الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

إلى مرسى كفى حرقًا لدمائنا.أعتقل تواضروس







الى مرسى كفاية حرق دمائنا ..... أعتقل تواضروس

أن يسب الرئيس ليل نهار على جميع الجرائد ..... أن يسمح للعلمانيين و الليبراليين و الكثيريـــــــن أن يتطاولوا عليه فى منابرهم الاعلامية ....... أن يُسمح لمن طردته زوجته خارج البيت أن يتظاهر و يقطع الطريق ... أن يترك كثير من الفضائيات و الاعلاميين يدمرون أعصاب الشعب المصرى بسوء طرحهم و إضرامهم الفتن ليل نهار ....... حتى أن أحدهم إتصل بأحد النصارى و لما قال له لا يوجد بينى و بين المسلمين إلا كل خير قال المذيع لقد أتصلنا بك خطأ...
أن لا ينحاز الرئيس للشريعة صراحة و يستغل الاندفاع الجماهيرى الرهيب و ان يستغل الحالة الثورية و النزعة الدينية التى يحياها الشعب المصرى كله و الذى سيسانده بالملايين فى كل الشارع لو طبق الشرع و اعلنها صراحة .... قد نلتمس له عذرا و نقول أنه يخطط و يهيىء و يمكننا أن نأول فعله ما استطعنا ....
أن يتركنا مرسى حتى الان و لم يعلن بدء مشروع النهضة أو يحدد ملامحه .... وقد نلتمس له العذر بضعف امكانيات خزينته او أنه لا زال فى مرحلة التخطيط والتهيئة لتلك النهضة و التى اتمنى الا تستمر لنهاية ولايته ....
أن تترك مشكلة الألتراس تتنـــامى ليل نهار دون فتح قنوات اتصال معهم و دون حل لهذه المشكلة ... أن تكون السلطة التشريعية فى يد الرئيس و يترك نائبا عاما متهم من فئات كثيرة من الشعب المصرى ......ألا نرى حلولا جذرية فى أمننا الغذائى باستصلاح ملايين الافدنة و تمليكها للشباب شرط زراعتها ... او إقامة مشاريع بمليارات الدولارات لإقامة مشاريع للحوم و الاسماك ... و ترك الشعب يكمل مسيرة الجوع و الفقر ....
وحتى الان لم يبلغنى أن الرئيس مرسى فوض جمعا من أهل العلم يتكلم مع الشباب التكفيرى فى سيناء .. إن و جدوا وأنا أنادى بذلك و أدعوا لهذا الأمر ... فعبد الله بن عباس رجع باربعة الاف من الخوارج دون قتال ....
كل هذا قد نلتمس له عذر او نظن أنه يعمل و لكننا يبدو أنه أصابنا العمى عن رؤية خططه و منتجاته ...
أما أن يبلطج رهبان مصريون و يضعون أيديهم على تسعة الاف فدان (9000 ) فى صحراء مصر الغربية بحجة أحياء التراث الدينى القبطى ...!!!!! أى بلطجة تتيح لهؤلاء السارقيين الخونة أن يفعلوا هذا لابد أن يحاسبوا بتهمة الخيانة العظمى هم و من ساندهم و من أيدهم لإضرام الفتن فى مصر ... ... أى روح قبطية تريدون إحيائها و هل الإحياء يكون بالاماتــــة ؟؟ هل الاحيـــاء يكون بالسرقة و السطو ؟؟ هل الإحياء يكون بالبلطجة ؟؟؟!!!
أين الرئيس من سرقة مصر أين رئيس الوزراء أين وزير الداخلية ... أين الجهات المعنية أم أنها معنية بأشياء أخرى ...
(9000) فدان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تسعة الاف ؟؟؟!!!! تسعة الاف ؟؟؟ !!!! تسعة الاف ؟؟؟ !!!!
إخبط كفا بكف عزيزى القارىء و لو جاز لى ان أقول لك ... ألطـــم عزيزى القارىء مسلم كنت ام مسيحى معتدل ....
اى و الله تسعة الاف حتى ان السور حولها ....تخيل عملوا لها سور اذن الموضوع قديم من ايام الأنبـــــــــــا شنودة .....؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
من أين لهم التمويل ليعملوا سورا مقدار طولة أطول من خيبتنا القوية كشعب لم يخرج من فشله و عجزه .....سور طوله عشرة كيلو مترات ثم يعترض قسسهم و رهبانهم و كهنتهم إن قيل لابد أن تخضع الكنيسة و اموالها للجهاز المركزى للمحاسبات .. ويقولون إنها تصرف فى أعمال الخير ... و هل الخير يخشى الرقيب ؟؟؟؟ لابد من التحقيق فى كارثة ال 9000 فدان هذه و كل منأاسهم بالامر او الادارة او الضلوع فى هذا الجرم يعتقل على الفور ...
و أنا لم أذكر أن اللصوصية هذه إعتداء على البيئة حيث أن منطقة العيون السحرية هى المسقى الوحيد للحياة البرية بالمحمية الطبيعية بوادى الريان بالفيوم هذا ...!!!! يعنى حرامى و مفتح ...و فاهم ....و أنا أريد أن أسأل هل تلك المنطقة قاصر و هربت من أهلها النصارى وأسلمت و نحن متهمون بخطفها ....هل هى كامليا شحاتة أخرى و سيتم أختطافها فى الشارع و نحن مبصرون كأننا فى غابة ؟؟؟!!!! ... هل هى وفاء قسطنطين و هربت من بيت أبونا ؟؟؟؟ هل هى تريزا عياد و ماريان مكرم ( فرج الله عنهما و عن مثيلاتهن ) هل هما تريزا وماريان و سيحلق لهما شعراهما ؟؟؟ ....
هل هى قمص مجرم نغض الطرف عنه و بل و يشجع على سب الاسلام و المسلمين فى قنوات كافرة .... يا رئيس مصر ان لم يكن لك موقف انت و رئيس و زرائك و وزير داخليتك و كل حكومتك النهضوية .... فلا تلومن شباب يحمل السلاح و يتهمنا جميعا بالكفر ...و يسعى فى الاصلاح حسب و جهة نظر سلاحه ... لا تــلومن خزينة بنكك المركزى و هى خاوية على عروشها من غضب الله تعالى علينا ثم من الانفاق العسكرى لمطاردة من يكفرونا لأننا نتقاعس عن الحق و العدل.
المطلوب الان إعتقال كل من بنى و أسهم فى وضع يد هؤلاء المتطرفين على تلك البقعة من أرض مصر فليعتقل تاوضرس إن كان ضالعا فى هذا بل و ليعتقل باخوميس لان هؤلاء اللصوص تحت إمرته الروحية و لا يفعلون شيئا إلا إن كانت قيادتهم التى تعلوهم و تقودهم تبارك فعلهم أو على علم بذلك و إن كانت لا تعلم فلتعزل من منصبها و يعين غيرها ليعلموا حقوق الشعب المصرى عليهم ......
يا رئيس مصر يا حكومة مصر يا علماء مصر يا شعب مصر أفيقوا قبل أن تفاقوا رغما عنكم .... فإن لم نعش فى مصر يقدم فيها شيخ الأزهر و بابا الأقباط للعدالة يقتص منهما إن أخطئا فلن نأمن فى وطننا أبدا و حينها فلا كنّا و لا كانت الحياة ...
ألا هل بلغت اللهم فأشهد
تفاصيل للكارثة فى هذا الرابط
http://youtu.be/XjaKJq0kXwQ
للتواصل مع الكاتب أحمد يوسف
https://www.facebook.com/ayosif1

الأحد، 11 نوفمبر 2012

عبد الناصر والجماعة من الوفاق إلى الشقاق


عبد الناصر والجماعة من الوفاق إلى الشقاق



الإمام الشهيد حسن البنا


بداية علاقة عبد الناصر بالإخوان


تمكن عبد المنعم عبد الرءوف من تجنيد جمال عبد الناصر وضمه "للجمعية السرية لضباط الجيش" عام 1944 ، وظل عبد الرءوف طيلة المدة من 1944 وحتى 15 مايو 1948 هو المسؤول عن التنظيم السري داخل الجيش ،متعاونا مع الفريق عزيز المصري والشيخ حسن البنا والصاغ محمود لبيب ،وهناك بعض المصادر التي تشير إلى أن ارتباط عبد الناصر بالإخوان كانت عن طريق الشيخ الباقوريٍ.
في هذه الفترة أعجب بعض ضباط الجيش بما كانت تتميز به جماعة الإخوان من الإنضباط والروح المحاربة ،وقد استجاب الإخوان وألحقوا الضباط الذين تجاوبوا معهم بالنظام الخاص، وتم اتصالهم بعبد الرحمن السندي في سرية مطلقة حيث ،وتم تخصيص الشيخ سيد سابق ليعطيهم دورسا في الفقه والثقافة الإسلامية عوضا لهم عن عدم حضورهم محاضرات الإخوان العامة.
ولما كثر عدد المنتسبين من الضباط في النظام الخاص وضاقت قدرات عبد الرحمن السندي وثقافته عن تلبية نوازعهم الفكرية وأشواقهم إلى العمل الجدي، أفرد لهم حسن البنا قسما خاصا يرأسه الصاغ محمود لبيب وكيل الإخوان وقتئذ . وأطلق محمود لبيب اسم الضباط الأحرار على هذا القسم التابع للإخوان داخل الجيش..

عبد الناصر والاستقلال بالتنظيم

ولكن ما لبث حماس الضباط للإخوان أن فتر سنة 1946 فقرروا البعد بحركتهم عن أية صلة بالإخوان وأن تقتصر على الجيش وتولدت لديهم الرغبة في التحرر من ارتباطهم بالإخوان وبدأ عبد الناصر في تحويل ولاء الضباط له دون علم الصاغ محمود لبيب ٍخاصة بعدما ضاق الضباط حين وجدوا أنفسهم وقد سجلت أسماؤهم في فصول لتعليمهم –بواسطة مدنيين- كيفية استخدام البندقية وفكها ،مع أنهم كانوا يتوقعون أن يستعان بهم في التدريب العسكري لأعضاء الجماعة ، كما وجد هؤلاء الضباط مشاكل تنظيمية داخل الجماعة يستحيل معها اختراق حاجز التدرج الهرمي للمراتب .
وفي عام 1945 بدا أن لجمال عبد الناصر اعتراضات جوهرية على أسلوب الإخوان ومنهجهم في نشر الفكر الإسلامي عن طريق التربية والتعليم حتى تصبح له أغلبية شعبية تضغط على الحكومة لتنفيذه وإلا قاموا بالمظاهرات والإضرابات والعصيان المدني، ورأى عبد الناصر" أن هذا الأسلوب سيطول جدا وربما يتعذر تنفيذه ولا يجعل لنا نحن ضباط الجيش دورا ملموسا وسنكون تابعين لا متبوعين".

وابتداء من عام 1950 بدأ عبد الناصر في إعادة التنظيم السري لضباط الجيش والذي توقف عام 1948 وبدأ يضم عناصر أخرى من غير الضباط الإخوان ،وخاصة الضباط الذين قاسموه محنة الفالوجا وغيرهم ممن يلمس فيهم الشجاعة والكتمان . وبموت حسن البنا ومحمود لبيب انقطعت صلة الإخوان بضباط الجيش وبدأ عبد الناصر يستقل بالتنظيم
وقد حدث خلاف بين عبد المنعم عبد الرءوف وجمال عبد الناصر حول تبعية تنظيم الضباط الأحرار للإخوان المسلمين .. وقد بدأ ذلك منذ عام 1943 .. وتدريجيا رفض عبد الناصر وبقية الضباط هذه التبعية فانسحب عبد المنعم عبد الرءوف من لجنة قيادة الضباط الأحرار وحل محله عبد الحكيم عامر عن سلاح المشاة ،وكان لهذا الخلاف جذور ،ومن مظاهره ما حدث عندما قام جمال عبد الناصر وعبد المنعم عبد الرءوف وأبو المكارم عبد الحي وكمال حسين بزيارة السندي بمستشفى قصر العيني – وكان محبوسا في قضية السيارة الجيب - وكان بين الزائرين خلاف كبير في الرأي .. فجمال عبد الناصر يقول إن منهج الإخوان طويل طويل ولا يوصل إلى شيء ،فما جدوى أن تجمع الضباط في مجموعات لحفظ القرآن والحديث ودراسة السيرة ..إلخ ،وما ضرنا لو انضم إلينا ضابط وطني من غير دين الإسلام؟ وهكذا أصبح جمال عبد الناصر – وباعتراف قادة الإخوان – هو الشخص الوحيد الذي أشرف على تنظيم الضباط الأحرار بعد حرب فلسطين عام 1948 وكان يعرف الضباط كلهم واحدا واحدا وفي يده كل خيوط التنظيم.
وأمسك عبد الناصر في يده منذ عام 1950 بكل أمور التنظيم السري واستطاع ابتداء من هذا التاريخ إقناع الضباط المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين بعدم الاتصال بالإخوان خشية اكتشاف الحركة.

حادثةالمنشية كما يرويها القرضاوي


(في 4 أكتوبر زار "يوسف طلعت" الهضيبي في الإسكندرية، وأخبره بوجود الكثير من البلبلة واللبس الفكري في الصفوف حول أفضلية ما يجب عمله ونوع ذلك العمل، وطلب من المرشد أن يخرج على الناس، حتى يوضح الأمر، ويرفع من الروح المعنوية المتدهورة للجمعية، وقد أجاب الهضيبي أن مكتب الإرشاد يرغب في أن يبقى مختفيا، كما أخبره أنه أحس بالقلق في الأيام القليلة الماضية من خشية احتمال وقوع عنف واغتيال، وأضاف: "إذا أردتم القيام بمظاهرة تؤيدها جميع طبقات الشعب، فذلك هو الصواب"، ومع ذلك فيجب أن تقتصر المظاهرة على المطالبة "بحرية الصحافة، وبمجلس نيابي، وبعرض اتفاقية الجلاء على الشعب"، كما يجب أن تكون "مظاهرة شعبية"، وأكد: أنه يرفض قبول أي "عمل إجرامي"، مؤكدا أنه يعتبر نفسه "بريئا من دم أي شخص كان".

بهذا الوضوح الذي يضاهي شمس الضحى في الظهور، كان جواب المرشد العام الأستاذ الهضيبي عليه رحمة الله، وكان رجلا مستقيم الفكر والسلوك لا يعرف الالتواء، ولا اللعب بالألفاظ، فلا يمكن أن ينسب إليه أحد من المفترين أنه وافق على أي خطة فيها اغتيال. وقد وضح الصبح لذي عينيين.

في هذا الوقت كان هناك شخص واحد، يفكر وحده في علاج هذه القضية ـ قضية علاقة الإخوان بالثورة ـ بطريقته الخاصة. هذا الشخص هو هنداوي دوير المحامي.

وأنا أعرف هنداوي دوير وأعرف نوع تفكيره، فقد لقيته عدة مرات بالمحلة الكبرى، إذ كان يعمل في مصنعها قديما

قبل أن يحصل على ليسانس الحقوق، وينتقل إلى القاهرة، ومن عرف "دوير" عرف أنه رجل ذكي، ورجل مغرور، ورجل متحمس عجول. كما أنه رجل مخلص للدعوة لا يمكن أن يتهم بخيانة أو عمالة للخصوم.

تفكير هنداوي دوير يقوم على أن هذا النظام يعتمد في بقائه على شخص واحد، هو سنده وعموده الأساسي، فإذا سقط هذا الشخص سقط النظام كله، هذا الشخص هو جمال عبد الناصر، وكيف يذهب أو يسقط عبد الناصر عمود النظام الثوري؟ إنه أمر في غاية السهولة: رصاصات يطلقها رامٍ ماهر في صدره، فيخر صريعا، ويخر معه نظامه أيضا.

فهل عجزت جماعة كبرى كالإخوان أن يكون فيها رام ماهر؟ كلا. بل هو موجود، بل هو أقرب ما يكون إليه. إنه في شعبته نفسها. إنه الشاب الرامي الحاذق (النشانجي) محمود عبد اللطيف السباك أو السمكري المعروف.

ما أبسطه من حل، وما أسهله من علاج، لا يحتاج إلى جماعات مسلحة، ولا إلى تدبير انقلاب على نظام الحكم، وما يحتاج إليه من إمكانات وتدبيرات، وما يحوط به من محذورات وتخوفات. بخلاف هذا الحل الذي يقوم على مجرد يد رامية ماهرة وعدة رصاصات!!

ولم يفكر المحامي الذكي المعجب بنفسه: ما العمل إذا أخفق هذا الحل، وفشلت هذه الخطة؟ لم يسمح لنفسه أن يفكر في الوجه المقابل؟ بل افترض النجاح أبدا.

اختار هنداوي دوير محمود عبد اللطيف، وأوهمه أنه مكلف من قيادة الإخوان باغتيال عبد الناصر. ودوير هو رئيسه في شعبة إمبابة، وله عليه حق السمع والطاعة. وكما يقول ريتشارد .ن- ميشل: أمهله ثلاثة أيام ليتخذ قراره.

وفي 19 أكتوبر ـ وهو اليوم الذي أمضى فيه عبد الناصر المعاهدة مع بريطانياـ قبل عبد اللطيف مهمة اغتياله بسبب "ارتكابه الخيانة" بإمضاء المعاهدة التي "ضيعت حقوق البلاد"، ووضعت الخطط للقيام بهذا العمل في نفس اليوم، إلا أن الظروف التي أحاطت بعبد الناصر في الاجتماعات العامة لم تساعد على تنفيذ الخطة بنجاح، وبناء على ذلك فقد أجّل تنفيذها لوقت أكثر ملاءمة.

وفي 24 أكتوبر قام كمال خليفة وكان من أكثر أعضاء مكتب الإرشاد احتراما بزيارة لجمال سالم نائب رئيس الوزراء، وقدم التهنئة للحكومة على إكمالها المفاوضات وإمضائها للمعاهدة، وشاع من مصادر يعتد بها أن الهضيبي قرر إصدار بيان جديد يبين فيه انطباعه الحسن عن المعاهدة، على خلاف انطباعه عن الخطوط الرئيسية السابقة للاتفاق، واستمرت "لجنة الاتصال مع الحكومة" في جهودها لرأب الصدع. وفي عصر يوم 26 أكتوبر كان أحد أعضاء مكتب الإرشاد، في مكتب أنور السادات ليطلب تحديد موعد مع رئيس الوزراء لحل بعض المشاكل القائمة، وفي نفس الوقت زار عبد العزيز كامل أحد الأعضاء البارزين في الجماعة ورئيس قسم الأسر منزل صديقه هنداوي دوير[1]الذي كان زميلا له في شعبة إمبابة بقسم القاهرة، ولم يذكر دوير لعبد العزيز كامل آنئذ أنه عمل على إرسال عبد اللطيف إلى الإسكندرية في صباح ذلك اليوم كجزء من المؤامرة الإرهابية.

وفي المساء حيث وقف عبد الناصرأمام جموع حاشدة، ليذكر مصر وجهوده الوطنية الشخصية، وليحتفل بنتائجها التي تجلت في اتفاقية الجلاء، أطلقت عليه النار ثماني مرات، وتوقف رئيس الوزراء لحظة ستظل ذكراها الحزينة باقية لأمد طويل، وقطع خطابه حينما دوت الطلقات النارية، ثم استأنف الكلام، وقد تمكن وحده من حفظ النظام حينما اخترق أثر هذه الرصاصات نفوس الجماهير، ولم تمض ساعات حتى أذيعت كلمات عبد الناصر في تلك اللحظة وتكررت إذاعتها في القاهرة ومنها إلى سائر العالم العربي. قال عبد الناصر:

"أيها الشعب ... أيها الرجال الأحرار... جمال عبد الناصر من دمكم، ودمي لكم، سأعيش من أجلكم، وسأموت في خدمتكم، سأعيش لأناضل من أجل حريتكم وكرامتكم. أيها الرجال الأحرار... أيها الرجال... حتى لو قتلوني فقد وضعت فيكم العزة، فدعوهم ليقتلوني الآن، فقد غرست في هذه الأمة الحرية والعزة والكرامة، في سبيل مصر وفي سبيل حرية مصر سأحيا، وفي خدمة مصر سأموت

عند ذكر حادثة المنشية المأساوية لابد من التذكير بتصريح مدير المخابرات المصرية آنذاك حسن التهامي في تصريح لجريدة كويتية نهاية الثمانينات. عن زيارة خبير امريكي اوصى ان يتم افتعال حادث اعتداء على عبدالناصر لزيادة شعبيته و اتاحة الفرصة له للقضاء على خصومه الرئيسيين . لا يمكن استثناء هذا التصريح في مثل هذا الحادث الغامض الذي لا يحيط بتفاصيله كثير من قادة الاخوان الذين ارخوا لهذه المرحلة التاريخية . حتى ان بعضهم كان ميالاً لتصديق الرواية الرسمية لأن
هنداوي دوير كان يهدد باغتيال عبد الناصر علانية وعلى رؤوس الاشهاد . واعتقد ان عبدالناصر قد التقط طرف خيط التهديد منه واستطاع الاعتماد على ذلك في تثبيت تهمة محاولة الاغتيال ضد الاخوان .


جمال عبد الناصر بين الشيخ محمد فرغلي والأستاذ محمد حامد أبو النصر قبل أن ينقلب على الإخوان

الخميس، 1 نوفمبر 2012

الشريعة والدستور

الشريعة والدستور .. ========================


صورة: ‏من يقولون "أين كنتم لما كان الإخوان فى السجون عشان الشريعة ولما كان الإخوان بيعملوا 

مظاهرات يرفعوا راية الإسلام هو الحل ... لا يزايد أحد على الله ولا يمن أحد على الله إن تقبل 

الله فهذا بفضله ومنه وإن لم يتقبل فبما كسبت الأيدى ويعف عن كثير ... لكن المرحلة القادمة 

هى اختبار لصدق كل الطوائف مع الله سواء على مستوى السلطة ... المحسوبة على 

الإخوان أو على مستوى الجماعات أو على مستوى الفرد .‏

في مسرحيته التي طارت في الآفاق، وجرت عليها الألسنة في إيطاليا وتداولتها نقلاَ عنها سائر الأمم، يتحدث وليم شكسبير عن تاجر البندقية الطيب [ انطونيو] الذي أراد صديقه المقرب [ باس

انيو] أن يتزوج من الجميلة الثرية [ بورسيا] فلم يستطع بسبب قلة ماله، فلجأ إلى صديقه [ أنطونيو] ليقرضه المال، الذي لم يكن أنطونيو يملكه كذالك ..
...
فلجأ هو الآخر بدوره إلى تاجرِ يهودي جشع يسمّى [ شيلوك]، الذي أقرضه 3000 آلاف جنيه.

وكان العجيب أنه لم يشترط أن تكون الفائدة على القرض مالاَ كما هي عادته في المسرحية، ولكنه اشترط في حال عدم قدرة أنطونيو على دفع القرض أن يدفع له رطلاَ من لحم جسده من أي مكان يختاره شيلوك .. التاجر اليهودي المرابي !


لست أدري ما الذي دفعني على الفور لتذكر شكسبير وروايته فور قرائتي لمقال أ\ وائل عنيم عن الشريعة والدستور، لاسيما عندما ذكر نسباَ عن البطالة والجهل والفقر في المجتمع المصري والديون التي بلغت تريليون دولار ( ألف مليار ) .. ناصحاَ القوى الإسلامية والغير إسلامية إلى التركيز على تلك القضايا التي تمس الشارع أكثر من تركيزها على مسألة الشريعة والدستور ! .. وكأن مانعيش فيه من مصائب ليس أحد أهم أسبابه، أننا ألقينا الشريعة خلف ظهورنا.


في مسرحيته "تاجر البندقية" يرسم شكسبير المبدع صورة حيّة لما يحدث للدول التي تقبل - تحت ضغط الواقع - أن تقترض بالربا من الدول الرأسمالية الأكثر جشعا، فتغرق في الديون وفوائدها، وبدورها تقوم الدول الرأسمالية قبل الإقراض بالتأكد من أن الدول المدينة لن تستطيع رد القرض، لتتمكن بعد ذالك أن تطلب سداد قرضها من لحم الدولة الحي المكشوف !

والذي لا يكون إلا تبعية اقتصادية وسياسية وعسكرية،وهكذا يضاف كل يوم بلد آخر ( مُقترض بالربا ) إلى امبراطورية الدول العظمى، التي تزداد غنى، بينما يزداد الآخرون فقراَ وتبعية وانهزاماَ.

إن أمراَ واحدا مخالفاَ للشريعة كان كافيا لأن نرزح بسببه تحت طائلة الديون التي لا تنتهي .. أليست هذه هي الحقيقة ؟


وبطبيعة الحال .. فبسبب عقلية بعضنا المنهزمة – كما هو حال كل أبناء العالم الثالث – فإن كلامي سوف يعتبر خاطئا مقدما لأنه إنتاجٌ محلي ! .. ولذالك فإني أحيل الجميع لكتاب أحد الخواجات الذي وزع منه أكثر من 500 ألف نسخة في العالم، وتصدر مبيعات الكتب لفترة كبيرة وفق لجرية نيويورك تايمز وهو كتاب [ Confessions of an Economic Hit Man] لجون بيركنز. ليقرأ القصة كاملة ثم يحكم بنفسه على صدق كلامي من عدمه !



إني أذكر هذه القصة ليس لأتفلسف فيها على الذين لا يعرفوها ! ولا لأٌظهر أن عندي اطلاعا ثقافيا مذهلا ! ولكني فقط أردت قبل أن نخوض في الرد، أن نرتب أفكارنا، وأن ننظم عقولنا، وأن ندرك بحق ونحن نفتتح معركة تاريخية في مصر أن قضية الشريعة أكبر بكثير من حكم محكمةَ أو تفسيرِ مبهم أو مادةِ نختلف على حروف الهجاء فيها !



## لقد طرح وائل غنيم عدة نقاط ، لذالك فسوف أقدم للتعقيب بـ 3 حقائق رئيسية أفض بها الاشتباك، ليسهل علينا بعدها الوصول إلى النتائج سريعاَ، ثم أعلق على 3 نقاط ذكرها في مقاله وفي تعليقاته على القرّاء المعترضين عليه.


--------------------------------------------

الحقيقة الأولى :: فشل التيار الإسلامي !
--------------------------------------------
ثمة أطروحة غربية شهيرة لبعض الكتاب المتخصصين في دراسة الحركات الإسلامية، تحدث عنها الراحل حسام تمام في كتاباته، تركز على ما أسموه " فشل تيارات الإسلام السياسي" وتبشّر بمرحلة مابعد الإسلام السياسي.

((أوليفييه روا- جيل كيبيل- باتريك هاني- آلان روسيون )) هم أهم أعمدة تلك الأطروحة الشهيرة، والتي تتلخص في " أن التيارات الإسلامية قد فشلت فشلاَ عظيما في إيجاد البدائل الشرعية التي يتحدثون عنها طوال الوقت ، على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وأنها ليست إلا حركات ( ضد ) فهي ضد الاستعمار، وضد التغريب، وضد الخروج عن العادات والتقاليد.


فإذا نحينا جانباَ الصلاة في الجوامع، والتعطّر بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، والتوقف عن الفساد، فما هو الفارق بين جماعة الإخوان المسلمين وبين التيارات العلمانية في الطرح وليس الشعار ؟


لقد فشل الإسلاميون التقليديون ( الإخوان والسلفيون ) في إفهام الناس الشريعة، وفي شرحها، وفي تقديم رؤية حقيقية عن الدولة الإسلامية الحديثة، وفي إبداع أنظمة سياسية واقتصادية وثقافية استقلالية لها.


فلما دخلوا دنيا السياسة جردتهم السياسة تماما عن مُثلهم، فحصرت بعضهم في الشعار حيث لم يتقدموا عنه خطوة ( السلفية ).

بينما رأى الآخرون أن "يشرعنوا" الواقع بكل مافيه من صحيح وخطأ ( الإخوان ) .. ليصبحوا بسبب ذالك أسرى في يد خصومهم الذين يتحكمون فيهم، ويظهرون عجزهم باسم "المواطنة – الدولة المدنية الحديثة – الديمقراطية – حقوق الإنسان – المواثيق الدولية .. الخ "

وهذا فشل تاريخي كبير تتحمل تبعاته تلك التيارات.. التي يرى أوليفيه روا في كتابة العظيم الصادر عام 1992 ( فشل الإسلام السياسي ) أن إخفاقها هو إخفاق فكري في الدرجة الأولى !

لذالك علينا أن نعلم أننا ونحن نتفاعل مع الواقع، ونتحدث عن تطبيق الشريعة فيه، أننا نعيش في توابع هذا الفشل الرهيب ! وأن هذا الفشل – إلى جانب الخصوم – هو المسئول عن كل ما نحن فيه الآن من إرتباك وتخبط في التنظير والتفكير والتطبيق !

ورغم فشل التيار الإسلامي في صنع البديل .. إلا أن أكثره اليوم متوافق على الحد الأدنى، وعلى بداية صنع تغيير حقيقي وهو أن توجد مادة في الدستور تنص صراحة على سلطة أحكام الإسلام على الدستور.


-------------------------------------------

الحقيقة الثانية :: الشريعة التي لا تعرف
-------------------------------------------
لست أدري كيف يتجرأ بعض رفاق الثورة على الحديث عن تعاليم الله والنبي محمد ( الشريعة ) دون أن يعلموا عنها شيئا – لا أقصد أ\ وائل طبعا –

- بإمكاننا أن نعرف الشريعة باختصار :- أنها تلك الأصول والقواعد المبثوثة في القرآن وفي صحيح السنة، والتي شملت كافة نواحي الحياة المختلفة.

- وبالتالي فإن تطبيقها يمكن أن نقسمه على الطبقات الأربعة ( الفرد – الأسرة – المجتمع – الدولة ).
- كما أن بإمكاننا أيضا أن نقسم مستويات التطبيق لتصبح كالتالي ( الشعار – الأحكام – النظام – السياسات ) .. وهو ما يمكن أن نطلق عليه بـ إعادة هندسة الشريعة.

وماحدث لنا ببساطة :-

أننا جميعا خوطبنا بالشعار فقط ( تطبيق شرع الله ! ) .. وعندما طلبنا التفاصيل ..تحدث لنا كثير من العلماء عن الأحكام ( الموجودة في كتب التراث دون تحديث لأكثرها) ..
وجميع التيارات الإسلامية لم تتحدث أبدا عن النظام ! ..
وبفعل دخولها للسياسة فقد أنتجت لنا سياسات بناء على تلك المفاهيم المرتبكة.

في كتابه يركز -أوليفيه روا - على الديمقراطية كنموذج لفكرة غربية ناجحة، لم يقدم الإسلاميون الذين اختلفوا مع فلسفتها أو آلياتها أو الإثنين معا ! .. على إبداع شيء مختلف عنها، فكان هذا مكمن فشلهم وانتهائهم والتبشير بمرحلة مابعدهم !

وكان من المفترض أن يخرج لنا الإسلاميون نظاما سياسياَ، ثم بناء عليه يقدمون لنا سياسات نستطيع أن نقبلها أو نرفضها.
بهذه الانسيابية يكون تطبيق الشريعة .

فالشعار : إذا لا خلاف عليه كما هو حال المجتمع المصري..

والأحكام : يختلف فيها فقط المتخصصون ..
والنظام : هو محصلة اجتهاد الفنيين والمتخصصين البحتة!! ..
بينما السياسات : هي ما يجوز قبولها بالكلية أو رفضها بالكلية، ويسري عليها قوانين النجاح والفشل .. وهي أرض الخلاف الحقيقي.

إن إغفال هذه الهندسة للشريعة في تفكيرنا هو مايجعلنا عندما نختلف مع سياسات الإسلاميين التقليدين ( كمواقفهم السيئة في الثورة التي كادت أن تغتالها تماما ) يجعلنا نرفض الشعار ثم يتبعه بعد ذالك رفض للأحكام !

دون أن ندرك في الحقيقة أين مكمن الخلل، ودون أن يدفعنا ذالك للاختلاف مع شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ثم رفضها كما هو الواقع الآن !

----------------------------------------------------

الحقيقة الثالثة :: الشريعة مش بس للإسلاميين
----------------------------------------------------
بحسب قول د. ياسر برهامي أحد أعضاء الجمعية التأسيسية فإن أكثر المقترحات التي وصلت للجميعة التأسيسية " 90 % " كانت من أجل الشريعة وتطبيقها، ومن أجل تغيير نص المادة الثانية، فلماذا إذا رفضت الجمعية إقرار كل ذالك؟ ولماذا ترفض القوى المدنية\العلمانية التسليم لإرادة الشعب الذي شعر أخيرا أنه بإمكانه كتابة دستوره بيده؟

إن الصراع السياسي يختلف تماما عن صراع الهوية، ففي الخلافات السياسية تستطيع أن تجيبني بسهولة وبشكل متغير أحيانا عن سؤال ( في أي صف أنت ؟ ) ..

أما في خلاف الهوية فلايكون لك إلا إجابة واحدة على سؤال السائل لك ( ما أنت ؟ ) ..
وإن علينا ان نسلم أن الحاصل الآن هو صراع هوية ، وأنه من الدرجة الصفرية !

صراع بين أن تصبح مصر دولة الفكرة الموحدة المتعددة الثقافات والتي تقبل الخلافات، وبين أن تكون مصر كما كانت طوال أكثر من 100 سنة دولة الأفكار المتعددة المتضاربة المشتتة !

وهذا صراع ليس له علاقة بالإسلاميين أبدا ولايخص الإسلاميين وحدهم .. لذالك فقد سمحت لنفسي بأن أتحدث فيه .

ومن أعظم أدلة كونه صراع على الهوية ، هو أن أكثر مواضيع الدستور لم تنل حظها من المناقشات الموضوعية والاحتاجاج إلا فيما يخص الشريعة! .. وحتى اعتراضات المعترضين – وأنا منهم – لم تتحدث عن المركزية في الدستور الجديد مثلا، أو عن وضع العسكر فيه أو أيا من تلك المواضيع الخطيرة ! رغم أثرها المباشر علينا جميعاَ.



======

المادة 36
======

# دافع أ\ وائل غنيم في التعليقات عن الذين اعترضوا على المادة 68 المعروفة إعلاميا بالمادة 36 التي تتحدث عن المساواة بين الرجل والمرأة ، والتي نصت على كلمة ( دون إخلال بأحكام الشريعة الإسلامية ) قائلاَ أن المعترضين عليها اعترضوا لأن لفظ الشريعة مكرر وقد سبق تقريره..

ولكن الحقيقة غير مايقول الـ أ\وائل !
لقد اعترضت التيارات المدنية\ العلمانية عليها في بيان مسبب نشر في الإعلام حيث اعتبروها مادة تسبب ارتباكاَ في المرجعيات !!

وجاء في البيان المذكورفي البند الرابع (رابعا: أن هذه المادة تتعارض وبشكل أكيد مع إلتزامات مصر بالمواثيق والتعهدات الدولية، وهذا أمر له العديد من التداعيات علي المستوي السياسي والأقتصادي علي المدي القريب والبعيد )


فلماذا حاول أ\وائل تقزيم الخلاف إذا؟!

وهذه القوى المدنية\ العلمانية تتحدث عن مرجعيات الدستور وعن التداعيات في مستويات الحياة المختلفة !

ثم ينهون البيان بدعوة اطلقوها لأعضاء التأسيسية الذين يؤمنون بدولة الموانة والقانون، طالبين منهم الإنسحاب إذا ماتم التصويت بالإيجاب على هذه المادة وذالك (لأعتبارها إنتهاكا صارخا لقيم العدل والمساواة، ونقوصا عن مسيرة الحداثة للأمة المصرية )!!

المصدر : [ جريدة اليوم السابع : القوى المدنية تنتفض ضد المادة 36]


### على الهامش : قد استدل الأستاذ وائل في التعليقات بقصة إلغاء سيدنا عمر بن الخطاب لسهم المؤلفة قلوبهم من الزكاة.. ولست أدري ماذا أراد بالتحديد منها لكن عموما يكفيك أن تعلم أن هؤلاء ( المؤلفة قلوبهم ) كانوا غير موجودين أصلا في عهد سيدنا عمر، وهو ماجعله وقد أقره الصحابة على ذالك فكان إجماعا، وذكر الإمام الشوكاني والطبراني جواز إخراج سهم المؤلفة قلوبهم في حال تغيرت الظروف ووجدت هذه الطائفة!، تماما كما حدث في عهد عمر بن عبد العزيز حيث لم يعد هناك فقراء ولا مساكين فأشترى وزير المالية بأموال الزكاة رقيقاَ و أعتقهم !

المصدر : [ رسالة دكتوراه بعنوان منهج عمر في التشريع الإسلامي د\ محمد البلتاجي حسن]


====================

تفسير المحكمة الدستورية العليا
====================

لن أركز أبداَ على الصياغة القانونية التي لا أحسنها أنا ولا أ\ وائل، وكنت أتمنى أن يتجنب الجدل القانوني لما له من أثر سيء على تضييع الفكرة الرئيسية، تماما كما حدث أثناء أحداث الثورة حيث استطاع مجلس مبارك العسكري تفريغ الثورة باستخدام التتويه القانوني .

ويجب أن نسلم أن خلافنا في الفكرة وليست في الصياغة، ولو كانت في الصياغة فلندع الأمر للمتخصصين يصيغوها كما يرون، ولا أنا ولا أ\وائل من المتخصصين !

ومع ذالك فإن تفسير أ\ وائل غنيم للمبادىء هو تفسير مختلف لتفسير أغلب القوى السياسية التي تتصارع على السلطة وقد تحكمنا في يوم من الأيام!

بل هو تفسير مخالف حتى لتفسير قضاة المحكمة الدستورية العليا الذين استدل ا\ وائل بتفسيرهم !

مثلا : الدكتور تهاني الجبالي وهي – نائبة المحكمة الدستورية العليا – أي كلامها أوثق من كلام أ\ وائل غنيم ، ترى أن :-

" المشروع الدستوري أورد تعبير ( مبادىء الشريعة الإسلامية) لا أحكام الشريعة الإسلامية، ولو قصد النص على أحكام الشريعة لما أعجزه التصريح بذالك في النص، وهو مايعني الإحالة للمبادىء العليا وحدها " !!! ..
المصدر : [ دراسة بعنوان : الإطار الدستوري لتطبيق نص المادة الثانية من الدستور بقلم\ نائبة المحكمة الدستورية !!!]

وهو معنى مختلف تماما عن ما فهمه خاطئا الأستاذ وائل غنيم .

فأين الضامن إذا؟ ولماذا كل هذا العبث ؟ ولماذا البعد عن الصراحة في القضية !

إننا – المسلون المؤمنون بالنبي محمد !- نطالب بنص واضح يجعل الشريعة الإسلامية هي مصدر القوانين الذي لا يعلوه مصدر، وينص بكل صراحة على بطلان كل مايخالفها من نصوص القانون والدستور .. أيّا كان شكل الصياغة القانونية !

وهذا حقنا الكامل ..

وكما أجبرنا القوى المدنية\العلمانية على قبول المادة الثانية بعدما كانت ترفضها تماماَ، وأصبحت الآن الأكثر تمسكاَ بها، فإن علينا أن نزيد في الضغط حتى يقبلوا بالشريعة كاملة، وسوف يفعلون.


=======

هل تعلم ؟!!
=======

# هل تعلم عزيزي القارىء أن أحد أهم أسباب عدم وجود دستور إسرائيلي حتى الآن، هو أن المعسكر الديني في إسرائيل يرى أن التوراة هي الدستور الإلهي، و أنه لا يجوز لدستور دنيوي أن يحل محله !!


هل تعلم أنه بعد سقوط حسني مبارك حدثت انتفاضات محدودة في بعض الدول الاوروبية، وكان من ضمن اللافتات التي رفعت فيها لافتة تقول ( Fight like an Egyptian ) أي ناضل مثل المصريين، تأسيا بشجاعة الشعب المصري في الثورة.

ولذالك أنا أقول للشعب المصري ولشعوب الأمة المنتفضة ( Fight like Jewish ) ناضلوا مثل اليهود في معركة الدستور ..
فإما دستور بالشريعة أو لا دستور مطلقاَ .

أخيرا ::

-------
-------
فقد سعدت وحزنت وأنا اكتب هذا الرد، سعدت لأني أتمنى ان يكون هذا الحوار بداية لتواصل حقيقي في مثل تلك القضايا الحساسة، وحزنت لأني لم أكن أريد أبدا أن أكون في موقف المخالف لشخصِ في مقام وائل غنيم أحد الذين شاء الله لهم أن يفجروا ثورة الأمة العظيمة، ذالك على الرغم أن الرد لم يزحزح مكانته في قلبي.


وإني على يقين أن مصر سوف تخلع يوما ما ثياب الحزن والتخلف والتشرذم تماما كما في مسرحية شكسبير عندما خلع أنطونيو ثوب الحزن الذي اكتسى به طول الرواية ..واستطاع أن يهزم ( شيلوك ) التاجر اليهودي الشرير !!

وانتهت القصة نهاية سعيدة على نغمات الموسيقى، في سفور القمر المطل المضيء على قصر الجميلة ( بورسيا وزوجها المحبوب باسانيو)


وسوف نعيش إن شاء الله حتى نرى ذالك واقعا في حياة الأمة، عندما تستظل جميعها في ظل الشريعة، وتزيح عنها تشريعات ونظم وبقايا الاستعمار.




عيش ..حرية ..عدالة اجتماعية

الله ..الأمة .. شريعة وبس