادة؛ حيث أبدى جنود الإنكشارية شجاعة عجيبة وبسالة نادرة، فكانوا يُقدِمون على الموت دون خوف في أعقاب كل قصف مدفعي. وفي يوم (18 إبريل) تمكنت المدافع العثمانية من فتح ثغرة في الأسوار البيزنطية عند وادي ليكوس في الجزء الغربي من الأسوار، فاندفع إليها الجنود العثمانيون بكل بسالة محاولين اقتحام المدينة من الثغرة، كما حاولوا اقتحام الأسوار الأخرى بالسلالم التي ألقوها عليها، ولكن المدافعين عن المدينة بقيادة جستنيان استماتوا في الدفاع عن الثغرة والأسوار، واشتد القتال بين الطرفين دون جدوى.

مشكلة السلسلة حول القسطنطينية والتغلب عليها:

لكن الله ألهم السلطان الفاتح إلى طريقة يستطيع بها إدخال سفنه إلى القرن الذهبي دون الدخول في قتال مع البحرية البيزنطية متجاوزًا السلسلة التي تغلق ذلك القرن، وهذه الطريقة تتمثل في جرِّ السفن العثمانية على اليابسة حتى تتجاوز السلسلة التي تغلق المضيق والدفاعات الأخرى، ثم إنزالها مرة أخرى إلى البحر. وقد درس الفاتح وخبراؤه العسكريون هذا الأمر، وعرفوا ما يحتاجونه من أدوات لتنفيذه، والطريق البرية التي ستسلكها السفن، والتي قدرت بثلاثة أميال. وبعد دراسة دقيقة ومتأنية للخطة اطمأنَّ الفاتح للفكرة، ولقي التشجيع من المختصين لتنفيذها، وبدأ العمل بصمتٍ على تسوية الطريق وتجهيزها، دون أن يعلم البيزنطيون الهدف من ذلك، كما جمعت كميات كبيرة من الأخشاب والزيوت.
وبعد إكمال المعدات اللازمة أمر الفاتح في مساء يوم (21 إبريل) بإشغال البيزنطيين في القرن الذهبي بمحاولات العبور من خلال السلسلة، فتجمعت القوات البيزنطية منشغلة بذلك عما يجري في الجهة الأخرى؛ حيث تابع السلطان مدَّ الأخشاب على الطريق الذي كان قد سوِّي، ثم دهنت تلك الأخشاب بالزيوت، وجرت السفن من البسفور إلى البرّ؛ حيث سحبت على تلك الأخشاب المدهونة بالزيت مسافة ثلاثة أميال، حتى وصلت إلى نقطة آمنة فأنزلت في القرن الذهبي، وتمكن العثمانيون في تلك الليلة من سحب أكثر من سبعين سفينة وإنزالها في القرن الذهبي على حين غفلة من العدو، بطريقٍ لم يُسبَق إليها السلطان الفاتح في التاريخ كله قبل ذلك.
وقد كان القائد (محمد الفاتح) يشرف بنفسه على العملية التي جرت في الليل بعيدًا عن أنظار العدو ومراقبته. وفي صباح (22 إبريل) استيقظ أهل المدينة على صيحات العثمانيين وأصواتهم يرفعون التكبير والأناشيد التركية في القرن الذهبي، وفوجئوا بالسفن العثمانية وهي تسيطر على ذلك المعبر المائي، ولم يعد هناك حاجز مائي بين المدافعين عن القسطنطينية وبين الجنود العثمانيين.

طرق مبتكرة لاقتحام القسطنطينية:

وقد لجأ العثمانيون في المراحل المتقدمة من الحصار إلى طريقة جديدة ومبتكرة في محاولة دخول المدينة؛ حيث عملوا على حفر أنفاق تحت الأرض من أماكن مختلفة إلى داخل المدينة، التي سمع سكانها في (16 مايو) ضربات شديدة تحت الأرض أخذت تقترب من داخل المدينة بالتدريج، فأسرع الإمبراطور بنفسه ومعه قُوَّاده ومستشاروه إلى ناحية الصوت، وأدركوا أن العثمانيين يقومون بحفر أنفاق تحت الأرض[8].
وإلى جانب ذلك لجأ العثمانيون إلى طريقة جديدة في محاولة الاقتحام، وذلك بأن صنعوا قلعة خشبية ضخمة متحركة تتكون من ثلاثة أدوار، وبارتفاع أعلى من الأسوار، وقد كسيت بالدروع والجلود المبللة بالماء لتمنع عنها النيران، وشحنت تلك القلعة بالرجال في كل دور من أدوارها، وكان الذين في الدور العلوي من الرماة يقذفون بالنبال كل من يطل برأسه من فوق الأسوار.
وقد عمد السلطان (الفاتح) إلى تكثيف الهجوم، وخصوصًا القصف المدفعي على المدينة في ظل سيطرته البحرية الكاملة، حتى إن المدفع السلطاني الضخم انفجر من كثرة الاستخدام، وقتل المشغّلين له، وعلى رأسهم المهندس المجري (أوربان)، الذي تولى الإشراف على تصميم المدفع. ومع ذلك فقد وجَّه السلطان بإجراء عمليات تبريد للمدافع بزيت الزيتون، وقد نجح الفنيون في ذلك، وواصلت المدافع قصفها للمدينة مرة أخرى، بل تمكنت من توجيه القذائف بحيث تسقط وسط المدينة، إضافةً إلى ضربها للأسوار والقلاع.
وفي يوم الأحد (18جمادى الأولى/ 27 من مايو) وجَّه السلطان الجنود إلى الخشوع، وتطهير النفوس، والتقرب إلى الله تعالى بالصلاة، وعموم الطاعات والتذلل، والدعاء بين يديه؛ لعل الله أن ييسر لهم الفتح. وانتشر هذا الأمر بين عامة الجند المسلمين، كما قام الفاتح بنفسه ذلك اليوم بتفقد أسوار المدينة، ومعرفة آخر أحوالها، وما وصلت إليه، وأوضاع المدافعين عنها في النقاط المختلفة، وحدَّد مواقع معينة يتم فيها تركيز القصف المدفعي.
وفي ليلة (29 مايو) نزلت بعض الأمطار على المدينة وما حولها، فاستبشر بها المسلمون خيرًا، وذكّرهم العلماء بمثيلتها يوم بدر، أما الروم فقد طمعوا أن تشتد الأمطار فتعرقل المسلمين، ولكن هذا لم يحدث، فقد كان المطر هادئًا ورفيقًا.
وعند الساعة الواحدة صباحًا من يوم الثلاثاء 20 جمادى الأولى 857 هـ/ 29 مايو 1453م بدأ الهجوم العام على المدينة بعد أن أعطيت إشارة البدء للجنود، فعلت أصوات الجند المسلمين بالتكبير وهم منطلقون نحو الأسوار، وفزع أهل القسطنطينية وأخذوا يدقون نواقيس الكنائس، وهرب إليها كثير من الناس، وكان الهجوم العثماني متزامنًا بريًّا وبحريًّا في وقت واحد حسب خطة دقيقة رسمت سابقًا، وطلب كثير من المجاهدين الشهادة، ونالها أعداد كبيرة منهم بكل شجاعة وتضحية وإقدام، وكان الهجوم موزعًا في العديد من المناطق، ولكنه مركَّز بالدرجة الأولى في منطقة وادي ليكوس بقيادة السلطان (الفاتح) نفسه.

جيش الفاتح يقتحم القسطنطينية:

ومع ظهور نور الصباح في يوم 30 مايو 1453م أضحى المهاجمون يتمكنون من تحديد مواقع العدو بدقة أكثر، وأخذوا في مضاعفة الجهد في الهجوم؛ مما جعل الإمبراطور قسطنطين يتولى شخصيًّا مهمة الدفاع في تلك النقطة، يشاركه في ذلك جستنيان الجنويّ أحد القادة المشهورين في الدفاع عن المدينة.
وقد واصل العثمانيون ضغطهم في جانب آخر من المدينة؛ حيث تمكن المهاجمون من ناحية باب أدرنة من اقتحام الأسوار والاستيلاء على بعض الأبراج، والقضاء على المدافعين فيها، ورفع الأعلام العثمانية عليها، وتدفق الجنود العثمانيون نحو المدينة من تلك المنطقة. ولما رأى الإمبراطور البيزنطي الأعلام العثمانية ترفرف على الأبراج الشمالية للمدينة، أيقن بعدم جدوى الدفاع، وخلع ملابسه حتى لا يُعرف، ونزل عن حصانه، وقاتل حتى هلك في ساحة المعركة. وكان لانتشار خبر موته دور كبير في زيادة حماس المجاهدين العثمانيين وسقوط عزائم البيزنطيين؛ حيث تمكنت بقية الجيوش العثمانية من دخول المدينة من مناطق مختلفة، وفر المدافعون بعد انتهاء قيادتهم. وهكذا تمكن المسلمون من الاستيلاء على المدينة.
ولم تأت ظهيرة ذلك اليوم الثلاثاء 20 جمادى الأولى 875هـ/ 29 من مايو 1453م، إلا والسلطان (الفاتح) في وسط المدينة يحف به جنده وقواده وهم يرددون: ما شاء الله! فالتفت إليهم وقال: لقد أصبحتم فاتحي القسطنطينية، الذين أخبر عنهم رسول الله ، وهنأهم بالنصر، ونهاهم عن القتل، وأمرهم بالرفق بالناس، والإحسان إليهم. ثم ترجل عن فرسه، وسجد لله على الأرض شكرًا وحمدًا وتواضعًا، ثم قام وتوجه إلى كنيسة (آيا صوفيا)، وقد اجتمع بها خلقٌ كبير من الناس ومعهم القسس والرهبان، الذين كانوا يتلون عليهم صلواتهم وأدعيتهم، فلما اقترب من أبوابها خاف النصارى داخلها ووجلوا وجلاً عظيمًا، وقام أحد الرهبان بفتح الأبواب له، فطلب من الراهب تهدئة الناس وطمأنتهم والعودة إلى بيوتهم بأمان، فاطمأن الناس، وكان بعض الرهبان مختبئين في سراديب الكنيسة، فلما رأوا تسامح (الفاتح) وعفوه، خرجوا وأعلنوا إسلامهم[9].
وقد أعطى السلطان للنصارى حرية إقامة الشعائر الدينية، واختيار رؤسائهم الدينيين، الذين لهم حق الحكم في القضايا المدنية، كما أعطى هذا الحق لرجال الكنيسة في الأقاليم الأخرى.
***
وهكذا نجح (محمد الفاتح) بعمل أسطوري يكاد يكون عملاً خارقًا.. وباعتمادٍ كامل على الله، وبعزيمة لا تعرف اليأس، وإصرار عجيب على أن يكون هو المقصود بحديث الرسول محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، الذي يخبر فيه عن فاتح القسطنطينية بأنه (نِعْم الأمير)، وبأن الجيش الذي يفتحها (نِعْم الجيش).
وكان (محمد الفاتح) إنسانًا رحيمًا بكل معنى الكلمة، لكن أوربا التي تشوِّه كل رموز الإسلام، وتنسى لهم كل حسناتهم، لدرجة أن القائد (اللنبي) الذي دخل دمشق في الحرب العالمية الثانية، ذهب إلى قبر صلاح الدين، وَرَكَله بقدمه، وهو يقول: (لقد عُدْنا يا صلاح الدين).
فهل يستحق صلاح الدين هذا من هؤلاء المجرمين، وهو الذي قدَّم لهم صفحة من أروع صفحات الرحمة بعد انتصاره الحاسم، ودخوله القدس؟!
وأين ما فعله صلاح الدين بما فعلوه هم، عندما دخلوها قبل (90 سنة)؟!
وهكذا أيضًا تقوَّلُوا على (محمد الفاتح)، لكن التاريخ شاهد على إنسانيته الرائعة في لحظة الانتصار (الكاسح).. لقد كان مسلمًا مثاليًّا في حربه وسلمه .