الأربعاء، 10 يوليو 2013

خطير جدا : عبد الباري عطوان ينقل ماذا حدث داخل وزارة الدفاع فى 72 ساعة الأخيرة قبل المذبحة

7/9/2013

نشر الكاتب العالمي عبد الباري عطوان عبر صفحته الشخصية علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وقائع خطيرة من داخل وزارة الدفاع ونقل جميع الأحداث خلال 72 ساعة الأخيرة قبل مذبحة الحرس الجمهوري
ثمانية مشاهد تحكى القصة
سوف يؤتى اليوم والله الذى نحكى فية للشعب المصرى عن ابطال مصريون فى المخابرات العامة والحرس الشخصى للسيسى نفسة ينقلون الينا مجريات الامور داخل وزارة الدفاع نفسها ويرفضون الانقلاب
المشهد الاول
يوم الجمعة الساعة 9 مساء فى مقر وزارة الدفاع اجتمع الفريق السيسى وقادة الافرع للقوات المسلحة دون حضور قائد الجيش الثانى الميدانى لصعوبة الامور فى مدن القناة والذى انتهى بعد 3 ساعات متواصلة الى ضرورة التفاوض مع محمد مرسى فهذا هو المخرج الوحيد للازمة وتم تكليف رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق صدقي صبحي و
قائد القوات الجوية.الفريق طيار يونس السيد حامد المصري للتفاوض مع محمد مرسى
المشهد الثانى
توجهة الفريق صدقى والفريق يونس الى نادى الحرس الجمهورى فى الساعة 2 صباح السبت لمقابلة السيد الرئيس وتم عرض موضوع التنحى علية والالحاح فية والذى رفضة الرئيس بشدة واصر علية
فتم مناقشتة الرئيس مرسى فى عودتة مقابل تفويض البرادعى كرئيس للوزراء بصلاحيات سياسية واقتصادية واسعة دون تدخل الرئيس والا يتدخل الرئيس فى عمل القوات المسلحة ولا بتسليحها ولا بشئونها
فضحك الرئيس مرسى(( وقال سامحكم الله اضعتم منى قيام الليل هباءا )) الامر الذى دفع الفريق صبحى الى الغضب الشديد فثار فى وجهة الرئيس وقال والله لنقتلكم واحد واحد وستكون بركة للدماء ولن تعود الا على حثتنا ونهايتك انت وجماعتك اقرب مما تتخيل
المشهد الثالث
اجتماع السيسى وكل قادة الافرع يوم السبت 7 صباحا ومع مناقشة تقرير المخابرات الحربية الذى اعترف بصعوبة الوضع فى معسكرات الجيش وحالة الغليان التى يشعر بها الافراد والجنود وقد تدخل اللواء قائد الجيش الثالث الميداني اللواء أركان حرب أسامة عسكر وهاجم قرار السيسى وتسرعة الامر الذى دفع السيسى الى ان يعلو صوتة ويهاجمهم جميعا فى ان الامر تم بموافقتكم جميعا فنشبت مشادات حادة بين المجتمعين سادها الحدة وعلو الصوت دون مراعاة لاى رتب عسكرية او مكانة لقادة دون الخروج بنتيجة
المشهد الرابع
السبت 12 ظهرا
اجتمع السيسى مع الفريق صدقى والفريق احمد ابو الدهب مدير الشئون المعنوية لتقيم نصائح المخابرات الحربية واعادة ترتيب الاوراق خصوصا الاعلامية والحشد المضاد يوم الاحد والتركيز الاعلامى على خيانة الاخوان والاسلامين والصاق تهمة الارهاب بهم وفتح ملفات تاريخهم مع التنسيق مع وزارة الداخلية لاعمال العنف القادمة واماكنها وطريقتها وتصويرها
المشهد الخامس
يوم الاحد 5 عصرا تقدمت المخابرات الحربية بانذار الى الفريق السيسى ان حشود الاخوان تزاد وانهم يكسبون تعاطف الناس ومعدل الزيادة حسب تقديرهم من ميدان رابعة من 750 الف الى 900 الف والميدان اليوم صار يستوعب مليون ونصف تقريبا وان الوكالات الاجنبية تتضغط على حكوماتها لعدم الاعتراف بالمسار الجديد فى مصر والاخطر هو ما ذكرة التقرير عن رصد مكالمات للعديد من افراد القوات المسلحة برتبة عميد و رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اللواء أركان حرب طاهر عبد الله يتحدثون فيها عن ضرورة وجود موقف عاجل للقوات المسلحة والخروج من المشهد باى ثمن
المشهد السادس
يوم الاحد الساعة 10 مساء اتصال اللواء ممدوح شاهين بمحمد بديع وطلب التفاوض معة
الامر الذى رفضة محمد بديع وقال انا لا اتفاوض مع احد ومعكم رئيسى ورئيسكم محمد مرسى فللتفاوضوا معة
المشهد السابع
يوم الاحد الساعة 12 صباح الاثنين
توجة الفريق صبحى الى الرئيس مرسى مرة اخرى وابلغة بان شهداء جماعة الاخوان تجاوزوا المئات فى محافظات مصر بسبب البلطجية والشرطة وان الجيش لم يتدخل بعد
وقال صبحى بالحرف : اذا استمريت على عنادك فلسوف نذبحكم جميعا وستتدهور الامور فلن نخرج من المشهد بعد اليوم فاما تسجيلك بالتنحى او القبول بالعودة المشروطة المذكورة سابقا او دمك ودم انصارك
فقال مرسى :
لو قبلت اليوم بعد كل من ماتوا وتحدثنى عنهم فقد خنتهم اذن وخنت دماءهم وخنت قسمى امام الله وامام الشعب
لو قبلت اليوم فلا مستقبل لبلادى تحت سيطرتكم
فلتقتلونى والله هذا عندى اهون
المشهد الثامن
يوم الاحد الساعة 2 صباحا يوم الاثنين
اجتماع الفريق السيسى والفريق صبحى وقائد الحرس الجمهورى ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة اللواء أركان حرب محسن الشاذلى والاتفاق على ضرورة احداث امر دموى صادم يلزم الجميع بالعودة الى التفاوض والقبول بالحوار
وللاسف لم نستطع معرفة طبيعة العملية وشكلها حتى كانت مجزرة الحرس الجمهورى

السبت، 6 يوليو 2013

الجارديان: أيام الرئيس محمد مرسي الأخيرة-القصة من داخل القصر




 
"خطة الإنقلاب ... السيسي أمر بقطع إتصالات الرئاسة مع العالم الخارجي .. وأخبر مرسي بنيته الانقلاب في ال 23 من يونيو وأعطاه مهلة أسبوعا"
 
وجد الرئيس المصري المنتخب بحرية لأول مرة في تاريخ مصر نفسه معزولا وتخلى عنه الحلفاء حتى حراسته الشخصية تركت المشهد ببساطة
 
وجاء قائد الجيش للرئيس محمد مرسي مع طلب بسيط: تنحى بنفسك.
 
“على جثتي!” أجاب مرسي للجنرال عبد الفتاح السيسي يوم الاثنين، قبل يومين من إطاحة الجيش به في نهاية المطاف بعد قضاء عام في منصبه.
 
في النهاية، وجد أول رئيس مصري منتخب انتخابا حرا نفسه معزولا، وهجره الحلفاء ولا يوجد أحد في الجيش أو الشرطة على استعداد لدعمه.
 
حتى الحرس الجمهوري الخاص به ترك المشهد ببساطة عندما جاء كوماندوز الجيش لنقله إلى منشأة لم تكشف عنها وزارة الدفاع، وفقا للجيش والأمن ومسؤولي الاخوان المسلمين، كانت هذه الشهاده التي أعطيت لوكالة اسوشيتد برس من ساعات مرسي الاخيرة في منصبه.
 
وقال مسؤولون في الإخوان المسلمين أنهم رأوا نهاية مرسي مقبلة في وقت مبكر ابتداءا من 23 يونيو - قبل أسبوع من احتجاجات المعارضة الكبيرة المخطط لها. أعطى الجيش الرئيس سبعة أيام للعمل على حل خلافاته مع المعارضة.
 
في الأشهر الأخيرة، كان مرسي تقريبا على خلاف مع كل مؤسسات الدولة، بما في ذلك رجال الدين المسلمين والمسيحين، والقضاء، والقوات المسلحة والشرطة وأجهزة المخابرات. خصومه السياسيين قاموا بتغذية الغضب الشعبي بأن مرسي كان يعطي الكثير من السلطة لجماعة الإخوان المسلمين وغيرهم من الإسلاميين، وفشل في معالجة المشكلات الاقتصادية المتصاعدة في مصر.
 
وبدء انعدام الثقة بين مرسي والأجهزة الأمنية التي بدأت بحجب المعلومات عنه ونشر القوات والمدرعات في المدن دون علمه.
 
ورفضت الشرطة أيضا حماية مقرات الإخوان المسلمين التي تعرضت لسلسلة من الهجمات في أحدث موجة من الاحتجاجات.
 
لذلك، عندما كان مرسي يقاتل لبقائه، لم يكن هناك أحد يلجأ إليه، ما عدا الدعوة إلى مساعدة خارجية من خلال السفراء الغربيين وزمرة صغيرة من مساعديه من الإخوان الذين لم يتمكنوا من تقديم ماهو أكثر من تسجيل خطابين له في اللحظة الأخيرة.
 
في تلك التصريحات، أكد عاطفيا شرعيته الانتخابية - وهو موضوع أثاره مرسي مرارا وتكرارا في المحادثات مع السيسي.
 
في وقت مبكر من هذا الأسبوع، خلال اجتماعين في يومين، جلس مرسي، وهشام قنديل رئيس الوزراء و السيسي لمناقشة سبل للخروج من الأزمة.
 
لكن مرسي كان يعود إلى الولاية التي فاز بها في عام 2012 من خلال صندوق الاقتراع في يونيو، وفقا لأحد المسؤولين قال ان مرسي لم يعالج الاحتجاجات الجماهيرية أو أي من المشاكل الأكثر إلحاحا في البلاد – الحال الأمني الغير المستقر، وارتفاع الأسعار، والبطالة، وانقطاع الكهرباء وازدحام حركة المرور.
 
وقال مراد علي -متحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين- ان الجيش قرر بالفعل أن مرسي كان عليه أن يذهب، وأن السيسي لم يقبل أي من التنازلات التي كان الرئيس مستعدا للقيام بها.
 
"كنا من السذاجة ... أننا لم نتصور أن الخيانة يمكن ان تصل الى هذا الحد" قال علي.
 
" إما أن نضعك في السجن، أو يمكنك الخروج وإعلان الاستقالة" أضاف علي.
 
وقال مسؤولو الإخوان أنهم رأوا النهاية مقبلة.
 
"علمنا أنها النهاية يوم 23 يونيو كما أبلغنا من سفراء الغرب وقال متحدث آخر باسم جماعة الإخوان أن سفيرة الولايات المتحدة آن باترسون كانت أحد المبعوثين.
 
بحث مرسي عن حلفاء في الجيش، وطلب اثنين من كبار مساعديه - أسعد الشيخ ورفاعة الطهطاوى لمحاولة إقامة اتصال مع ضباط يحتمل أن تكون متعاطفة في الجيش الميداني 2 ومقرهم في بور سعيد والإسماعيلية وقناة السويس.
 
وقال مسؤولون امنيون مع المعرفة المباشرة للاتصالات كان الهدف هو العثور على ورقة مساومة لاستخدامها مع السيسي.
 
لم تكن هناك دلائل على أن مبادرات مرسي لها أي تأثير، ولكن السيسي بعدما علم بمحاولة الاتصال بالأسماء، لم يتح أي فرصة وأصدر توجيهات إلى جميع قادة الوحدات بعدم الانخراط في أي اتصالات مع القصر الرئاسي و كإجراء احترازي، ارسل قوات من النخبة للوحدات التي تلقى قادتها اتصالا من مساعدي مرسي

الأربعاء، 3 يوليو 2013

انقلاب ناعم في مصر.. الجيش يطيح بالرئيس مرسي



انقلاب ناعم في مصر.. الجيش يطيح بالرئيس مرسي



أطاح الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي المنتمي للإخوان المسلمين وكلف رئيس المحكمة الدستورية بإدارة شؤون البلاد إلى حين تنظيم انتخابات رئاسية وانتخاب رئيس جديد.
وأعلن الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع المصري مساء الأربعاء أن القوات المسلحة تحملت مسؤوليتها بالتشاور مع الرموز الوطنية والشبابية وتم الاتفاق على خريطة مستقبل تتضمن خطوات أولية لبناء مجتمع مصري قوي لايقصي أحد وينهي حالة الانقسام وتتضمن تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت واجراء انتخابية مبكرة.
وأضاف أنه تم الاتفاق على تولي رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شؤون البلاد مؤقتا، لحين انتخاب رئيس جديد.
وقال السيسي إنه تقرر تعطيل العمل بالدستور وتشكيل لجنة لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة وتشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الانتقالية.
وفي أول رد فعل له بعد أن أطاح به الجيش من رئاسة الجمهورية، أكد محمد مرسي أن الاجراءات التي اتخذها الجيش “انقلاب كامل”.
وقال في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر إن “اجراءات الجيش انقلاب كامل مرفوض من كل الأحرار المصريين”.
وفور انتهاء الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع المصري من القاء بيان القوات المسلحة، الذي تضمن خارطة طريق للمرحلة المقبلة فى مصر، غمرت مشاعر الفرح والابتهاج شوارع العاصمة المصرية والمحافظات سيما ميدان التحرير في القاهرة، حيث يحتشد معارضو الرئيس المصري، والذين كسبوا المعركة بعد أن نجحوا في اسقاط مرسي من كرسي الرئاسة.

شرح حديث المهلكات الخمس



شرح حديث المهلكات الخمس

لم يترك نبينا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - شيئًا ينفع أمته إلا ودلهم عليه، ولم يترك شرًّا إلا وحذرهم منه، وفي حديثٍ جامعٍ لأسباب هلاك الأمم وزوالها، يحذر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته وينذرها من خمس خصال مهلكة، فعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: أقبل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (يا معشر المهاجرين، خمسٌ إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قطُّ حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم يُنقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم) رواه ابن ماجه في سننه.

هذا الحديث العظيم الجامع يتضمن أوصافاً خمسة أو خصالاً خمس، إذا وقعت فيها الأمة، أتاها العذاب من الله سبحانه وتعالى معجلاً في الدنيا، بخلاف ما ينتظرها في الآخرة من الوعيد.

الخصلة الأولى: (لم تظهر الفاحشة في قوم قطُّ حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا)، حذّر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته من خطر ارتكاب الفاحشة وإظهارها والتمادي فيها، لأن ذلك ينتج عنه انتشار الطاعون والأمراض الفتاكة التي لم يسبق ظهورها في أسلافنا من الأمم، وقد ظهر تصديق ذلك بظهور طاعون العصر (الإيدز) والأمراض الجنسية الفتاكة، نتيجة ممارسة العلاقات المحرمة من زنا ولواط وغير ذلك.

وقد جاءت الشريعة الإسلامية بمنهجٍ لا يحارب دوافع الفطرة ولا يستقذرها، وإنما ينظمها ويطهرها، ويرفعها عن المستوى الحيواني والبهيمي، ويرقِّيها إلى أسمى المشاعر والعواطف، التي تليق بالإنسان كإنسان، ويقيم العلاقة بين الرجل والمرأة على أساس من المشاعر النبيلة الرقيقة الراقية الطاهرة، يقول سبحانه وتعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم: 21).

ويهيئ ذلك المنهج المناخ الطاهر النظيف ليتنفس المسلم في جو اجتماعي طاهر نقي يتفق مع الفطرة السوية، بل ويحدد كثيراً من الضمانات الوقائية التي تحمي المجتمع المسلم من الوقوع في مستنقع الرذيلة الآسن العفن؛ ثم يعاقب بعد ذلك من ترك هذه الضمانات طائعاً مختاراً، وراح يتمرغ في وحل الرذيلة والفاحشة ليعيث في الأرض الفساد، وهذا هو قمة الخير للإنسانية كلها، لتعيش الجماعة كلها في هدوء وأمان.

ولنا في قوم لوط عبرة وعظة، فقد عاقبهم الله تعالى أشد العقاب، لاتنكاس فطرتهم وخروجهم عن المنهج الذي أمرهم به نبي الله لوط - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام -، قال الله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ} (النمل: 54)، فكانت النتيجة {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ} (الحجر: 74).

الخصلة الثانية: (ولم يُنقصوا المكيال والميزان إلا أُخِذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم) يحذر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته من التلاعب بالمكيال والميزان، الذي توعّد الله فاعله بالويل والهلاك ، قال تعالى: {ويل للمطففين * الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون} (المطففين: 1-3)، فإذا انتشر ذلك في الأمة، فإنها تعاقب بعقوبات ثلاث:

أولها: منع المطر أو ندرته فتصاب الأرض بالقحط، وإذا أنبتت الأرض فإن الله يبتليهم بالحشرات والديدان والأوبئة التي تهلك الزروع والثمار .

وثانيها: شدة المؤونة، ويكون ذلك بغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وضيق العيش.

وثالثها: أن يسلط الله عليهم الحاكم الذي يجور عليهم، ويفرض الضرائب الباهظة، ويكلفهم من الأشياء ما لا قدرة لهم عليه.

الخصلة الثالثة: (ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا) يشير النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أن منع الزكاة وعدم إخراجها أو التحايل على ذلك، تكون عقوبته العاجلة هي منع القطر عنهم، ولولا وجود البهائم ما نزل عليهم المطر من السماء؛ لأنهم لا يستحقونه، لكونهم لم يُخرجوا حق الفقراء في مالهم.

وهذا يوضح سبب الجدب الذي ضرب أطنابه في الأرض، رغم أن الناس يستسقون ويستغيثون الله عز وجل ويطلبون منه المطر، وما ذاك إلا لأن الناس صاروا يتهاونون في إخراج زكاة أموالهم، وحينما يبخل الناس بالزكاة فإن الله تعالى يمنع عنهم المطر، الذي هو وسيلة لحياتهم، ولولا رحمة الله عز وجل بالبهائم ما أُمطِرت الأرض أبداً.

الخصلة الرابعة: (ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم) وفيها تحذير من النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمته من نقض العهد والميثاق، وعاقبة ذلك أن الله يسلط عليهم عدوًّا من غير المسلمين، فيأخذون بلاد المسلمين، أو يتحكمون في مقدرات بلاد المسلمين وثرواتهم.

ولا يقتصر الأمر في ذلك على نقض العهود والمواثيق بين الناس، بل يدخل فيه ترك ما أمر الله عز وجل به وارتكاب ما نهى الله عنه.

الخصلة الخامسة: (وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم) أي: إذا لم يحكموا بحكم الله سبحانه وتعالى، ويأخذون الخير من كتاب الله وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا جعل الله الشقاق والعداوة والتنافر بينهم.

ولذلك فإن من يحاول لمَّ شتات العالم الإسلامي بغير كلمة التوحيد فإنما يحاول مستحيلاً؛ لأن هذه الأمة لن تجتمع إلا على دين الحق، ولن تتوحد إلا على كلمة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، يقول الله تعالى: {فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (البقرة: 137)، وهذا الشقاق سيبقى ما بقي الإعراض عن دين الله عز وجل وتحكيم شريعته، حتى يرجع الناس إلى دين ربهم جل وعلا.