الجمعة، 21 ديسمبر 2012

.حصاد 2012 .. اسد الميدان وحكيم هذا الزمان (حازم) شخصيه العام ..

قرب العام الحالى 2012 على الانتهاء ونحن نرصد انجازاته واخفقاته وابرز شخصياته واحداثه

.. فهذا العام يحمل الكثير والكثير من الحصاد والشخصيات داعين الله عز وجل ان يكون العام الجديد حصاد  ينصر الله عز وجل  عبده محمد مرسي ويوفقه لما فيه خير البلاد والعباد وهو ما جعلنى استأذن سياده رئيس الجمهوريه المحترم ان استهل حصاد العام بشخصيه جديره بتبوأ اعلى المناصب القياديه ليس سياسيا فقط ولكنها اخلاقيا ووطنيا فدعنى سياده الرئيس ان ابدأ بهذه الشخصيه الجليله
اسد الميدان وحكيم هذا الزمان (قضيله الاستاذ  الشيخ حازم صلاح ابواسماعيل) شخصيه العام
فمن هو ؟
هو

محمد حازم صلاح أبو إسماعيل محمد عبد الرحيم (16 يونيو 1961 الدقي، الجيزة) هو رجل قانون مصري ومتحدث في الفكر
الإسلامي والشؤون السياسية. له دراسات دستورية وقانونية، وأبحاث تخصصية في علوم التربية والإدارة والاقتصاد على مدى 25 سنة، فضلاً عن العلوم الشرعية. وهو عضو مجلس نقابة المحامين المصرية ضمن «لجنة الشريعة» الممثلة للإخوان المسلمين في النقابة، ومرشح سابق لانتخابات مجلس الشعب المصري.
 محام بـالنقض، وصاحب مكتب محاماة بوسط القاهرة. له مرافعات في قضايا شهيرة منها المحاكمات العسكرية للإخوان المسلمين فضلا عن تخصصه في قضايا النقض بصفة أخص، وله مؤلف قانوني في أصول الدفاع في القضايا وطعون دستورية متعددة قضي بها.كما نجح في تغيير إثنين من مباديء محكمة النقض نتيجة لمرافعاته البارعة. كما كان يشارك في الجمعيات الخيرية لمساعدة الفقراء، وكان يشارك أيضا في المحاكم العرفية للحكم بين المواطنين مما أعطاه خبرة اجتماعية كبيرة.
تقدّم للترشّح لانتخابات الرئاسة المصرية 2012 «مؤيدًا من 152,835 ناخبًا و47 نائبًا منتخبًا بمجلسى الشعب والشورى».  لكنه استُبعد بسبب ادعاء اللجنة العليا للانتخابات أن والدته رحمها الله تحمل الجنسية الأمريكية رغم حصوله علي حكم قضائي ضد اللجنة.
المولد والنشأة
ولد حازم صلاح أبو إسماعيل سنة 1961م وهو من مواليد حي الدقي محافظة الجيزة وموطن عائلته بقرية بهرمس مركز امبابة محافظة الجيزة وهو نجل الشيخ صلاح أبو إسماعيل أحد علماء الأزهر الشريف وداعية إسلامي معروف وأحد أعلام جماعة الإخوان المسلمين والنائب الإسلامي في مجلس الشعب لأربع دورات متتالية كان في بعضها النائب الوحيد; جده لأبيه كان عضوا في مجلس الشيوخ وجده لوالدته كان استاذا للدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر، ونشأ في أسرة ملتزمة، التحق بكلية الحقوق ورغم تخرجه من الأوائل علي دفعته في كلية الحقوق رفض العمل في القطاع الحكومي وفضل العمل الحر.
النشاط السياسي
انخرط سياسيًا في الدراسة الثانوية ثم الجامعية وما بعدها في عدد من القضايا منها هضبة الأهرام وتوصيل مياه النيل لإسرائيل معاهدة السلام واتفاقية كامب ديفيد وتعديلات قوانين الأحوال الشخصية وعلاء محي الدين وعبد الحارث مدني وتجميد حزب الوفد وحزب العمل وتزوير انتخابات 1979 ومقاومة اللائحة (الجديدة وقتها) لاتحاد طلاب الجامعات ومصادرات جريدة الأحرار وغيرها  له بحث جامعي معد سنة 1986 لنيل درجة الماجستير في القانون الدستوري كان موضوعه "حق الشعوب في مقاومة الحكومات الجائرة بين الشريعة الإسلامية والقانون الدستوري"
اشترك دون عضوية حزبية في إعداد برنامج حزب الوفد واللائحة التنظيمية لحزب الأحرار وندوات أحزاب الأحرار والتجمع والوفد ومؤتمراتها عبر شخصيات من قيادات هذه الأحزاب وتتابع باستمرار اهتمامه بالقضايا السياسية العامة امتدادا لذلك، وتولى الإدارة الكاملة بكافة وجوهها لانتخابات مجلس الشعب في دائرة والده 1984، 1987 والخطابة في مؤتمراتها الانتخابية كما اشترك في إدارة المعركة الانتخابية لانتخابات أخرى سنة 2000 وبسبب نشاطه العام كان محلا ضمن الهجوم على معارضين لهجوم عليه بالتبعية في خطاب لرئيس الجمهورية وأحد وزراء الداخلية عام 1981 وعام 1988، ودخل معارك متعددة دفاعا عن عدد ممن يختلف معهم عقائديا وسياسيا في مواجهات متعددة ضد ظلم تعرضوا له مثل أيمن نور ومحمد البرادعي وعبد الحليم قنديل وجورج اسحاق  , كما كان منذ تخرجه عضوا في جمعية الاقتصاد السياسي الشهيرة ناشطا. وقد حرص عبر عشرين سنة على التواجد في الولايات المتحدة في زيارة لعدة أسابيع أثناء جميع الانتخابات الرئاسية الأمريكية ما عدا الأخيرة لمتابعتها تفصيلا عن قرب ومتابعة المناظرات التي كانت تجري فيها بين المرشحين الرئاسيين
ثباته في مواقفه
لعل اهم مايميز شخصيه السيد الاستاذ الشيخ الجليل حازم صلاح ابواسماعيل ثباته فى مواقفه التى دائما ما نستنتج منها انه صائب الراى وبعيد النظر وما موقفه يوم التنحى منا ببعيد اذ انه ظل يصرخ وينادى على الثوار بضروره اعتصامهم بالتحرير عدم الافراط فى الفرحه واثبتت فيما بعد صدق رؤيته فيما رايناه من عثرات والتفافات من المجلس العسكرى اودت لثارها لما نلمسه الان , ولم يكن هذا الموقف للشيخ الجليل تفاعلا مع الثوره فقد كان له مواقف بطوليه فى فترات الحكام الظالمه لان الرجال مثل الشيخ حازم هم الذين يصنعون الثورات وليست الثورات تصنع الرجالات فمنها على سبيل المثال
ثبت حازم علي إيمانه بالمناداه بالشريعة و موقفه من ( الحجاب , الخمور , البكيني ) في أسئلة الإعلام المتدني عن برنامجه الرئاسي . ولم يقلق لحظة من إبتعاد الكثير عن برنامجه حينها بعد عصر المخلوع إلا أنه أثر إرضاء الله في الثبات علي الحق عن إرضاء القليل . - ثبت حازم علي تحديد موقف مصر من أعداءها و لم يسترضي حينها أعداء الوطن . دون الإخلال بالعلاقات الخارجية و الدبلوماسية . - ثبت حازم في الإصرار علي دعوة الشعب للنزول لمؤازرة المُعتدي عليهم من مصابين و أُُمهات فضليات بميدان التحرير ( أحداث محمد محمود ) رغم إختلاف الكثير معه . و أثبت الأيام فيما بعد قوة حُجته و رجاحة عقله . - ثبت حازم في الإصرار علي إسترداد البلاد من إغتصاب المجلس العسكري للحُكم . فظل يضغط علي العسكر ولم يرتضي حينها بإسترضاء العسكر له لتحديد ميعاد مايو 2013 و أصر علي موقفه إلي أن توصل ليكون 15 مايو 2012 ميعاد للإنتخابات الرئاسية . - ثبت حازم علي إيمانه بمنهجية التطهير فور تولي زمام الأمور للبلاد و نادي بها منذ شهور خاصه و أن البلاد تم إستيلامها بناءا" علي ثورة قامت لأجلها . - ثبت حازم علي الحق في ردع من تجرء المساس بهيبة الدولة و الرئيس بأحداث الإتحادية و لم يرتضي بأي بدائل أو تسكينات وهمية لمرور الموقف مثل نقل مقر الرئيس . بل أصر علي تلجيم كل من تسول له نفسه تكرار الفعلة بالضغط علي موضع الألم الذي يردعهم عن فعلتهم . - ثبت حازم علي موقفه في رفضه لمقابلة مخربي البلاد و التحدث معهم بل طالب بمحاكمة كل من سعي للتعدي علي الشرعية و المساس بهيبة الدولة و رئيسها مؤسساتها جنائيا
ولعل من ابرز المواقف التى تبرهن مدى وطنيه هذا الرجل وعشقه للوطن نزوله الاخير واعتصامه امام مدينه الانتاج الاعلامى الاعدامى للشرعيه والديمقراطيه وماجور الانظمه الصهيونيه لمحاربه استقرار البلاد فقد ترفع هذا الرجل الشريف العفيف عن اى اغراض شخصيه ايد الشرعيه والديمقراطيه وكان خير سند لسياده رئيس الجمهوريه ليزداد احترامه للجميع وجعلنا نقارن بينه وبين الباحثين عن اغراض شخصيه من مرشحى الرياسه الاخرين فوالذى نفسي بيده عشقت هذا الرجل لما المسه من مواقف تدعو الى الافتخار ان اكون ضمن جماعه او حزب يراسه علاوه على فكره الراجح وهدوء اعصابه عند التحاور يحسد عليه ومشاريعه التى ان اخذ بها لنقلت البلاد نقله اقتصاديه وحضاريه هائله فاقل تقديرى فخامه الشيخ الجليل الاستاذ حازم صلاح ابواسماعيل تستحق ان تكون شخصيه العام 2012
 

الخميس، 6 ديسمبر 2012

لماذا يشعرون بالرعب من الاستفتاء ؟



الاستفتاء على الدستور بنعم معناه :

1/ منع كبار الفلول لمدة عشر سنوات من الانتخابات بنص الدستور الجديد

2/ فتح ملفات الفساد عن طريق النائب العام الجديد


3/ خروج تهانى الجبالي وحاتم بجاتو من المحكمة الدستورية


4/ محاكمة قتلة الثوار وإعادة فتح ملف موقعة الجمل


5/ انتهاء المستقبل السياسي لكل من البرادعى وصباحى وموسي ، بل وقد يلتحقون بسجن طرة لأن هناك أدلة على تورطهم فى تعريض مصر لخطر الحرب الأهلية


5/ انتهاء عصر الزند وعاشور وساويرس وأحمد بهجت ومرتضي منصور وشوبير وخالد يوسف وحسن راتب ومحمد الأمين وابراهيم عيسي والابراشي وعمرو أديب وخيري رمضان وخالد صلاح ومجدي الجلاد وخالد منتصر وسليمان جودة ومحمد سلماوي وعبد المعطى حجازى وحمدي رزق ولميس الحديدي وهالة سرحان وسيد على ومعتز الدمرداش والقس فلوباتير وأعوانه !!


6/ عودة بعض الأموال المنهوبة من مصر قبل الثورة وبعضها من قِبل سارقيها ومنتهبيها !


7/ انتهاء عصر التوريث فى القضاء والجامعات والشرطة وكثير من الجهات الحكومية !


8/ تقهقر الاتجاه العلمانى والليبرالي وذلك لأنهم أكثر الاتجاهات خيانة لمبادئهم التى ينطقون بها مثل الديمقراطية والمظاهرات السلمية - الخرطوشية المولوتوفية - والتبادل السلمى للسلطة ، والتعددية السياسية الخ الخ !!


9/ صعوبة المعادلة السياسية الجديدة على أمريكا واسرائيل ، حيث يضعف التعاون الأمنى ، ويحدث بعض التوازن بين الكيان الصهيونى وقطاع غزة ، وينتهى عصر التبعية بين ماما أمريكا والنظام فى مصر


10/ استقرار مصر ووجود التيار الاسلامى على قمتها معناه أن دول الاستبداد العربية معرضة للتغيير ، وهذا ما يجعلهم جميعاً يقفون صفاً واحداً أمام التغيير


11/ ظهور وجه الكنيسة الأرثوذكسية على حقيقته بالنسبة للشعب المصرى ، وهذا يضعها فى موقف ضعيف لسنوات قادمة


12/ فتح ملفات التمويل الضخمة سواء الخاصة بالخرطوش والمولوتوف وغيره أو الخاصة بالصحف والفضائيات خصوصاً أموال الإمارات والفلول والسفارة الامريكية والمال الطائفى الكنسي والشيعى


والله لا يحب الفساد

الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

إلى مرسى كفى حرقًا لدمائنا.أعتقل تواضروس







الى مرسى كفاية حرق دمائنا ..... أعتقل تواضروس

أن يسب الرئيس ليل نهار على جميع الجرائد ..... أن يسمح للعلمانيين و الليبراليين و الكثيريـــــــن أن يتطاولوا عليه فى منابرهم الاعلامية ....... أن يُسمح لمن طردته زوجته خارج البيت أن يتظاهر و يقطع الطريق ... أن يترك كثير من الفضائيات و الاعلاميين يدمرون أعصاب الشعب المصرى بسوء طرحهم و إضرامهم الفتن ليل نهار ....... حتى أن أحدهم إتصل بأحد النصارى و لما قال له لا يوجد بينى و بين المسلمين إلا كل خير قال المذيع لقد أتصلنا بك خطأ...
أن لا ينحاز الرئيس للشريعة صراحة و يستغل الاندفاع الجماهيرى الرهيب و ان يستغل الحالة الثورية و النزعة الدينية التى يحياها الشعب المصرى كله و الذى سيسانده بالملايين فى كل الشارع لو طبق الشرع و اعلنها صراحة .... قد نلتمس له عذرا و نقول أنه يخطط و يهيىء و يمكننا أن نأول فعله ما استطعنا ....
أن يتركنا مرسى حتى الان و لم يعلن بدء مشروع النهضة أو يحدد ملامحه .... وقد نلتمس له العذر بضعف امكانيات خزينته او أنه لا زال فى مرحلة التخطيط والتهيئة لتلك النهضة و التى اتمنى الا تستمر لنهاية ولايته ....
أن تترك مشكلة الألتراس تتنـــامى ليل نهار دون فتح قنوات اتصال معهم و دون حل لهذه المشكلة ... أن تكون السلطة التشريعية فى يد الرئيس و يترك نائبا عاما متهم من فئات كثيرة من الشعب المصرى ......ألا نرى حلولا جذرية فى أمننا الغذائى باستصلاح ملايين الافدنة و تمليكها للشباب شرط زراعتها ... او إقامة مشاريع بمليارات الدولارات لإقامة مشاريع للحوم و الاسماك ... و ترك الشعب يكمل مسيرة الجوع و الفقر ....
وحتى الان لم يبلغنى أن الرئيس مرسى فوض جمعا من أهل العلم يتكلم مع الشباب التكفيرى فى سيناء .. إن و جدوا وأنا أنادى بذلك و أدعوا لهذا الأمر ... فعبد الله بن عباس رجع باربعة الاف من الخوارج دون قتال ....
كل هذا قد نلتمس له عذر او نظن أنه يعمل و لكننا يبدو أنه أصابنا العمى عن رؤية خططه و منتجاته ...
أما أن يبلطج رهبان مصريون و يضعون أيديهم على تسعة الاف فدان (9000 ) فى صحراء مصر الغربية بحجة أحياء التراث الدينى القبطى ...!!!!! أى بلطجة تتيح لهؤلاء السارقيين الخونة أن يفعلوا هذا لابد أن يحاسبوا بتهمة الخيانة العظمى هم و من ساندهم و من أيدهم لإضرام الفتن فى مصر ... ... أى روح قبطية تريدون إحيائها و هل الإحياء يكون بالاماتــــة ؟؟ هل الاحيـــاء يكون بالسرقة و السطو ؟؟ هل الإحياء يكون بالبلطجة ؟؟؟!!!
أين الرئيس من سرقة مصر أين رئيس الوزراء أين وزير الداخلية ... أين الجهات المعنية أم أنها معنية بأشياء أخرى ...
(9000) فدان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تسعة الاف ؟؟؟!!!! تسعة الاف ؟؟؟ !!!! تسعة الاف ؟؟؟ !!!!
إخبط كفا بكف عزيزى القارىء و لو جاز لى ان أقول لك ... ألطـــم عزيزى القارىء مسلم كنت ام مسيحى معتدل ....
اى و الله تسعة الاف حتى ان السور حولها ....تخيل عملوا لها سور اذن الموضوع قديم من ايام الأنبـــــــــــا شنودة .....؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
من أين لهم التمويل ليعملوا سورا مقدار طولة أطول من خيبتنا القوية كشعب لم يخرج من فشله و عجزه .....سور طوله عشرة كيلو مترات ثم يعترض قسسهم و رهبانهم و كهنتهم إن قيل لابد أن تخضع الكنيسة و اموالها للجهاز المركزى للمحاسبات .. ويقولون إنها تصرف فى أعمال الخير ... و هل الخير يخشى الرقيب ؟؟؟؟ لابد من التحقيق فى كارثة ال 9000 فدان هذه و كل منأاسهم بالامر او الادارة او الضلوع فى هذا الجرم يعتقل على الفور ...
و أنا لم أذكر أن اللصوصية هذه إعتداء على البيئة حيث أن منطقة العيون السحرية هى المسقى الوحيد للحياة البرية بالمحمية الطبيعية بوادى الريان بالفيوم هذا ...!!!! يعنى حرامى و مفتح ...و فاهم ....و أنا أريد أن أسأل هل تلك المنطقة قاصر و هربت من أهلها النصارى وأسلمت و نحن متهمون بخطفها ....هل هى كامليا شحاتة أخرى و سيتم أختطافها فى الشارع و نحن مبصرون كأننا فى غابة ؟؟؟!!!! ... هل هى وفاء قسطنطين و هربت من بيت أبونا ؟؟؟؟ هل هى تريزا عياد و ماريان مكرم ( فرج الله عنهما و عن مثيلاتهن ) هل هما تريزا وماريان و سيحلق لهما شعراهما ؟؟؟ ....
هل هى قمص مجرم نغض الطرف عنه و بل و يشجع على سب الاسلام و المسلمين فى قنوات كافرة .... يا رئيس مصر ان لم يكن لك موقف انت و رئيس و زرائك و وزير داخليتك و كل حكومتك النهضوية .... فلا تلومن شباب يحمل السلاح و يتهمنا جميعا بالكفر ...و يسعى فى الاصلاح حسب و جهة نظر سلاحه ... لا تــلومن خزينة بنكك المركزى و هى خاوية على عروشها من غضب الله تعالى علينا ثم من الانفاق العسكرى لمطاردة من يكفرونا لأننا نتقاعس عن الحق و العدل.
المطلوب الان إعتقال كل من بنى و أسهم فى وضع يد هؤلاء المتطرفين على تلك البقعة من أرض مصر فليعتقل تاوضرس إن كان ضالعا فى هذا بل و ليعتقل باخوميس لان هؤلاء اللصوص تحت إمرته الروحية و لا يفعلون شيئا إلا إن كانت قيادتهم التى تعلوهم و تقودهم تبارك فعلهم أو على علم بذلك و إن كانت لا تعلم فلتعزل من منصبها و يعين غيرها ليعلموا حقوق الشعب المصرى عليهم ......
يا رئيس مصر يا حكومة مصر يا علماء مصر يا شعب مصر أفيقوا قبل أن تفاقوا رغما عنكم .... فإن لم نعش فى مصر يقدم فيها شيخ الأزهر و بابا الأقباط للعدالة يقتص منهما إن أخطئا فلن نأمن فى وطننا أبدا و حينها فلا كنّا و لا كانت الحياة ...
ألا هل بلغت اللهم فأشهد
تفاصيل للكارثة فى هذا الرابط
http://youtu.be/XjaKJq0kXwQ
للتواصل مع الكاتب أحمد يوسف
https://www.facebook.com/ayosif1

الأحد، 11 نوفمبر 2012

عبد الناصر والجماعة من الوفاق إلى الشقاق


عبد الناصر والجماعة من الوفاق إلى الشقاق



الإمام الشهيد حسن البنا


بداية علاقة عبد الناصر بالإخوان


تمكن عبد المنعم عبد الرءوف من تجنيد جمال عبد الناصر وضمه "للجمعية السرية لضباط الجيش" عام 1944 ، وظل عبد الرءوف طيلة المدة من 1944 وحتى 15 مايو 1948 هو المسؤول عن التنظيم السري داخل الجيش ،متعاونا مع الفريق عزيز المصري والشيخ حسن البنا والصاغ محمود لبيب ،وهناك بعض المصادر التي تشير إلى أن ارتباط عبد الناصر بالإخوان كانت عن طريق الشيخ الباقوريٍ.
في هذه الفترة أعجب بعض ضباط الجيش بما كانت تتميز به جماعة الإخوان من الإنضباط والروح المحاربة ،وقد استجاب الإخوان وألحقوا الضباط الذين تجاوبوا معهم بالنظام الخاص، وتم اتصالهم بعبد الرحمن السندي في سرية مطلقة حيث ،وتم تخصيص الشيخ سيد سابق ليعطيهم دورسا في الفقه والثقافة الإسلامية عوضا لهم عن عدم حضورهم محاضرات الإخوان العامة.
ولما كثر عدد المنتسبين من الضباط في النظام الخاص وضاقت قدرات عبد الرحمن السندي وثقافته عن تلبية نوازعهم الفكرية وأشواقهم إلى العمل الجدي، أفرد لهم حسن البنا قسما خاصا يرأسه الصاغ محمود لبيب وكيل الإخوان وقتئذ . وأطلق محمود لبيب اسم الضباط الأحرار على هذا القسم التابع للإخوان داخل الجيش..

عبد الناصر والاستقلال بالتنظيم

ولكن ما لبث حماس الضباط للإخوان أن فتر سنة 1946 فقرروا البعد بحركتهم عن أية صلة بالإخوان وأن تقتصر على الجيش وتولدت لديهم الرغبة في التحرر من ارتباطهم بالإخوان وبدأ عبد الناصر في تحويل ولاء الضباط له دون علم الصاغ محمود لبيب ٍخاصة بعدما ضاق الضباط حين وجدوا أنفسهم وقد سجلت أسماؤهم في فصول لتعليمهم –بواسطة مدنيين- كيفية استخدام البندقية وفكها ،مع أنهم كانوا يتوقعون أن يستعان بهم في التدريب العسكري لأعضاء الجماعة ، كما وجد هؤلاء الضباط مشاكل تنظيمية داخل الجماعة يستحيل معها اختراق حاجز التدرج الهرمي للمراتب .
وفي عام 1945 بدا أن لجمال عبد الناصر اعتراضات جوهرية على أسلوب الإخوان ومنهجهم في نشر الفكر الإسلامي عن طريق التربية والتعليم حتى تصبح له أغلبية شعبية تضغط على الحكومة لتنفيذه وإلا قاموا بالمظاهرات والإضرابات والعصيان المدني، ورأى عبد الناصر" أن هذا الأسلوب سيطول جدا وربما يتعذر تنفيذه ولا يجعل لنا نحن ضباط الجيش دورا ملموسا وسنكون تابعين لا متبوعين".

وابتداء من عام 1950 بدأ عبد الناصر في إعادة التنظيم السري لضباط الجيش والذي توقف عام 1948 وبدأ يضم عناصر أخرى من غير الضباط الإخوان ،وخاصة الضباط الذين قاسموه محنة الفالوجا وغيرهم ممن يلمس فيهم الشجاعة والكتمان . وبموت حسن البنا ومحمود لبيب انقطعت صلة الإخوان بضباط الجيش وبدأ عبد الناصر يستقل بالتنظيم
وقد حدث خلاف بين عبد المنعم عبد الرءوف وجمال عبد الناصر حول تبعية تنظيم الضباط الأحرار للإخوان المسلمين .. وقد بدأ ذلك منذ عام 1943 .. وتدريجيا رفض عبد الناصر وبقية الضباط هذه التبعية فانسحب عبد المنعم عبد الرءوف من لجنة قيادة الضباط الأحرار وحل محله عبد الحكيم عامر عن سلاح المشاة ،وكان لهذا الخلاف جذور ،ومن مظاهره ما حدث عندما قام جمال عبد الناصر وعبد المنعم عبد الرءوف وأبو المكارم عبد الحي وكمال حسين بزيارة السندي بمستشفى قصر العيني – وكان محبوسا في قضية السيارة الجيب - وكان بين الزائرين خلاف كبير في الرأي .. فجمال عبد الناصر يقول إن منهج الإخوان طويل طويل ولا يوصل إلى شيء ،فما جدوى أن تجمع الضباط في مجموعات لحفظ القرآن والحديث ودراسة السيرة ..إلخ ،وما ضرنا لو انضم إلينا ضابط وطني من غير دين الإسلام؟ وهكذا أصبح جمال عبد الناصر – وباعتراف قادة الإخوان – هو الشخص الوحيد الذي أشرف على تنظيم الضباط الأحرار بعد حرب فلسطين عام 1948 وكان يعرف الضباط كلهم واحدا واحدا وفي يده كل خيوط التنظيم.
وأمسك عبد الناصر في يده منذ عام 1950 بكل أمور التنظيم السري واستطاع ابتداء من هذا التاريخ إقناع الضباط المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين بعدم الاتصال بالإخوان خشية اكتشاف الحركة.

حادثةالمنشية كما يرويها القرضاوي


(في 4 أكتوبر زار "يوسف طلعت" الهضيبي في الإسكندرية، وأخبره بوجود الكثير من البلبلة واللبس الفكري في الصفوف حول أفضلية ما يجب عمله ونوع ذلك العمل، وطلب من المرشد أن يخرج على الناس، حتى يوضح الأمر، ويرفع من الروح المعنوية المتدهورة للجمعية، وقد أجاب الهضيبي أن مكتب الإرشاد يرغب في أن يبقى مختفيا، كما أخبره أنه أحس بالقلق في الأيام القليلة الماضية من خشية احتمال وقوع عنف واغتيال، وأضاف: "إذا أردتم القيام بمظاهرة تؤيدها جميع طبقات الشعب، فذلك هو الصواب"، ومع ذلك فيجب أن تقتصر المظاهرة على المطالبة "بحرية الصحافة، وبمجلس نيابي، وبعرض اتفاقية الجلاء على الشعب"، كما يجب أن تكون "مظاهرة شعبية"، وأكد: أنه يرفض قبول أي "عمل إجرامي"، مؤكدا أنه يعتبر نفسه "بريئا من دم أي شخص كان".

بهذا الوضوح الذي يضاهي شمس الضحى في الظهور، كان جواب المرشد العام الأستاذ الهضيبي عليه رحمة الله، وكان رجلا مستقيم الفكر والسلوك لا يعرف الالتواء، ولا اللعب بالألفاظ، فلا يمكن أن ينسب إليه أحد من المفترين أنه وافق على أي خطة فيها اغتيال. وقد وضح الصبح لذي عينيين.

في هذا الوقت كان هناك شخص واحد، يفكر وحده في علاج هذه القضية ـ قضية علاقة الإخوان بالثورة ـ بطريقته الخاصة. هذا الشخص هو هنداوي دوير المحامي.

وأنا أعرف هنداوي دوير وأعرف نوع تفكيره، فقد لقيته عدة مرات بالمحلة الكبرى، إذ كان يعمل في مصنعها قديما

قبل أن يحصل على ليسانس الحقوق، وينتقل إلى القاهرة، ومن عرف "دوير" عرف أنه رجل ذكي، ورجل مغرور، ورجل متحمس عجول. كما أنه رجل مخلص للدعوة لا يمكن أن يتهم بخيانة أو عمالة للخصوم.

تفكير هنداوي دوير يقوم على أن هذا النظام يعتمد في بقائه على شخص واحد، هو سنده وعموده الأساسي، فإذا سقط هذا الشخص سقط النظام كله، هذا الشخص هو جمال عبد الناصر، وكيف يذهب أو يسقط عبد الناصر عمود النظام الثوري؟ إنه أمر في غاية السهولة: رصاصات يطلقها رامٍ ماهر في صدره، فيخر صريعا، ويخر معه نظامه أيضا.

فهل عجزت جماعة كبرى كالإخوان أن يكون فيها رام ماهر؟ كلا. بل هو موجود، بل هو أقرب ما يكون إليه. إنه في شعبته نفسها. إنه الشاب الرامي الحاذق (النشانجي) محمود عبد اللطيف السباك أو السمكري المعروف.

ما أبسطه من حل، وما أسهله من علاج، لا يحتاج إلى جماعات مسلحة، ولا إلى تدبير انقلاب على نظام الحكم، وما يحتاج إليه من إمكانات وتدبيرات، وما يحوط به من محذورات وتخوفات. بخلاف هذا الحل الذي يقوم على مجرد يد رامية ماهرة وعدة رصاصات!!

ولم يفكر المحامي الذكي المعجب بنفسه: ما العمل إذا أخفق هذا الحل، وفشلت هذه الخطة؟ لم يسمح لنفسه أن يفكر في الوجه المقابل؟ بل افترض النجاح أبدا.

اختار هنداوي دوير محمود عبد اللطيف، وأوهمه أنه مكلف من قيادة الإخوان باغتيال عبد الناصر. ودوير هو رئيسه في شعبة إمبابة، وله عليه حق السمع والطاعة. وكما يقول ريتشارد .ن- ميشل: أمهله ثلاثة أيام ليتخذ قراره.

وفي 19 أكتوبر ـ وهو اليوم الذي أمضى فيه عبد الناصر المعاهدة مع بريطانياـ قبل عبد اللطيف مهمة اغتياله بسبب "ارتكابه الخيانة" بإمضاء المعاهدة التي "ضيعت حقوق البلاد"، ووضعت الخطط للقيام بهذا العمل في نفس اليوم، إلا أن الظروف التي أحاطت بعبد الناصر في الاجتماعات العامة لم تساعد على تنفيذ الخطة بنجاح، وبناء على ذلك فقد أجّل تنفيذها لوقت أكثر ملاءمة.

وفي 24 أكتوبر قام كمال خليفة وكان من أكثر أعضاء مكتب الإرشاد احتراما بزيارة لجمال سالم نائب رئيس الوزراء، وقدم التهنئة للحكومة على إكمالها المفاوضات وإمضائها للمعاهدة، وشاع من مصادر يعتد بها أن الهضيبي قرر إصدار بيان جديد يبين فيه انطباعه الحسن عن المعاهدة، على خلاف انطباعه عن الخطوط الرئيسية السابقة للاتفاق، واستمرت "لجنة الاتصال مع الحكومة" في جهودها لرأب الصدع. وفي عصر يوم 26 أكتوبر كان أحد أعضاء مكتب الإرشاد، في مكتب أنور السادات ليطلب تحديد موعد مع رئيس الوزراء لحل بعض المشاكل القائمة، وفي نفس الوقت زار عبد العزيز كامل أحد الأعضاء البارزين في الجماعة ورئيس قسم الأسر منزل صديقه هنداوي دوير[1]الذي كان زميلا له في شعبة إمبابة بقسم القاهرة، ولم يذكر دوير لعبد العزيز كامل آنئذ أنه عمل على إرسال عبد اللطيف إلى الإسكندرية في صباح ذلك اليوم كجزء من المؤامرة الإرهابية.

وفي المساء حيث وقف عبد الناصرأمام جموع حاشدة، ليذكر مصر وجهوده الوطنية الشخصية، وليحتفل بنتائجها التي تجلت في اتفاقية الجلاء، أطلقت عليه النار ثماني مرات، وتوقف رئيس الوزراء لحظة ستظل ذكراها الحزينة باقية لأمد طويل، وقطع خطابه حينما دوت الطلقات النارية، ثم استأنف الكلام، وقد تمكن وحده من حفظ النظام حينما اخترق أثر هذه الرصاصات نفوس الجماهير، ولم تمض ساعات حتى أذيعت كلمات عبد الناصر في تلك اللحظة وتكررت إذاعتها في القاهرة ومنها إلى سائر العالم العربي. قال عبد الناصر:

"أيها الشعب ... أيها الرجال الأحرار... جمال عبد الناصر من دمكم، ودمي لكم، سأعيش من أجلكم، وسأموت في خدمتكم، سأعيش لأناضل من أجل حريتكم وكرامتكم. أيها الرجال الأحرار... أيها الرجال... حتى لو قتلوني فقد وضعت فيكم العزة، فدعوهم ليقتلوني الآن، فقد غرست في هذه الأمة الحرية والعزة والكرامة، في سبيل مصر وفي سبيل حرية مصر سأحيا، وفي خدمة مصر سأموت

عند ذكر حادثة المنشية المأساوية لابد من التذكير بتصريح مدير المخابرات المصرية آنذاك حسن التهامي في تصريح لجريدة كويتية نهاية الثمانينات. عن زيارة خبير امريكي اوصى ان يتم افتعال حادث اعتداء على عبدالناصر لزيادة شعبيته و اتاحة الفرصة له للقضاء على خصومه الرئيسيين . لا يمكن استثناء هذا التصريح في مثل هذا الحادث الغامض الذي لا يحيط بتفاصيله كثير من قادة الاخوان الذين ارخوا لهذه المرحلة التاريخية . حتى ان بعضهم كان ميالاً لتصديق الرواية الرسمية لأن
هنداوي دوير كان يهدد باغتيال عبد الناصر علانية وعلى رؤوس الاشهاد . واعتقد ان عبدالناصر قد التقط طرف خيط التهديد منه واستطاع الاعتماد على ذلك في تثبيت تهمة محاولة الاغتيال ضد الاخوان .


جمال عبد الناصر بين الشيخ محمد فرغلي والأستاذ محمد حامد أبو النصر قبل أن ينقلب على الإخوان

الخميس، 1 نوفمبر 2012

الشريعة والدستور

الشريعة والدستور .. ========================


صورة: ‏من يقولون "أين كنتم لما كان الإخوان فى السجون عشان الشريعة ولما كان الإخوان بيعملوا 

مظاهرات يرفعوا راية الإسلام هو الحل ... لا يزايد أحد على الله ولا يمن أحد على الله إن تقبل 

الله فهذا بفضله ومنه وإن لم يتقبل فبما كسبت الأيدى ويعف عن كثير ... لكن المرحلة القادمة 

هى اختبار لصدق كل الطوائف مع الله سواء على مستوى السلطة ... المحسوبة على 

الإخوان أو على مستوى الجماعات أو على مستوى الفرد .‏

في مسرحيته التي طارت في الآفاق، وجرت عليها الألسنة في إيطاليا وتداولتها نقلاَ عنها سائر الأمم، يتحدث وليم شكسبير عن تاجر البندقية الطيب [ انطونيو] الذي أراد صديقه المقرب [ باس

انيو] أن يتزوج من الجميلة الثرية [ بورسيا] فلم يستطع بسبب قلة ماله، فلجأ إلى صديقه [ أنطونيو] ليقرضه المال، الذي لم يكن أنطونيو يملكه كذالك ..
...
فلجأ هو الآخر بدوره إلى تاجرِ يهودي جشع يسمّى [ شيلوك]، الذي أقرضه 3000 آلاف جنيه.

وكان العجيب أنه لم يشترط أن تكون الفائدة على القرض مالاَ كما هي عادته في المسرحية، ولكنه اشترط في حال عدم قدرة أنطونيو على دفع القرض أن يدفع له رطلاَ من لحم جسده من أي مكان يختاره شيلوك .. التاجر اليهودي المرابي !


لست أدري ما الذي دفعني على الفور لتذكر شكسبير وروايته فور قرائتي لمقال أ\ وائل عنيم عن الشريعة والدستور، لاسيما عندما ذكر نسباَ عن البطالة والجهل والفقر في المجتمع المصري والديون التي بلغت تريليون دولار ( ألف مليار ) .. ناصحاَ القوى الإسلامية والغير إسلامية إلى التركيز على تلك القضايا التي تمس الشارع أكثر من تركيزها على مسألة الشريعة والدستور ! .. وكأن مانعيش فيه من مصائب ليس أحد أهم أسبابه، أننا ألقينا الشريعة خلف ظهورنا.


في مسرحيته "تاجر البندقية" يرسم شكسبير المبدع صورة حيّة لما يحدث للدول التي تقبل - تحت ضغط الواقع - أن تقترض بالربا من الدول الرأسمالية الأكثر جشعا، فتغرق في الديون وفوائدها، وبدورها تقوم الدول الرأسمالية قبل الإقراض بالتأكد من أن الدول المدينة لن تستطيع رد القرض، لتتمكن بعد ذالك أن تطلب سداد قرضها من لحم الدولة الحي المكشوف !

والذي لا يكون إلا تبعية اقتصادية وسياسية وعسكرية،وهكذا يضاف كل يوم بلد آخر ( مُقترض بالربا ) إلى امبراطورية الدول العظمى، التي تزداد غنى، بينما يزداد الآخرون فقراَ وتبعية وانهزاماَ.

إن أمراَ واحدا مخالفاَ للشريعة كان كافيا لأن نرزح بسببه تحت طائلة الديون التي لا تنتهي .. أليست هذه هي الحقيقة ؟


وبطبيعة الحال .. فبسبب عقلية بعضنا المنهزمة – كما هو حال كل أبناء العالم الثالث – فإن كلامي سوف يعتبر خاطئا مقدما لأنه إنتاجٌ محلي ! .. ولذالك فإني أحيل الجميع لكتاب أحد الخواجات الذي وزع منه أكثر من 500 ألف نسخة في العالم، وتصدر مبيعات الكتب لفترة كبيرة وفق لجرية نيويورك تايمز وهو كتاب [ Confessions of an Economic Hit Man] لجون بيركنز. ليقرأ القصة كاملة ثم يحكم بنفسه على صدق كلامي من عدمه !



إني أذكر هذه القصة ليس لأتفلسف فيها على الذين لا يعرفوها ! ولا لأٌظهر أن عندي اطلاعا ثقافيا مذهلا ! ولكني فقط أردت قبل أن نخوض في الرد، أن نرتب أفكارنا، وأن ننظم عقولنا، وأن ندرك بحق ونحن نفتتح معركة تاريخية في مصر أن قضية الشريعة أكبر بكثير من حكم محكمةَ أو تفسيرِ مبهم أو مادةِ نختلف على حروف الهجاء فيها !



## لقد طرح وائل غنيم عدة نقاط ، لذالك فسوف أقدم للتعقيب بـ 3 حقائق رئيسية أفض بها الاشتباك، ليسهل علينا بعدها الوصول إلى النتائج سريعاَ، ثم أعلق على 3 نقاط ذكرها في مقاله وفي تعليقاته على القرّاء المعترضين عليه.


--------------------------------------------

الحقيقة الأولى :: فشل التيار الإسلامي !
--------------------------------------------
ثمة أطروحة غربية شهيرة لبعض الكتاب المتخصصين في دراسة الحركات الإسلامية، تحدث عنها الراحل حسام تمام في كتاباته، تركز على ما أسموه " فشل تيارات الإسلام السياسي" وتبشّر بمرحلة مابعد الإسلام السياسي.

((أوليفييه روا- جيل كيبيل- باتريك هاني- آلان روسيون )) هم أهم أعمدة تلك الأطروحة الشهيرة، والتي تتلخص في " أن التيارات الإسلامية قد فشلت فشلاَ عظيما في إيجاد البدائل الشرعية التي يتحدثون عنها طوال الوقت ، على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وأنها ليست إلا حركات ( ضد ) فهي ضد الاستعمار، وضد التغريب، وضد الخروج عن العادات والتقاليد.


فإذا نحينا جانباَ الصلاة في الجوامع، والتعطّر بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، والتوقف عن الفساد، فما هو الفارق بين جماعة الإخوان المسلمين وبين التيارات العلمانية في الطرح وليس الشعار ؟


لقد فشل الإسلاميون التقليديون ( الإخوان والسلفيون ) في إفهام الناس الشريعة، وفي شرحها، وفي تقديم رؤية حقيقية عن الدولة الإسلامية الحديثة، وفي إبداع أنظمة سياسية واقتصادية وثقافية استقلالية لها.


فلما دخلوا دنيا السياسة جردتهم السياسة تماما عن مُثلهم، فحصرت بعضهم في الشعار حيث لم يتقدموا عنه خطوة ( السلفية ).

بينما رأى الآخرون أن "يشرعنوا" الواقع بكل مافيه من صحيح وخطأ ( الإخوان ) .. ليصبحوا بسبب ذالك أسرى في يد خصومهم الذين يتحكمون فيهم، ويظهرون عجزهم باسم "المواطنة – الدولة المدنية الحديثة – الديمقراطية – حقوق الإنسان – المواثيق الدولية .. الخ "

وهذا فشل تاريخي كبير تتحمل تبعاته تلك التيارات.. التي يرى أوليفيه روا في كتابة العظيم الصادر عام 1992 ( فشل الإسلام السياسي ) أن إخفاقها هو إخفاق فكري في الدرجة الأولى !

لذالك علينا أن نعلم أننا ونحن نتفاعل مع الواقع، ونتحدث عن تطبيق الشريعة فيه، أننا نعيش في توابع هذا الفشل الرهيب ! وأن هذا الفشل – إلى جانب الخصوم – هو المسئول عن كل ما نحن فيه الآن من إرتباك وتخبط في التنظير والتفكير والتطبيق !

ورغم فشل التيار الإسلامي في صنع البديل .. إلا أن أكثره اليوم متوافق على الحد الأدنى، وعلى بداية صنع تغيير حقيقي وهو أن توجد مادة في الدستور تنص صراحة على سلطة أحكام الإسلام على الدستور.


-------------------------------------------

الحقيقة الثانية :: الشريعة التي لا تعرف
-------------------------------------------
لست أدري كيف يتجرأ بعض رفاق الثورة على الحديث عن تعاليم الله والنبي محمد ( الشريعة ) دون أن يعلموا عنها شيئا – لا أقصد أ\ وائل طبعا –

- بإمكاننا أن نعرف الشريعة باختصار :- أنها تلك الأصول والقواعد المبثوثة في القرآن وفي صحيح السنة، والتي شملت كافة نواحي الحياة المختلفة.

- وبالتالي فإن تطبيقها يمكن أن نقسمه على الطبقات الأربعة ( الفرد – الأسرة – المجتمع – الدولة ).
- كما أن بإمكاننا أيضا أن نقسم مستويات التطبيق لتصبح كالتالي ( الشعار – الأحكام – النظام – السياسات ) .. وهو ما يمكن أن نطلق عليه بـ إعادة هندسة الشريعة.

وماحدث لنا ببساطة :-

أننا جميعا خوطبنا بالشعار فقط ( تطبيق شرع الله ! ) .. وعندما طلبنا التفاصيل ..تحدث لنا كثير من العلماء عن الأحكام ( الموجودة في كتب التراث دون تحديث لأكثرها) ..
وجميع التيارات الإسلامية لم تتحدث أبدا عن النظام ! ..
وبفعل دخولها للسياسة فقد أنتجت لنا سياسات بناء على تلك المفاهيم المرتبكة.

في كتابه يركز -أوليفيه روا - على الديمقراطية كنموذج لفكرة غربية ناجحة، لم يقدم الإسلاميون الذين اختلفوا مع فلسفتها أو آلياتها أو الإثنين معا ! .. على إبداع شيء مختلف عنها، فكان هذا مكمن فشلهم وانتهائهم والتبشير بمرحلة مابعدهم !

وكان من المفترض أن يخرج لنا الإسلاميون نظاما سياسياَ، ثم بناء عليه يقدمون لنا سياسات نستطيع أن نقبلها أو نرفضها.
بهذه الانسيابية يكون تطبيق الشريعة .

فالشعار : إذا لا خلاف عليه كما هو حال المجتمع المصري..

والأحكام : يختلف فيها فقط المتخصصون ..
والنظام : هو محصلة اجتهاد الفنيين والمتخصصين البحتة!! ..
بينما السياسات : هي ما يجوز قبولها بالكلية أو رفضها بالكلية، ويسري عليها قوانين النجاح والفشل .. وهي أرض الخلاف الحقيقي.

إن إغفال هذه الهندسة للشريعة في تفكيرنا هو مايجعلنا عندما نختلف مع سياسات الإسلاميين التقليدين ( كمواقفهم السيئة في الثورة التي كادت أن تغتالها تماما ) يجعلنا نرفض الشعار ثم يتبعه بعد ذالك رفض للأحكام !

دون أن ندرك في الحقيقة أين مكمن الخلل، ودون أن يدفعنا ذالك للاختلاف مع شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ثم رفضها كما هو الواقع الآن !

----------------------------------------------------

الحقيقة الثالثة :: الشريعة مش بس للإسلاميين
----------------------------------------------------
بحسب قول د. ياسر برهامي أحد أعضاء الجمعية التأسيسية فإن أكثر المقترحات التي وصلت للجميعة التأسيسية " 90 % " كانت من أجل الشريعة وتطبيقها، ومن أجل تغيير نص المادة الثانية، فلماذا إذا رفضت الجمعية إقرار كل ذالك؟ ولماذا ترفض القوى المدنية\العلمانية التسليم لإرادة الشعب الذي شعر أخيرا أنه بإمكانه كتابة دستوره بيده؟

إن الصراع السياسي يختلف تماما عن صراع الهوية، ففي الخلافات السياسية تستطيع أن تجيبني بسهولة وبشكل متغير أحيانا عن سؤال ( في أي صف أنت ؟ ) ..

أما في خلاف الهوية فلايكون لك إلا إجابة واحدة على سؤال السائل لك ( ما أنت ؟ ) ..
وإن علينا ان نسلم أن الحاصل الآن هو صراع هوية ، وأنه من الدرجة الصفرية !

صراع بين أن تصبح مصر دولة الفكرة الموحدة المتعددة الثقافات والتي تقبل الخلافات، وبين أن تكون مصر كما كانت طوال أكثر من 100 سنة دولة الأفكار المتعددة المتضاربة المشتتة !

وهذا صراع ليس له علاقة بالإسلاميين أبدا ولايخص الإسلاميين وحدهم .. لذالك فقد سمحت لنفسي بأن أتحدث فيه .

ومن أعظم أدلة كونه صراع على الهوية ، هو أن أكثر مواضيع الدستور لم تنل حظها من المناقشات الموضوعية والاحتاجاج إلا فيما يخص الشريعة! .. وحتى اعتراضات المعترضين – وأنا منهم – لم تتحدث عن المركزية في الدستور الجديد مثلا، أو عن وضع العسكر فيه أو أيا من تلك المواضيع الخطيرة ! رغم أثرها المباشر علينا جميعاَ.



======

المادة 36
======

# دافع أ\ وائل غنيم في التعليقات عن الذين اعترضوا على المادة 68 المعروفة إعلاميا بالمادة 36 التي تتحدث عن المساواة بين الرجل والمرأة ، والتي نصت على كلمة ( دون إخلال بأحكام الشريعة الإسلامية ) قائلاَ أن المعترضين عليها اعترضوا لأن لفظ الشريعة مكرر وقد سبق تقريره..

ولكن الحقيقة غير مايقول الـ أ\وائل !
لقد اعترضت التيارات المدنية\ العلمانية عليها في بيان مسبب نشر في الإعلام حيث اعتبروها مادة تسبب ارتباكاَ في المرجعيات !!

وجاء في البيان المذكورفي البند الرابع (رابعا: أن هذه المادة تتعارض وبشكل أكيد مع إلتزامات مصر بالمواثيق والتعهدات الدولية، وهذا أمر له العديد من التداعيات علي المستوي السياسي والأقتصادي علي المدي القريب والبعيد )


فلماذا حاول أ\وائل تقزيم الخلاف إذا؟!

وهذه القوى المدنية\ العلمانية تتحدث عن مرجعيات الدستور وعن التداعيات في مستويات الحياة المختلفة !

ثم ينهون البيان بدعوة اطلقوها لأعضاء التأسيسية الذين يؤمنون بدولة الموانة والقانون، طالبين منهم الإنسحاب إذا ماتم التصويت بالإيجاب على هذه المادة وذالك (لأعتبارها إنتهاكا صارخا لقيم العدل والمساواة، ونقوصا عن مسيرة الحداثة للأمة المصرية )!!

المصدر : [ جريدة اليوم السابع : القوى المدنية تنتفض ضد المادة 36]


### على الهامش : قد استدل الأستاذ وائل في التعليقات بقصة إلغاء سيدنا عمر بن الخطاب لسهم المؤلفة قلوبهم من الزكاة.. ولست أدري ماذا أراد بالتحديد منها لكن عموما يكفيك أن تعلم أن هؤلاء ( المؤلفة قلوبهم ) كانوا غير موجودين أصلا في عهد سيدنا عمر، وهو ماجعله وقد أقره الصحابة على ذالك فكان إجماعا، وذكر الإمام الشوكاني والطبراني جواز إخراج سهم المؤلفة قلوبهم في حال تغيرت الظروف ووجدت هذه الطائفة!، تماما كما حدث في عهد عمر بن عبد العزيز حيث لم يعد هناك فقراء ولا مساكين فأشترى وزير المالية بأموال الزكاة رقيقاَ و أعتقهم !

المصدر : [ رسالة دكتوراه بعنوان منهج عمر في التشريع الإسلامي د\ محمد البلتاجي حسن]


====================

تفسير المحكمة الدستورية العليا
====================

لن أركز أبداَ على الصياغة القانونية التي لا أحسنها أنا ولا أ\ وائل، وكنت أتمنى أن يتجنب الجدل القانوني لما له من أثر سيء على تضييع الفكرة الرئيسية، تماما كما حدث أثناء أحداث الثورة حيث استطاع مجلس مبارك العسكري تفريغ الثورة باستخدام التتويه القانوني .

ويجب أن نسلم أن خلافنا في الفكرة وليست في الصياغة، ولو كانت في الصياغة فلندع الأمر للمتخصصين يصيغوها كما يرون، ولا أنا ولا أ\وائل من المتخصصين !

ومع ذالك فإن تفسير أ\ وائل غنيم للمبادىء هو تفسير مختلف لتفسير أغلب القوى السياسية التي تتصارع على السلطة وقد تحكمنا في يوم من الأيام!

بل هو تفسير مخالف حتى لتفسير قضاة المحكمة الدستورية العليا الذين استدل ا\ وائل بتفسيرهم !

مثلا : الدكتور تهاني الجبالي وهي – نائبة المحكمة الدستورية العليا – أي كلامها أوثق من كلام أ\ وائل غنيم ، ترى أن :-

" المشروع الدستوري أورد تعبير ( مبادىء الشريعة الإسلامية) لا أحكام الشريعة الإسلامية، ولو قصد النص على أحكام الشريعة لما أعجزه التصريح بذالك في النص، وهو مايعني الإحالة للمبادىء العليا وحدها " !!! ..
المصدر : [ دراسة بعنوان : الإطار الدستوري لتطبيق نص المادة الثانية من الدستور بقلم\ نائبة المحكمة الدستورية !!!]

وهو معنى مختلف تماما عن ما فهمه خاطئا الأستاذ وائل غنيم .

فأين الضامن إذا؟ ولماذا كل هذا العبث ؟ ولماذا البعد عن الصراحة في القضية !

إننا – المسلون المؤمنون بالنبي محمد !- نطالب بنص واضح يجعل الشريعة الإسلامية هي مصدر القوانين الذي لا يعلوه مصدر، وينص بكل صراحة على بطلان كل مايخالفها من نصوص القانون والدستور .. أيّا كان شكل الصياغة القانونية !

وهذا حقنا الكامل ..

وكما أجبرنا القوى المدنية\العلمانية على قبول المادة الثانية بعدما كانت ترفضها تماماَ، وأصبحت الآن الأكثر تمسكاَ بها، فإن علينا أن نزيد في الضغط حتى يقبلوا بالشريعة كاملة، وسوف يفعلون.


=======

هل تعلم ؟!!
=======

# هل تعلم عزيزي القارىء أن أحد أهم أسباب عدم وجود دستور إسرائيلي حتى الآن، هو أن المعسكر الديني في إسرائيل يرى أن التوراة هي الدستور الإلهي، و أنه لا يجوز لدستور دنيوي أن يحل محله !!


هل تعلم أنه بعد سقوط حسني مبارك حدثت انتفاضات محدودة في بعض الدول الاوروبية، وكان من ضمن اللافتات التي رفعت فيها لافتة تقول ( Fight like an Egyptian ) أي ناضل مثل المصريين، تأسيا بشجاعة الشعب المصري في الثورة.

ولذالك أنا أقول للشعب المصري ولشعوب الأمة المنتفضة ( Fight like Jewish ) ناضلوا مثل اليهود في معركة الدستور ..
فإما دستور بالشريعة أو لا دستور مطلقاَ .

أخيرا ::

-------
-------
فقد سعدت وحزنت وأنا اكتب هذا الرد، سعدت لأني أتمنى ان يكون هذا الحوار بداية لتواصل حقيقي في مثل تلك القضايا الحساسة، وحزنت لأني لم أكن أريد أبدا أن أكون في موقف المخالف لشخصِ في مقام وائل غنيم أحد الذين شاء الله لهم أن يفجروا ثورة الأمة العظيمة، ذالك على الرغم أن الرد لم يزحزح مكانته في قلبي.


وإني على يقين أن مصر سوف تخلع يوما ما ثياب الحزن والتخلف والتشرذم تماما كما في مسرحية شكسبير عندما خلع أنطونيو ثوب الحزن الذي اكتسى به طول الرواية ..واستطاع أن يهزم ( شيلوك ) التاجر اليهودي الشرير !!

وانتهت القصة نهاية سعيدة على نغمات الموسيقى، في سفور القمر المطل المضيء على قصر الجميلة ( بورسيا وزوجها المحبوب باسانيو)


وسوف نعيش إن شاء الله حتى نرى ذالك واقعا في حياة الأمة، عندما تستظل جميعها في ظل الشريعة، وتزيح عنها تشريعات ونظم وبقايا الاستعمار.




عيش ..حرية ..عدالة اجتماعية

الله ..الأمة .. شريعة وبس

السبت، 27 أكتوبر 2012

التجربة الجورجية... فى تطهير جهاز الشرطة

=========================
أذا ا رأيت على الطريق السريع بين المطار والعاصمة الجورجية تبليسى، مبنى زجاجيا ضخما، تحيط به الحدائق، فلا تظنه، داراً للأوبرا، أو معرضاً للفن، بل هذا هو المبنى الرئيسى لوزارة
الداخلية الجورجية، قرين (لاظوغلى) فى القاهرة.

اكتمل المبنى الزجاجى منذ 3 سنوات، وجاء ضمن خطة لتحويل جميع المبانى التابعة لوزارة الداخلية إلى (بيوت زجاجية)، وهى المهمة التى تقول الحكومة إنها أنجزت 70% منها حتى الآن.



أمام المبنى الزجاجى العملاق وقف بعض الضباط بالزى الرسمى يدخنون السجائر (حيث التدخين ممنوع فى الداخل)، حتى توقفت سيارة مرسيدس سوداء أمام مدخل الوزارة، لتهبط منها امرأة فى أوائل الثلاثينيات من عمرها، ترتدى فستانا أزرق بسيطاً، ليتكهرب المشهد كله، ويدق الضباط بكعوبهم على الأرض وهم يؤدون التحية العسكرية، التى ردتها السيدة الحامل فى شهرها السادس مع ابتسامة خفيفة ثم توجهت بثقة للمبنى.

كانت تحية الضباط العسكرية، موجهة لـ"إيكاترينا زولادزه"، نائبة وزير الداخلية، المواطنة الجورجية المدنية، التى قادت إعادة هيكلة وزارة الداخلية قبل 6 سنوات، لتنهى عقوداً من (البطش) البوليسى الذى عرفته جورجيا طويلا.
فى الطابق الثانى من المبنى جلست إيكاترينا أو (إيكا) كما ينادونها على أريكة بيضاء تسترجع ذكريات أول أيام القرارات الحاسمة، فبهدوء من يدرك أن عليه اتخاذ خطوات فاصلة فى تاريخ بلاده، قررت (إيكا) فصل 18 ألف شرطى دفعة واحدة، ودون تردد.كان المفصولون هم كامل طاقم إدارة المرور فى الدولة، وكانت إيكا فى السابعة والعشرين من عمرها، ولم يكن قد مضى وقت طويل على التحاقها بالوزارة.

تقول نائبة وزير الداخلية: "لم آت مع الموجة الثورية بل كنت ممن اختارهم الرئيس ومجلس الوزراء فى وقت لاحق حين بحثوا عن أشخاص مؤهلين وليس فقط متحمسين لشغل الوظائف".

"درست الصحافة والقانون فى جورجيا وخرجت للعمل منذ أن كان عمرى 16 عاما وكان ذلك شيئاً نادراً فى وقتها ولكن الظروف كانت صعبة. فمع انهيار الاتحاد السوفيتى خسر والداى وظيفتيهما. كانت الأزمة الاقتصادية طاحنة، ولكن القليل من الإنجليزية والقليل من الكمبيوتر كانا يكفيان لتأمين وظيفة لى فى سوق العمل".

عملت إيكا فى القطاع الخاص، ثم فى مؤسسات دولية غير حكومية وكانت مسؤولة عن مشروع كبير.. "وذات يوم حدثت أزمة بين المجتمع المدنى والحكومة وسمع المسؤولون عن طريقة إدارتى للأزمة فاتصلوا بى وعرضوا على الوظيفة، ولم يكن لدى أى علاقة بالحكومة وقتها. وبقدر ما كان الأمر مخيفا.. وبقدر ما كانت المخاطرة صعبة، قلت لنفسى إذا كنت أريد أن أكون جزءاً من التغيير للأفضل فعلى ألا أمارس النقد من الخارج، بل أشارك وأحاول المساهمة".

ربما كانت تجربة رائعة "لإيكا" ولكنها لم تكن كذلك لـ18 ألف شرطى وعائلاتهم، فذات صباح أصدرت "إيكا" قراراً بحل جهاز شرطة المرور بالكامل وظلت البلاد ما يزيد على شهر دون شرطى مرور واحد.. تقول: "كان قرارا صعبا وكنا خائفين.. كانوا مسلحين ويعرفون بعضهم بعضا كما كانت لديهم علاقات بالمجرمين والخارجين على القانون ولكن فى نفس الوقت كان يجب التخلص منهم".

تضيف (ناتو جافاخشجيلى) رئيسة قسم تحليل البيانات بوزارة الداخلية: "نعم كان هناك فراغ ولكن الغريب أن نسبة الحوادث والمخالفات انخفضت بشدة فى تلك الفترة".

قرار البدء بإدارة المرور، واتخاذ إجراء حاسم بهذا الشكل، كانت له أبعاد أخرى لدى نائبة وزير الداخلية: "اخترنا شرطة المرور لأن الشعب يتعامل معهم يوميا ويعرف مدى فسادهم.. كان جهازا قبيحا.. كانوا يحصلون الإتاوات ليس فقط من السائقين بل من المشاة أيضا.. كانوا يرتدون زيا باليا ويركبون سيارات رديئة ويتعاملون مع المواطنين بفجاجة.. لم يكن ممكنا أن تكون تلك هى صورة الشرطى، وبصراحة شديدة كنا نبحث عن قصة نجاح نحتاجها لأنفسنا كحكومة جديدة وضعيفة، نقدمها للشعب ولباقى أفرع الشرطة كى يروا أن التغيير ممكن بالفعل. واستلزم الأمر ما يزيد قليلا عن الشهر لنستبدل شرطة المرور بجهاز جديد تماما سميناه (شرطة الدورية)".

خلال هذا الشهر بدأت عملية إصلاح أكاديمية الشرطة الجورجية، ومناهج التدريس، وبالتوازى قامت الوزارة بالإعلان عن وظائف شاغرة وتقدم آلاف المدنيين الذين خضعوا لاختبارات بدنية ونفسية ومعرفية ومقابلات شخصية لاختيار المؤهلين منهم، مقابلة تختلف جذريا عن (كشف الهيئة)، فحسب "إيكا" كان الهدف من المقابلة أن "يتحدد فيها المعيار الأخير وهو الأهم فى نظرنا: أن يكون لدى المتقدم الرغبة فى خدمة الآخرين وليس أن يُخدم هو".

بعد نحو شهر خرج الكيان الجديد (شرطة الدورية) إلى الشارع ليبدأ مهمته الميدانية للمرة الأولى، تقول نائبة وزير الداخلية: "حدثت صدمة للناس.. فالشرطة ترتدى زيا جديدا وتركب سيارات جديدة وتتعامل بطريقة مهنية ومحترمة. فى البداية ظن الناس أنها خدعة أو برنامج تليفزيونى. كانت الشرطة أشبه بكائنات هبطت من المريخ، فكيف تكون هناك شرطة لا تطلب الرشوة ولا تقبلها إذا عُرِضَت عليها؟".

ما حدث فى يوم واحد مع شرطة المرور حدث بالتدريج فى قطاعات عديدة فى الدولة، دون اعتبارات شخصية، فحتى والدا "إيكا" لم يفلتا من مقصلة التغيير الثورى: "نحن حكومة صغيرة وبيروقراطية صغيرة.. نؤمن أن بيروقراطية صغيرة، ومرنة، وكفء، تخدم البلاد.. ولكن البيروقراطية الكبيرة والمزدحمة تصبح كسولة مع الوقت وتسبب المشاكل للشعب وللدولة، وخلال الإصلاح شعر الكثير من الناس بأنه تم التخلى عنهم، وهذه تكلفة لا يمكن تجنبها، ومن بين من دفعوا ثمنها والدى وجيله كله.. هم ليسوا أقل وطنية منى، بل لديهم خبرات ومستوى تعليم أفضل منى، وقضوا عمرهم يحلمون بالحياة فى دولة ديمقراطية، لكن السبب الذى يجعلنى حاليا فى الحكومة وليس هم لم يكن حرب أجيال، لكنها كانت حرب طموح، فجيل أبى لم يكن يؤمن بأن التغيير ممكن، وإذا أردت التغيير فيجب أن تؤمن به".

بعد آخر لخطة تطهير جهاز الشرطة الجورجى يضيفه رفاييل جلوكسمان، مستشار رئيس الجمهورية: "نصحنا الخبراء الأمريكيون بالإصلاح التدريجى وحذرونا من خطورة التغيير الفورى، الآن وبعد مرور كل هذه السنوات نحن سعداء أننا لم نستمع لهم وإلا ما كنا سنحقق ما نحن فيه حاليا.. كانت الحكومة وليدة والثورة كذلك وكان يجب أن نقدم للناس شيئا ملموسا يتعلق بحياتهم ويرضيهم".

وعن إمكان التعاون مع مصر تقول إيكا: "إذا دعينا للتعاون مع مصر سيكون شرفاً لنا.. نحن مبهورون بالثورة المصرية وهى تبعث فينا الأمل وتحيى فينا ذكريات ثورتنا، وندرك أن التحدى بالنسبة لمصر أكبر من التحديات التى واجهناها"
http://www.youtube.com/watch?v=1A6nAnIHvGg
صورة: التجربة الجورجية... فى تطهير جهاز الشرطة
=========================
أذا ا رأيت على الطريق السريع بين المطار والعاصمة الجورجية تبليسى، مبنى زجاجيا ضخما، تحيط به الحدائق، فلا تظنه، داراً للأوبرا، أو معرضاً للفن، بل هذا هو المبنى الرئيسى لوزارة الداخلية الجورجية، قرين (لاظوغلى) فى القاهرة.

اكتمل المبنى الزجاجى منذ 3 سنوات، وجاء ضمن خطة لتحويل جميع المبانى التابعة لوزارة الداخلية إلى (بيوت زجاجية)، وهى المهمة التى تقول الحكومة إنها أنجزت 70% منها حتى الآن.



أمام المبنى الزجاجى العملاق وقف بعض الضباط بالزى الرسمى يدخنون السجائر (حيث التدخين ممنوع فى الداخل)، حتى توقفت سيارة مرسيدس سوداء أمام مدخل الوزارة، لتهبط منها امرأة فى أوائل الثلاثينيات من عمرها، ترتدى فستانا أزرق بسيطاً، ليتكهرب المشهد كله، ويدق الضباط بكعوبهم على الأرض وهم يؤدون التحية العسكرية، التى ردتها السيدة الحامل فى شهرها السادس مع ابتسامة خفيفة ثم توجهت بثقة للمبنى.

كانت تحية الضباط العسكرية، موجهة لـ"إيكاترينا زولادزه"، نائبة وزير الداخلية، المواطنة الجورجية المدنية، التى قادت إعادة هيكلة وزارة الداخلية قبل 6 سنوات، لتنهى عقوداً من (البطش) البوليسى الذى عرفته جورجيا طويلا.
فى الطابق الثانى من المبنى جلست إيكاترينا أو (إيكا) كما ينادونها على أريكة بيضاء تسترجع ذكريات أول أيام القرارات الحاسمة، فبهدوء من يدرك أن عليه اتخاذ خطوات فاصلة فى تاريخ بلاده، قررت (إيكا) فصل 18 ألف شرطى دفعة واحدة، ودون تردد.كان المفصولون هم كامل طاقم إدارة المرور فى الدولة، وكانت إيكا فى السابعة والعشرين من عمرها، ولم يكن قد مضى وقت طويل على التحاقها بالوزارة.

تقول نائبة وزير الداخلية: "لم آت مع الموجة الثورية بل كنت ممن اختارهم الرئيس ومجلس الوزراء فى وقت لاحق حين بحثوا عن أشخاص مؤهلين وليس فقط متحمسين لشغل الوظائف".

"درست الصحافة والقانون فى جورجيا وخرجت للعمل منذ أن كان عمرى 16 عاما وكان ذلك شيئاً نادراً فى وقتها ولكن الظروف كانت صعبة. فمع انهيار الاتحاد السوفيتى خسر والداى وظيفتيهما. كانت الأزمة الاقتصادية طاحنة، ولكن القليل من الإنجليزية والقليل من الكمبيوتر كانا يكفيان لتأمين وظيفة لى فى سوق العمل".

عملت إيكا فى القطاع الخاص، ثم فى مؤسسات دولية غير حكومية وكانت مسؤولة عن مشروع كبير.. "وذات يوم حدثت أزمة بين المجتمع المدنى والحكومة وسمع المسؤولون عن طريقة إدارتى للأزمة فاتصلوا بى وعرضوا على الوظيفة، ولم يكن لدى أى علاقة بالحكومة وقتها. وبقدر ما كان الأمر مخيفا.. وبقدر ما كانت المخاطرة صعبة، قلت لنفسى إذا كنت أريد أن أكون جزءاً من التغيير للأفضل فعلى ألا أمارس النقد من الخارج، بل أشارك وأحاول المساهمة".

ربما كانت تجربة رائعة "لإيكا" ولكنها لم تكن كذلك لـ18 ألف شرطى وعائلاتهم، فذات صباح أصدرت "إيكا" قراراً بحل جهاز شرطة المرور بالكامل وظلت البلاد ما يزيد على شهر دون شرطى مرور واحد.. تقول: "كان قرارا صعبا وكنا خائفين.. كانوا مسلحين ويعرفون بعضهم بعضا كما كانت لديهم علاقات بالمجرمين والخارجين على القانون ولكن فى نفس الوقت كان يجب التخلص منهم".

تضيف (ناتو جافاخشجيلى) رئيسة قسم تحليل البيانات بوزارة الداخلية: "نعم كان هناك فراغ ولكن الغريب أن نسبة الحوادث والمخالفات انخفضت بشدة فى تلك الفترة".

قرار البدء بإدارة المرور، واتخاذ إجراء حاسم بهذا الشكل، كانت له أبعاد أخرى لدى نائبة وزير الداخلية: "اخترنا شرطة المرور لأن الشعب يتعامل معهم يوميا ويعرف مدى فسادهم.. كان جهازا قبيحا.. كانوا يحصلون الإتاوات ليس فقط من السائقين بل من المشاة أيضا.. كانوا يرتدون زيا باليا ويركبون سيارات رديئة ويتعاملون مع المواطنين بفجاجة.. لم يكن ممكنا أن تكون تلك هى صورة الشرطى، وبصراحة شديدة كنا نبحث عن قصة نجاح نحتاجها لأنفسنا كحكومة جديدة وضعيفة، نقدمها للشعب ولباقى أفرع الشرطة كى يروا أن التغيير ممكن بالفعل. واستلزم الأمر ما يزيد قليلا عن الشهر لنستبدل شرطة المرور بجهاز جديد تماما سميناه (شرطة الدورية)".

خلال هذا الشهر بدأت عملية إصلاح أكاديمية الشرطة الجورجية، ومناهج التدريس، وبالتوازى قامت الوزارة بالإعلان عن وظائف شاغرة وتقدم آلاف المدنيين الذين خضعوا لاختبارات بدنية ونفسية ومعرفية ومقابلات شخصية لاختيار المؤهلين منهم، مقابلة تختلف جذريا عن (كشف الهيئة)، فحسب "إيكا" كان الهدف من المقابلة أن "يتحدد فيها المعيار الأخير وهو الأهم فى نظرنا: أن يكون لدى المتقدم الرغبة فى خدمة الآخرين وليس أن يُخدم هو".

بعد نحو شهر خرج الكيان الجديد (شرطة الدورية) إلى الشارع ليبدأ مهمته الميدانية للمرة الأولى، تقول نائبة وزير الداخلية: "حدثت صدمة للناس.. فالشرطة ترتدى زيا جديدا وتركب سيارات جديدة وتتعامل بطريقة مهنية ومحترمة. فى البداية ظن الناس أنها خدعة أو برنامج تليفزيونى. كانت الشرطة أشبه بكائنات هبطت من المريخ، فكيف تكون هناك شرطة لا تطلب الرشوة ولا تقبلها إذا عُرِضَت عليها؟".

ما حدث فى يوم واحد مع شرطة المرور حدث بالتدريج فى قطاعات عديدة فى الدولة، دون اعتبارات شخصية، فحتى والدا "إيكا" لم يفلتا من مقصلة التغيير الثورى: "نحن حكومة صغيرة وبيروقراطية صغيرة.. نؤمن أن بيروقراطية صغيرة، ومرنة، وكفء، تخدم البلاد.. ولكن البيروقراطية الكبيرة والمزدحمة تصبح كسولة مع الوقت وتسبب المشاكل للشعب وللدولة، وخلال الإصلاح شعر الكثير من الناس بأنه تم التخلى عنهم، وهذه تكلفة لا يمكن تجنبها، ومن بين من دفعوا ثمنها والدى وجيله كله.. هم ليسوا أقل وطنية منى، بل لديهم خبرات ومستوى تعليم أفضل منى، وقضوا عمرهم يحلمون بالحياة فى دولة ديمقراطية، لكن السبب الذى يجعلنى حاليا فى الحكومة وليس هم لم يكن حرب أجيال، لكنها كانت حرب طموح، فجيل أبى لم يكن يؤمن بأن التغيير ممكن، وإذا أردت التغيير فيجب أن تؤمن به".

بعد آخر لخطة تطهير جهاز الشرطة الجورجى يضيفه رفاييل جلوكسمان، مستشار رئيس الجمهورية: "نصحنا الخبراء الأمريكيون بالإصلاح التدريجى وحذرونا من خطورة التغيير الفورى، الآن وبعد مرور كل هذه السنوات نحن سعداء أننا لم نستمع لهم وإلا ما كنا سنحقق ما نحن فيه حاليا.. كانت الحكومة وليدة والثورة كذلك وكان يجب أن نقدم للناس شيئا ملموسا يتعلق بحياتهم ويرضيهم".

وعن إمكان التعاون مع مصر تقول إيكا: "إذا دعينا للتعاون مع مصر سيكون شرفاً لنا.. نحن مبهورون بالثورة المصرية وهى تبعث فينا الأمل وتحيى فينا ذكريات ثورتنا، وندرك أن التحدى بالنسبة لمصر أكبر من التحديات التى واجهناها"
http://www.youtube.com/watch?v=1A6nAnIHvGg‏

التنين ذو الراسين<<< الصوفية والرافضة>>>

أوجه الشبه بينهما

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
إن الخبير بحقيقة التصوف والتشيع, يرى أنهما وجهان لعملة واحدة, فهما ينبعان من عين واحدة, ويسعيان إلى نهاية واحدة -في الجملة- ويشتركان في تصورات وعقائد متشابهة في كثير من الأحيان, ومن ذلك:
أولاً: ادعاء العلوم الخاصة:
يدعي الشيعة أن عندهم علوماً خاصة ليست مبذولة لعامة المسلمين, وينسبونها لأهل البيت, ومن ذلك: ادّعاؤهم أنَّ لديهم مصحف فاطمة الذي يعدل القران الذي بأيدي المسلمين ثلاث مرات, وليس منه في القران الموجود حرف واحد, ويزعمون أن محمداً بعث بالتنزيل, وأن علياً بعث بالتأويل.
وعلى هذا المنوال نسج كثير من الصوفية, فزعموا أن عندهم علم الحقيقة, وعند غيرهم علم الشريعة, وأن الله حباهم بعلوم لدنية, بينما أهل الظاهر يأخذون علمهم عن الأموات, حتى قال كبيرهم البسطامي: "خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله".
وبهذا يتضح التطابق بين التصوف والتشيع في مسألة العلم الباطني.
ثانياً: ألقى الشيعة على أئمتهم هالة التقديس:
حيث نسبوا إليهم منزلةً فوق منزلة الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين, كما قال الخميني: "من ضروريات مذهبنا: أن لأئمتنا مقاما لايبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل".
بل زاد الخميني نكداً, فأعطاهم بعض صفات رب العالمين, فقال: "وإنهم يتحكمون في ذرات هذا الكون" وهذه الصفات أطلقها الصوفيون على من سموهم الأولياء, فقد جعلوهم المتصرفون في الكون أعلاه وأسفله, ويعلمون الغيب, ولذلك اخترعوا ديواناً للأقطاب والأوتاد والأبدال؛ ليدير شئون الكون من خلال قراراته. [منقول من الساحات].
يقول أحمد بن مبارك السلجماسي المغربي في وصف الديوان الباطني الصوفي: "سمعت الشيخ رضي الله عنه -يعني: عبد العزيز الدباغ- يقول: "الديوان يكون بغار حراء الذي كان يتحنث فيه الرسول صلى الله عليه وسلم,قبل البعثة, فيجلس الغوث خارج الغار ومكة خلف كتفه الأيمن والمدينة أمام ركبته اليسرى, وأربعة أقطاب عن يمينه, وهم مالكية على مذهب مالك بن أنس رضي الله عنه, وثلاثة أقطاب عن يساره, واحد من كل مذهب, ومن المذاهب الأخرى,والوكيل أمامه, ويمينه قاضي الديوان, وهو في هذا الوقت مالكي أيضا من بني خالد القاطنين بناحية البصرة واسمه سيدي محمد بن عبد الكريم البصراوي, ومن الوكيل يتكلم الغوث, لذلك يسمى وكيلا لأنه ينوب في الكلام عن جميع من في الديوان".
قال والتصرف للأقطاب السبعة على أمر الغوث, وكل واحد من الأقطاب السبعة على أمر الغوث, وكل واحد من الأقطاب السبعة تحته عدد مخصوص يتصرفون تحته... إلى أن قال: "ولهم التصرف في العوالم كلها السفلية والعلوية, وحتى في الحجب السبعين وحتى في عالم الرقا, وهو ما فوق الحجب السبعين, فهم الذين يتصرفون فيه وفي أهله, وفي خواطرهم وما تهمس به ضمائرهم, فلا يهمس في خاطر واحد منهم شيء إلا بأذن الله أهل التصرف رضي الله عنهم أجمعين.
وإن كان هذا في عالم الرقا الذي هو فوق السبعين التي هي فوق العرش فما ظنك بغيره من العوالم.
ثالثاً: القول بأن للدين باطناً وظاهراً:
لقد اتفق الشيعة وربائبهم اللاتي في حجورهم من المتصوفة على زعم باطل, وإفك قاتل, أن للدين ظاهراً وباطناً, فالباطن هو المراد على الحقيقة, ولا يعلمه إلا الأئمة والأولياء, والظاهر هو المتبادر من النصوص ويفهمه العامة.
رابعا: تقديس القبور:
تقديس القبور وزيارة المشاهد ركن من أركان المعتقد الشيعي, فالشيعة هم أول من بنى المشاهد على القبور, وجعلوه شعاراً لهم، وجاءت الصوفية وجعلوا أهم شعائرهم زيارة القبور, وبناء الأضرحة, والطواف بها, والتبرك بأحجارها والاستغاثة بأصحابها كما هو معلوم ومشاهد والله المستعان.
وهذه الصلة بين التصوف والتشيع أمر أقر به المؤرخون, فقد قال ابن خلدون في مقدمته: "ثم إن هؤلاء المتأخرين من المتصوفة المتكلمين في الكشف وفيما وراء الحس, توغلوا في ذلك, فذهب كثير منهم إلى الحلول, والوحدة كما أشرنا إليه وملئوا الصحف منه مثل الهروي في كتاب المقامات له وغيره وتبعهم ابن عربي وابن سبعين وتلميذهما ابن العفيف, وابن الفارض, والنجم الإسرائيلي في قصائدهم, وكان سلفهم مخالطين للإسماعيلية المتأخرين من الرافضة الدائنين أيضا بالحلول وإلهية الأئمة مذهبا لم يعرف لأولهم.
فأشرب كل واحد من الفريقين مذهب الآخر, واختلط كلامهم وتشابهت عقائدهم, وظهر في كلام المتصوفة القول بالقطب, ومعناه رأس العارفين يزعمون أنه لا يمكن أن يساويه أحد في مقامه في المعرفة حتى يقبضه الله, ثم يورث مقامه لآخر من أهل العرفان.
وقد أشار إلى ذلك ابن سينا في كتاب الإشارات في فصول التصوف منها, فقال: جل جناب الحق أن يكون شرعه لكل وارد, أو يطلع عليه الواحد بعد الواحد" وهذا الكلام لا تقوم عليه حجة عقلية ولا دليل شرعي وإنما هو من أنواع الخطابة, وهو بعينه ما تقوَّل الرافضة, ودانو به, ثم قال بترتيب وجود الأبدال بعد هذا القطب كما قاله الشيعة في النقباء حتى إنهم لما أسندوا لباس خرقة التصوف ليجعلوه أصلاً لطريقتهم وتخليهم رفعوه إلى علي رضي الله عنه وهو في هذا المعنى أيضاً, وإلا فعلي رضي الله عنه لم يختص من بين الصحابة بتخلية أو طريقة في لباس ولا مال, بل كان أبو بكر وعمر رضي الله عنهم أزهد الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثرهم عبادة, ولم يختص أحد منهم في الدين بشيء يؤثر عنه في الخصوص, بل كان الصحابة كلهم أسوة في الدين والزهد والمجاهدة
يشهد لذلك من كلام هؤلاء المتصوفة في أمر الفاطمي وما شحنوا كتبهم في ذلك مما ليس لسلف المتصوفة فيه كلام بنفي أوإثبات, وإنما هو مأخوذ من كلام الشيعة الرافضة ومذاهبهم في كتبهم والله يهدي إلى الحق". [انتهى كلام ابن خلدون رحمه الله].
ولقد صنف الدكتور كامل الشيبي الصلة بين التصوف والتشيع كتاباً أثبت فيه بدلائل تاريخية هذه الصلة الوثيقة.
ولم تقتصر الصلة بين التصوف والتشيع على الأقوال بل تعدت إلى الأفعال, حيث عملا مشتركين على هدم الدولة الإسلامية وتعاونا مخلصين مع أعدائها,وفتحا مصرين ثغور المسلمين لهم.
خامسا: لا وجود لعلم التوحيد في كل من الديانتين الصوفية والشيعية.
سادساً: لا يكفر أتباع هاتين الديانتين بعضهما بعضا.
سابعاً: موالاة كلاً من أتباع هاتين الديانتين لليهود والنصارى ومعاونتهم لهم ضد المسلمين.
ثامناً: تواطؤ كلا من هاتين الديانتين على محاربة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذه بعض الصلات بين التصوف والتشيع فلا تستغربوا يا إخوان إذا تحول شخص من الصوفية الى التشيع لتقارب مناهجهم ومواردهم.
وكلنا يعرف (التيجاني) الذي كان شيخاً ومرجعاً عند الصوفية وكيف تحول من التصوف إلى التشيع وألف كتاباً اسماه: (ثم اهتديت). وفي الحقيقة هو لم يهتدي إلى الحق, بل إلى الضلال, بل زاد ضلالاً فوق الضلال, فقد كان يعبد القبور حين كان صوفياً والآن صار يعبد القبور ويسب الصحابة.
والناظر إلى حال الصوفية والشيعة في المجلس اليوم يجدهم يداً واحدة على أهل السنة.
لكن السؤال: لماذا كل هذا الحقد الدفين على أهل السنة وتكالب أعداء التوحيد على أهل التوحيد؟ وما هو العامل المشترك الذي جمعهم صفاً صفاً بهذا الحال؟
من قرأ في التاريخ وجد أن صلة الصوفية بالتشيع شيء مؤكد، فمرجعهم دائماً من الصحابة هو علي بن أبي طالب أو الحسن بن علي رضي الله عنهما(الذي هو أول الأقطاب عندهم) وقالت الصوفية بالقطب والأبدال وهذا من اثر الإسماعيلية والشيعة.
وعوامل نشأة الفرقتين وطبيعة كل منهما توجب أن يقترب التشيع والتصوف، فأهل فارس هم أكثر الناس تصوفا بين الأمم الإسلامية وقد أخذ الصوفية فكرة الحياة المستمرة لبعض الأشخاص من الشيعة الذين يقولون بمهديه فلان أو فلان وأنه حي إلى الآن قال ابن حزم: "وسلك في سبيل بعض نوكى الصوفية فزعموا أن الخضر وإلياس عليهما السلام حيان إلى اليوم".
كما أخذ الصوفية مسألة عصمة الولي من الشيعة الذين يقولون بعصمة الأئمة ولكنهم أخفوها فترة من الزمن فسموها(الحفظ) ثم صرح بها القشيري فقال: "واعلم من أجل الكرامات التي تكون للأولياء دوام التوفيق للطاعات والعصمة عن المعاصي والمخالفات ويجوز أن يكون في جملة الكرامات ولي الله أن يعلم أنه ولي".
ومن الموافقات الغريبة بين الصوفية والشيعة أن كل زعماء الطرق الصوفية يرجع إلى علي بن أبي طالب ويتوارثون زعامة الطريقة كالإمامة عند الشيعة وإذا كانت المشيخة هي محصول المجاهدة والسلوك فهل ولد الشيخ يجب أن يكون شيخاً.
يتبع إن شاء الله تعالى:
عند الشيعة: الوصي أفضل من النبي.
عند الصوفية: الولي أفضل من النبي.

عند الشيعة: أفضل الأوصياء يسمى خاتم الأوصياء.
عند الصوفية: أفضل الأولياء يسمى خاتم الأولياء.

عند الشيعة: الانتساب في دعواهم إلى أهل البيت.
عند الصوفية: الانتساب في دعواهم إلى أهل البيت.

عند الشيعة: الأئمة يوحى إليهم.
عند الصوفية: الأولياء يوحى إليهم.

عند الشيعة: الأئمة يعلمون الغيب.
عند الصوفية: الأولياء يعلمون الغيب.

عند الشيعة: الأئمة يتصرفون في الكون.
عند الصوفية: الأولياء يتصرفون في الكون.

عند الشيعة: يجوز دعاء الأئمة والذبح لهم والاستغاثة بهم.
عند الصوفية: يجوز دعاء الأولياء والذبح لهم والاستغاثة بهم.

عند الشيعة: تقديس القبور والأضرحة والغلو فيها وممارسة الشرك حولها.
عند الصوفية: تقديس القبور والأضرحة والغلو فيها وممارسة الشرك حولها.

عند الشيعة: استخدام الغش والكذب في عقائدهم "التقية".
عند الصوفية: استخدام الغش والكذب في عقائدهم "الستر" والكتمان.

عند الشيعة: لا يوجد كتب أو مراجع صحيحة يستندون إليها في عقيدتهم.
عند الصوفية: لا يوجد كتاب أو مرجع للصوفية.

عند الشيعة: متأثرين بالأديان الأخرى مثل اليهودية والمجوسية والنصرانية.
عند الصوفية: متأثرين بالأديان الأخرى مثل اليهودية والنصرانية والبوذية.

عند الشيعة: يجوز في دينهم استخدام السحر وعلم النجوم وتسخير الجن والشعوذة.
عند الصوفية:يجوز في دينهم استخدام السحر وتسخير الجن والشعوذة.

عند الشيعة يجوز تعذيب النفس وضرب الرءوس بالسكاكين وإدخال الآلات الحادة في الجسم.
عند الصوفية: غرز الدبابيس والسكاكين في الجسم واكل الحيات والعقارب.
أوجه الشبه بين الصوفية والرافضة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
إن الخبير بحقيقة التصوف والتشيع, يرى أنهما وجهان لعملة واحدة, فهما ينبعان من عين واحدة, ويسعيان إلى نهاية واحدة -في الجملة- ويشتركان في تصورات وعقائد متشابهة في كثير من الأحيان, ومن ذلك:
أولاً: ادعاء العلوم الخاصة:
يدعي الشيعة أن عندهم علوماً خاصة ليست مبذولة لعامة المسلمين, وينسبونها لأهل البيت, ومن ذلك: ادّعاؤهم أنَّ لديهم مصحف فاطمة الذي يعدل القران الذي بأيدي المسلمين ثلاث مرات, وليس منه في القران الموجود حرف واحد, ويزعمون أن محمداً بعث بالتنزيل, وأن علياً بعث بالتأويل.
وعلى هذا المنوال نسج كثير من الصوفية, فزعموا أن عندهم علم الحقيقة, وعند غيرهم علم الشريعة, وأن الله حباهم بعلوم لدنية, بينما أهل الظاهر يأخذون علمهم عن الأموات, حتى قال كبيرهم البسطامي: "خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله".
وبهذا يتضح التطابق بين التصوف والتشيع في مسألة العلم الباطني.
ثانياً: ألقى الشيعة على أئمتهم هالة التقديس:
حيث نسبوا إليهم منزلةً فوق منزلة الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين, كما قال الخميني: "من ضروريات مذهبنا: أن لأئمتنا مقاما لايبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل".
بل زاد الخميني نكداً, فأعطاهم بعض صفات رب العالمين, فقال: "وإنهم يتحكمون في ذرات هذا الكون" وهذه الصفات أطلقها الصوفيون على من سموهم الأولياء, فقد جعلوهم المتصرفون في الكون أعلاه وأسفله, ويعلمون الغيب, ولذلك اخترعوا ديواناً للأقطاب والأوتاد والأبدال؛ ليدير شئون الكون من خلال قراراته. [منقول من الساحات].
يقول أحمد بن مبارك السلجماسي المغربي في وصف الديوان الباطني الصوفي: "سمعت الشيخ رضي الله عنه -يعني: عبد العزيز الدباغ- يقول: "الديوان يكون بغار حراء الذي كان يتحنث فيه الرسول صلى الله عليه وسلم,قبل البعثة, فيجلس الغوث خارج الغار ومكة خلف كتفه الأيمن والمدينة أمام ركبته اليسرى, وأربعة أقطاب عن يمينه, وهم مالكية على مذهب مالك بن أنس رضي الله عنه, وثلاثة أقطاب عن يساره, واحد من كل مذهب, ومن المذاهب الأخرى,والوكيل أمامه, ويمينه قاضي الديوان, وهو في هذا الوقت مالكي أيضا من بني خالد القاطنين بناحية البصرة واسمه سيدي محمد بن عبد الكريم البصراوي, ومن الوكيل يتكلم الغوث, لذلك يسمى وكيلا لأنه ينوب في الكلام عن جميع من في الديوان".
قال والتصرف للأقطاب السبعة على أمر الغوث, وكل واحد من الأقطاب السبعة على أمر الغوث, وكل واحد من الأقطاب السبعة تحته عدد مخصوص يتصرفون تحته... إلى أن قال: "ولهم التصرف في العوالم كلها السفلية والعلوية, وحتى في الحجب السبعين وحتى في عالم الرقا, وهو ما فوق الحجب السبعين, فهم الذين يتصرفون فيه وفي أهله, وفي خواطرهم وما تهمس به ضمائرهم, فلا يهمس في خاطر واحد منهم شيء إلا بأذن الله أهل التصرف رضي الله عنهم أجمعين.
وإن كان هذا في عالم الرقا الذي هو فوق السبعين التي هي فوق العرش فما ظنك بغيره من العوالم.
ثالثاً: القول بأن للدين باطناً وظاهراً:
لقد اتفق الشيعة وربائبهم اللاتي في حجورهم من المتصوفة على زعم باطل, وإفك قاتل, أن للدين ظاهراً وباطناً, فالباطن هو المراد على الحقيقة, ولا يعلمه إلا الأئمة والأولياء, والظاهر هو المتبادر من النصوص ويفهمه العامة.
رابعا: تقديس القبور:
تقديس القبور وزيارة المشاهد ركن من أركان المعتقد الشيعي, فالشيعة هم أول من بنى المشاهد على القبور, وجعلوه شعاراً لهم، وجاءت الصوفية وجعلوا أهم شعائرهم زيارة القبور, وبناء الأضرحة, والطواف بها, والتبرك بأحجارها والاستغاثة بأصحابها كما هو معلوم ومشاهد والله المستعان.
وهذه الصلة بين التصوف والتشيع أمر أقر به المؤرخون, فقد قال ابن خلدون في مقدمته: "ثم إن هؤلاء المتأخرين من المتصوفة المتكلمين في الكشف وفيما وراء الحس, توغلوا في ذلك, فذهب كثير منهم إلى الحلول, والوحدة كما أشرنا إليه وملئوا الصحف منه مثل الهروي في كتاب المقامات له وغيره وتبعهم ابن عربي وابن سبعين وتلميذهما ابن العفيف, وابن الفارض, والنجم الإسرائيلي في قصائدهم, وكان سلفهم مخالطين للإسماعيلية المتأخرين من الرافضة الدائنين أيضا بالحلول وإلهية الأئمة مذهبا لم يعرف لأولهم.
فأشرب كل واحد من الفريقين مذهب الآخر, واختلط كلامهم وتشابهت عقائدهم, وظهر في كلام المتصوفة القول بالقطب, ومعناه رأس العارفين يزعمون أنه لا يمكن أن يساويه أحد في مقامه في المعرفة حتى يقبضه الله, ثم يورث مقامه لآخر من أهل العرفان.
وقد أشار إلى ذلك ابن سينا في كتاب الإشارات في فصول التصوف منها, فقال: جل جناب الحق أن يكون شرعه لكل وارد, أو يطلع عليه الواحد بعد الواحد" وهذا الكلام لا تقوم عليه حجة عقلية ولا دليل شرعي وإنما هو من أنواع الخطابة, وهو بعينه ما تقوَّل الرافضة, ودانو به, ثم قال بترتيب وجود الأبدال بعد هذا القطب كما قاله الشيعة في النقباء حتى إنهم لما أسندوا لباس خرقة التصوف ليجعلوه أصلاً لطريقتهم وتخليهم رفعوه إلى علي رضي الله عنه وهو في هذا المعنى أيضاً, وإلا فعلي رضي الله عنه لم يختص من بين الصحابة بتخلية أو طريقة في لباس ولا مال, بل كان أبو بكر وعمر رضي الله عنهم أزهد الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثرهم عبادة, ولم يختص أحد منهم في الدين بشيء يؤثر عنه في الخصوص, بل كان الصحابة كلهم أسوة في الدين والزهد والمجاهدة
يشهد لذلك من كلام هؤلاء المتصوفة في أمر الفاطمي وما شحنوا كتبهم في ذلك مما ليس لسلف المتصوفة فيه كلام بنفي أوإثبات, وإنما هو مأخوذ من كلام الشيعة الرافضة ومذاهبهم في كتبهم والله يهدي إلى الحق". [انتهى كلام ابن خلدون رحمه الله].
ولقد صنف الدكتور كامل الشيبي الصلة بين التصوف والتشيع كتاباً أثبت فيه بدلائل تاريخية هذه الصلة الوثيقة.
ولم تقتصر الصلة بين التصوف والتشيع على الأقوال بل تعدت إلى الأفعال, حيث عملا مشتركين على هدم الدولة الإسلامية وتعاونا مخلصين مع أعدائها,وفتحا مصرين ثغور المسلمين لهم.
خامسا: لا وجود لعلم التوحيد في كل من الديانتين الصوفية والشيعية.
سادساً: لا يكفر أتباع هاتين الديانتين بعضهما بعضا.
سابعاً: موالاة كلاً من أتباع هاتين الديانتين لليهود والنصارى ومعاونتهم لهم ضد المسلمين.
ثامناً: تواطؤ كلا من هاتين الديانتين على محاربة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذه بعض الصلات بين التصوف والتشيع فلا تستغربوا يا إخوان إذا تحول شخص من الصوفية الى التشيع لتقارب مناهجهم ومواردهم.
وكلنا يعرف (التيجاني) الذي كان شيخاً ومرجعاً عند الصوفية وكيف تحول من التصوف إلى التشيع وألف كتاباً اسماه: (ثم اهتديت). وفي الحقيقة هو لم يهتدي إلى الحق, بل إلى الضلال, بل زاد ضلالاً فوق الضلال, فقد كان يعبد القبور حين كان صوفياً والآن صار يعبد القبور ويسب الصحابة.
والناظر إلى حال الصوفية والشيعة في المجلس اليوم يجدهم يداً واحدة على أهل السنة.
لكن السؤال: لماذا كل هذا الحقد الدفين على أهل السنة وتكالب أعداء التوحيد على أهل التوحيد؟ وما هو العامل المشترك الذي جمعهم صفاً صفاً بهذا الحال؟
من قرأ في التاريخ وجد أن صلة الصوفية بالتشيع شيء مؤكد، فمرجعهم دائماً من الصحابة هو علي بن أبي طالب أو الحسن بن علي رضي الله عنهما(الذي هو أول الأقطاب عندهم) وقالت الصوفية بالقطب والأبدال وهذا من اثر الإسماعيلية والشيعة.
وعوامل نشأة الفرقتين وطبيعة كل منهما توجب أن يقترب التشيع والتصوف، فأهل فارس هم أكثر الناس تصوفا بين الأمم الإسلامية وقد أخذ الصوفية فكرة الحياة المستمرة لبعض الأشخاص من الشيعة الذين يقولون بمهديه فلان أو فلان وأنه حي إلى الآن قال ابن حزم: "وسلك في سبيل بعض نوكى الصوفية فزعموا أن الخضر وإلياس عليهما السلام حيان إلى اليوم".
كما أخذ الصوفية مسألة عصمة الولي من الشيعة الذين يقولون بعصمة الأئمة ولكنهم أخفوها فترة من الزمن فسموها(الحفظ) ثم صرح بها القشيري فقال: "واعلم من أجل الكرامات التي تكون للأولياء دوام التوفيق للطاعات والعصمة عن المعاصي والمخالفات ويجوز أن يكون في جملة الكرامات ولي الله أن يعلم أنه ولي".
ومن الموافقات الغريبة بين الصوفية والشيعة أن كل زعماء الطرق الصوفية يرجع إلى علي بن أبي طالب ويتوارثون زعامة الطريقة كالإمامة عند الشيعة وإذا كانت المشيخة هي محصول المجاهدة والسلوك فهل ولد الشيخ يجب أن يكون شيخاً.
يتبع إن شاء الله تعالى:
عند الشيعة: الوصي أفضل من النبي.
عند الصوفية: الولي أفضل من النبي.

عند الشيعة: أفضل الأوصياء يسمى خاتم الأوصياء.
عند الصوفية: أفضل الأولياء يسمى خاتم الأولياء.

عند الشيعة: الانتساب في دعواهم إلى أهل البيت.
عند الصوفية: الانتساب في دعواهم إلى أهل البيت.

عند الشيعة: الأئمة يوحى إليهم.
عند الصوفية: الأولياء يوحى إليهم.

عند الشيعة: الأئمة يعلمون الغيب.
عند الصوفية: الأولياء يعلمون الغيب.

عند الشيعة: الأئمة يتصرفون في الكون.
عند الصوفية: الأولياء يتصرفون في الكون.

عند الشيعة: يجوز دعاء الأئمة والذبح لهم والاستغاثة بهم.
عند الصوفية: يجوز دعاء الأولياء والذبح لهم والاستغاثة بهم.

عند الشيعة: تقديس القبور والأضرحة والغلو فيها وممارسة الشرك حولها.
عند الصوفية: تقديس القبور والأضرحة والغلو فيها وممارسة الشرك حولها.

عند الشيعة: استخدام الغش والكذب في عقائدهم "التقية".
عند الصوفية: استخدام الغش والكذب في عقائدهم "الستر" والكتمان.

عند الشيعة: لا يوجد كتب أو مراجع صحيحة يستندون إليها في عقيدتهم.
عند الصوفية: لا يوجد كتاب أو مرجع للصوفية.

عند الشيعة: متأثرين بالأديان الأخرى مثل اليهودية والمجوسية والنصرانية.
عند الصوفية: متأثرين بالأديان الأخرى مثل اليهودية والنصرانية والبوذية.

عند الشيعة: يجوز في دينهم استخدام السحر وعلم النجوم وتسخير الجن والشعوذة.
عند الصوفية:يجوز في دينهم استخدام السحر وتسخير الجن والشعوذة.

عند الشيعة يجوز تعذيب النفس وضرب الرءوس بالسكاكين وإدخال الآلات الحادة في الجسم.
عند الصوفية: غرز الدبابيس والسكاكين في الجسم واكل الحيات والعقارب.

ام تصنع امه

 حكايته مع امه<<<<ام تصنع امه>>>>

 فان النساء شقائق الرجال واذا كان للرسول صلى الله عليه وسلم اصحاب من الذكور فقد

كان له ايضا صحابيات من الاناث هولاء واولئك الذين قال فيهم ابن مسعود رضى الله عنه


\ان الله اختارنى واختار لى اصحابى \فكما ان النجوم زينة للسماء وهدى للناس فى الظلام


كان اصحاب رسول الرجال والنساء كواكب دريه تضى على مر العصور


فان كان الغرب يقول \المراه نصف المجتمع \


فهى فى الاسلام اصل المحتمع كله هى اساس المجتمع اذا كانت صالحه كان المجتمع صالحا والعكس


واذكر هنا اننى منذ فتره كنت اكتب بحث عن علو الهمه


وكانت امامى قصص لكثير من نساء الاسلام اكتب عنها ---


ولكن قصه واحده توقفت معها كثيرا جدا وبحثت عنها ايام وايام


قصة \ام محمد الفاتح \


بحثت مده طويله عن اسم هذه السيده لم اجد لها اسم فى التاريخ وتوقفت حين تذكرت قول


عمر رضى الله عنه حين ذكر له اسماء رجال كانوا من الشهداء ولم يعرفهم قال وهو يبكى الله يعرفهم


ما قصة ام محمد الفاتح الذى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم


"ستفتح القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش جيشها".



ماذا فعلت هذه المراه


ان ام محمد الفاتح كانت تاخذه وهو طفل صغير وقت صلاة الفجر لتريه اسوار القسطنطينيه


ا وتقول انت يا محمد تفتح هذه الاسوار اسمك محمد كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم


والطفل الصغير يقول كيف يا امى افتح هذه المدنيه الكبيره


كانت تقول له بالقران والسلطان والسلاح وحب الناس


وكذلك قامت بتربية هذا الطفل حتى بلغ اعمره 22 سنه ومات ابوه السلطان مراد الثانى


دخلت امه عليه وهو يبكى على ابوه فقالت له انت تبكى فماذا تفعل النساء


قم القسطنطينية، بانتظارك واعداء ابوك فى كل مكان ولنا ان نعلم ان محمد الفاتح بفضل امه كان


عبقرية فذة من عبقريات الإسلام، فلم يكن مجرد فاتح مغوار وقائد عسكري مظفّر، بل كان يجمع بين صفات


القيادة العسكرية الموفقة وبين الثقافة العلمية الرفيعة يقود الجيوش، ويفتح المدن والدول، ويتذوق العلوم والآداب


والفنون بمختلف أنواعها ويقدرها ويرعاها وينشئ ويعمر


فاذا المراه ليست بالف رجل بل بملايين غثاء المسلمين الان


فلو كان النساء كمن ذكرن ------- ------لفضلت النساء على الرجال


وما التانيث لاسم الشمس عيب -----------وما التذكير فخر للهلال

الشاب البطل الصالح محمد الفاتح:

محمد الفاتحهذه صفحات وجيزة عن قائد من أروع قادة الحضارة الإسلامية في القرون الخمسة الأخيرة، إن لم يكن –بحق- هو أعظمهم.
كان شابًّا بُعيد العشرين بقليل.. وكان مسلمًا قبل أن يكون عثمانيًّا.. وكان قد تسلّم قيادة أعظم إمبراطورية إسلامية تقف وحدها مدافعة عن المسلمين بعد سقوط الأندلس، وبعد انهيار خلافة العباسيين.. وبعد أن تداعت آيلة للسقوط دولة المماليك، أبطال موقعة عين جالوت، التي صدّوا فيها الغارة التتارية سنة (658هـ).
وحمل العثمانيون الراية بعد تداعي هذه القوى (أيوبية، وعباسية، ومماليك) فَصَدّوا أوربا، التي كانت قد زحفت على شمال إفريقية (تونس والجزائر ومراكش) بعد سقوط غرناطة سنة (897هـ/ 1492م).
فكان ظهور العثمانيين إنقاذًا من الله للعالم الإسلامي.
***
محمد الفاتح هو السلطان محمد الثاني بن مراد الثاني (855هـ - 1451م)، وهو السلطان السابع في سلسلة آل عثمان، يُلقَّب بالفاتح، وبأبي الخيرات، وقد حكم نحو ثلاثين سنة، كانت خيرًا وبركة على المسلمين.
وتولى حكم الخلافة العثمانية في (16محرم 855هـ - 18 فبراير عام 1451م)، وعمره (22 سنة)، وكان الفاتح شخصية فذَّة، جمعت بين القوة والعدل[1].
وكان (الفاتح) محبًّا للعلماء، يقربهم لمجالسه، وقد تعلم منهم بعض الأحاديث النبوية، التي تثني على فاتح القسطنطينية، ومن ذلك قول رسول الله : "لتفتحن القسطنطينية على يد رجل، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش"[2]. ولهذا كان الفاتح يطمح في أن يكون هو المقصود بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم[3].

تربية محمد الفاتح:

ولقد أثمرت تربية العلماء له حب الإسلام والإيمان، والعمل بالقرآن وسنة سيد الأنام ؛ ولذلك نشأ على حب الالتزام بالشريعة الإسلامية، واتصف بالتُّقى والورع، وكان محبًّا للعلم والعلماء، ومشجعًا على نشر العلوم.
لقد تأثر محمد الفاتح بالعلماء الأفاضل ممن يخالف الأمر السلطاني إذا وجد به مخالفة للشرع، ويخاطبه باسمه، ومن الطبيعي أن يتخرج من تحت يد هؤلاء أناس عظماء كمحمد الفاتح، وأن يكون الفاتح مسلمًا مؤمنًا ملتزمًا بحدود الشريعة، مقيدًا بالأوامر والنواهي معظمًا لها، ومدافعًا عن إجراءات تطبيقها على نفسه أولاً، ثم على رعيته، تقيًّا صالحًا، يطلب الدعاء من العلماء العاملين الصالحين.
وكان الفاتح يميل لدراسة كتب التاريخ، وقد سار على المنهج الذي سار عليه أجداده في الفتوحات؛ ولهذا برز بعد توليه السلطة في الدولة العثمانية بقيامه بإعادة تنظيم إدارات الدولة المختلفة، واهتم كثيرًا بالأمور المالية؛ فعمل على تحديد موارد الدولة، وطرق الصرف منها بشكل يمنع الإسراف والبذخ، أو الترف. وكذلك ركز على تطوير كتائب الجيش، وأعاد تنظيمها، ووضع سجلات خاصة بالجند، وزاد من مرتباتهم، وأمدهم بأحدث الأسلحة المتوفرة في ذلك العصر، وعمل على تطوير إدارة الأقاليم، وأقر بعض الولاة السابقين في أقاليمهم، وعزل من ظهر منه تقصير أو إهمال، وطوَّر البلاط السلطاني، وأمدهم بالخبرات الإدارية والعسكرية الجيدة؛ مما أسهم في استقرار الدولة، والتقدم إلى الأمام.
ولم يكتف السلطان محمد بذلك، بل إنه عمل بجد؛ من أجل أن يتوِّج انتصاراته بفتح القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، والمعقل الاستراتيجي المهم للتحركات الصليبية ضد العالم الإسلامي لفترة طويلة من الزمن، والتي طالما اعتزت بها الإمبراطورية البيزنطية بصورة خاصة والمسيحية بصورة عامة، ومن أجل جعلها عاصمة للدولة العثمانية[4].

الإعداد لفتح القسطنطينية:

الإعداد لفتح القسطنطينيةلقد بذل السلطان (محمد الفاتح) جهودًا خارقة في مجال التخطيط لفتح القسطنطينية، كما بذل جهودًا كبيرة في دعم الجيش العثماني بالقوى البشرية، حتى وصل تعداده إلى قرابة ربع مليون مجاهد. وهو عدد كبير إذا قُورن بجيوش الدول في تلك الفترة، كما عنى بتدريب تلك الجموع على فنون القتال المختلفة، وبمختلف أنواع الأسلحة، التي تؤهلهم للجهاد المنتظر. كما اعتنى الفاتح بإعدادهم إعدادًا معنويًّا قويًّا، وغرس روح الجهاد فيهم، وتذكيرهم بثناء الرسول على الجيش الذي يفتح القسطنطينية، وعسى أن يكونوا هم هذا الجيش المقصود بذلك.
وفي الناحية التكتيكية العسكرية بدأ الفاتح خطوة عملية كبيرة حين صمم على إقامة قلعة (روملي حصار) في الجانب الأوربي على مضيق البسفور في أضيق نقطة منه مقابل القلعة التي أسست في عهد السلطان (بايزيد) في البر الآسيوي.
وقد حاول الإمبراطور البيزنطي إثناء السلطان الفاتح عن عزمه في بناء القلعة مقابل التزامات مالية تعهَّد بها، إلا أن الفاتح أصر على البناء؛ لما يعلمه من أهمية عسكرية لهذا الموقع، حتى اكتملت قلعة عالية ومحصنة، وصل ارتفاعها إلى (82م)، وأصبحت القلعتان متقابلتين، ولا يفصل بينهما سوى (660م) تتحكمان في عبور السفن من شرقي البسفور إلى غربيه، وتستطيع نيران مدافعهما منع أي سفينة من الوصول إلى القسطنطينية من المناطق التي تقع شرقها مثل مملكة طرابزون، وغيرها من الأماكن التي تستطيع دعم المدينة عند الحاجة[5].
كما اعتنى السلطان بتطوير الأسلحة اللازمة لهذه العملية المقبلة، ومن أهمها المدافع، التي أخذت اهتمامًا خاصًّا منه؛ حيث أحضر مهندسًا مجريًّا يُدعى (أوربان) كان بارعًا في صناعة المدافع، فأحسن استقباله، ووفَّر له جميع الإمكانيات المالية والمادية والبشرية، وقد تمكن هذا المهندس من تصميم وتنفيذ العديد من المدافع الضخمة، كان على رأسها المدفع السلطاني المشهور، والذي ذكر أن وزنه كان يصل إلى مئات الأطنان، وأنه يحتاج إلى مئات الثيران القوية لتحريكه.
كما أعطى الفاتح عناية خاصة بالأسطول العثماني؛ حيث عمل على تقويته، وتزويده بالسفن المختلفة ليكون مؤهلاً للقيام بدوره في الهجوم على القسطنطينية، وهي مدينة بحرية لا يكمل حصارها دون وجود قوة بحرية تقوم بهذه المهمة، وقد ذُكر أن السفن التي أعدت لهذا الأمر بلغت أكثر من أربعمائة سفينة[6].

الزحف نحو القسطنطينية:

الزحف نحو القسطنطينيةثم زحف السلطان (محمد الفاتح) على القسطنطينية فوصلها في (26ربيع الأول 857هـ - السادس من إبريل سنة 1453م)، فحاصرها من البر بمائتين وخمسين ألف مقاتل، ومن البحر بأربعمائة وعشرين شراعًا، فوقع الرعب في قلوب أهل المدينة؛ إذ لم يكن عندهم من الحامية إلا خمسة آلاف مقاتل، معظمهم من الأجانب، وبقي الحصار (53 يومًا)، لم ينفك العثمانيون أثناءها عن إطلاق القنابل[7].
ومن الخطوات القوية التي قام بها الفاتح، قيامه بتمهيد الطريق بين أدرنة والقسطنطينية؛ لكي تكون صالحة لجرِّ المدافع العملاقة خلالها إلى القسطنطينية، وقد تحركت المدافع من أدرنة إلى قرب القسطنطينية في مدة شهرين؛ حيث تمت حمايتها بقسم من الجيش حتى وصلت الأجناد العثمانية يقودها الفاتح بنفسه إلى مشارف القسطنطينية، فجمع الجند، وكانوا قرابة مائتين وخمسين ألف جندي، فخطب فيهم خطبًا قوية حثهم فيها على الجهاد، وطلب النصر أو الشهادة، وذكّرهم فيها بالتضحية، وصدق القتال عند اللقاء، وقرأ عليهم الآيات القرآنية التي تحثُّ على ذلك، كما ذكر لهم الأحاديث النبوية التي تبشِّر بفتح القسطنطينية، وفضل الجيش الفاتح لها وأميره، وما في فتحها من عزٍّ للإسلام والمسلمين. وقد بادر الجيش بالتهليل والتكبير والدعاء، وكان العلماء ينبثون في صفوف الجيش مقاتلين ومجاهدين معهم؛ مما أثر في رفع معنوياتهم، حتى كان كل جندي ينتظر القتال بفارغ الصبر؛ ليؤدي ما عليه من واجب.
ومن ثَمَّ قام السلطان (محمد الفاتح) بتوزيع جيشه البريّ أمام الأسوار الخارجية للمدينة، مشكِّلاً ثلاثة أقسام رئيسية تمكنت من إحكام الحصار البري حول مختلف الجهات، كما أقام الفاتح جيوشًا احتياطية خلف الجيوش الرئيسية، وعمل على نصب المدافع أمام الأسوار، ومن أهمها المدفع السلطاني العملاق، الذي أقيم أمام باب طوب قابي. كما وضع فرقًا للمراقبة في مختلف المواقع المرتفعة والقريبة من المدينة، وقد انتشرت السفن العثمانية في المياه المحيطة بالمدينة، إلا أنها في البداية عجزت عن الوصول إلى القرن الذهبي؛ حيث كانت السلسلة العملاقة تمنع أي سفينة من دخوله، بل وتحطم كل سفينة تحاول الاقتراب.
وكان هذا القرن الذهبي وسلسلته هو التحدي أمام العثمانيين، فالحصار بالتالي لا يزال ناقصًا ببقاء مضيق القرن الذهبي في أيدي البحرية البيزنطية، ومع ذلك فإن الهجوم العثماني كان مستمرًّا دون هوادة؛ حيث أبدى جنود الإنكشارية شجاعة عجيبة وبسالة نادرة، فكانوا يُقدِمون على الموت دون خوف في أعقاب كل قصف مدفعي. وفي يوم (18 إبريل) تمكنت المدافع العثمانية من فتح ثغرة في الأسوار البيزنطية عند وادي ليكوس في الجزء الغربي من الأسوار، فاندفع إليها الجنود العثمانيون بكل بسالة محاولين اقتحام المدينة من الثغرة، كما حاولوا اقتحام الأسوار الأخرى بالسلالم التي ألقوها عليها، ولكن المدافعين عن المدينة بقيادة جستنيان استماتوا في الدفاع عن الثغرة والأسوار، واشتد القتال بين الطرفين دون جدوى.

مشكلة السلسلة حول القسطنطينية والتغلب عليها:

لكن الله ألهم السلطان الفاتح إلى طريقة يستطيع بها إدخال سفنه إلى القرن الذهبي دون الدخول في قتال مع البحرية البيزنطية متجاوزًا السلسلة التي تغلق ذلك القرن، وهذه الطريقة تتمثل في جرِّ السفن العثمانية على اليابسة حتى تتجاوز السلسلة التي تغلق المضيق والدفاعات الأخرى، ثم إنزالها مرة أخرى إلى البحر. وقد درس الفاتح وخبراؤه العسكريون هذا الأمر، وعرفوا ما يحتاجونه من أدوات لتنفيذه، والطريق البرية التي ستسلكها السفن، والتي قدرت بثلاثة أميال. وبعد دراسة دقيقة ومتأنية للخطة اطمأنَّ الفاتح للفكرة، ولقي التشجيع من المختصين لتنفيذها، وبدأ العمل بصمتٍ على تسوية الطريق وتجهيزها، دون أن يعلم البيزنطيون الهدف من ذلك، كما جمعت كميات كبيرة من الأخشاب والزيوت.
وبعد إكمال المعدات اللازمة أمر الفاتح في مساء يوم (21 إبريل) بإشغال البيزنطيين في القرن الذهبي بمحاولات العبور من خلال السلسلة، فتجمعت القوات البيزنطية منشغلة بذلك عما يجري في الجهة الأخرى؛ حيث تابع السلطان مدَّ الأخشاب على الطريق الذي كان قد سوِّي، ثم دهنت تلك الأخشاب بالزيوت، وجرت السفن من البسفور إلى البرّ؛ حيث سحبت على تلك الأخشاب المدهونة بالزيت مسافة ثلاثة أميال، حتى وصلت إلى نقطة آمنة فأنزلت في القرن الذهبي، وتمكن العثمانيون في تلك الليلة من سحب أكثر من سبعين سفينة وإنزالها في القرن الذهبي على حين غفلة من العدو، بطريقٍ لم يُسبَق إليها السلطان الفاتح في التاريخ كله قبل ذلك.
وقد كان القائد (محمد الفاتح) يشرف بنفسه على العملية التي جرت في الليل بعيدًا عن أنظار العدو ومراقبته. وفي صباح (22 إبريل) استيقظ أهل المدينة على صيحات العثمانيين وأصواتهم يرفعون التكبير والأناشيد التركية في القرن الذهبي، وفوجئوا بالسفن العثمانية وهي تسيطر على ذلك المعبر المائي، ولم يعد هناك حاجز مائي بين المدافعين عن القسطنطينية وبين الجنود العثمانيين.

طرق مبتكرة لاقتحام القسطنطينية:

وقد لجأ العثمانيون في المراحل المتقدمة من الحصار إلى طريقة جديدة ومبتكرة في محاولة دخول المدينة؛ حيث عملوا على حفر أنفاق تحت الأرض من أماكن مختلفة إلى داخل المدينة، التي سمع سكانها في (16 مايو) ضربات شديدة تحت الأرض أخذت تقترب من داخل المدينة بالتدريج، فأسرع الإمبراطور بنفسه ومعه قُوَّاده ومستشاروه إلى ناحية الصوت، وأدركوا أن العثمانيين يقومون بحفر أنفاق تحت الأرض[8].
وإلى جانب ذلك لجأ العثمانيون إلى طريقة جديدة في محاولة الاقتحام، وذلك بأن صنعوا قلعة خشبية ضخمة متحركة تتكون من ثلاثة أدوار، وبارتفاع أعلى من الأسوار، وقد كسيت بالدروع والجلود المبللة بالماء لتمنع عنها النيران، وشحنت تلك القلعة بالرجال في كل دور من أدوارها، وكان الذين في الدور العلوي من الرماة يقذفون بالنبال كل من يطل برأسه من فوق الأسوار.
وقد عمد السلطان (الفاتح) إلى تكثيف الهجوم، وخصوصًا القصف المدفعي على المدينة في ظل سيطرته البحرية الكاملة، حتى إن المدفع السلطاني الضخم انفجر من كثرة الاستخدام، وقتل المشغّلين له، وعلى رأسهم المهندس المجري (أوربان)، الذي تولى الإشراف على تصميم المدفع. ومع ذلك فقد وجَّه السلطان بإجراء عمليات تبريد للمدافع بزيت الزيتون، وقد نجح الفنيون في ذلك، وواصلت المدافع قصفها للمدينة مرة أخرى، بل تمكنت من توجيه القذائف بحيث تسقط وسط المدينة، إضافةً إلى ضربها للأسوار والقلاع.
وفي يوم الأحد (18جمادى الأولى/ 27 من مايو) وجَّه السلطان الجنود إلى الخشوع، وتطهير النفوس، والتقرب إلى الله تعالى بالصلاة، وعموم الطاعات والتذلل، والدعاء بين يديه؛ لعل الله أن ييسر لهم الفتح. وانتشر هذا الأمر بين عامة الجند المسلمين، كما قام الفاتح بنفسه ذلك اليوم بتفقد أسوار المدينة، ومعرفة آخر أحوالها، وما وصلت إليه، وأوضاع المدافعين عنها في النقاط المختلفة، وحدَّد مواقع معينة يتم فيها تركيز القصف المدفعي.
وفي ليلة (29 مايو) نزلت بعض الأمطار على المدينة وما حولها، فاستبشر بها المسلمون خيرًا، وذكّرهم العلماء بمثيلتها يوم بدر، أما الروم فقد طمعوا أن تشتد الأمطار فتعرقل المسلمين، ولكن هذا لم يحدث، فقد كان المطر هادئًا ورفيقًا.
وعند الساعة الواحدة صباحًا من يوم الثلاثاء 20 جمادى الأولى 857 هـ/ 29 مايو 1453م بدأ الهجوم العام على المدينة بعد أن أعطيت إشارة البدء للجنود، فعلت أصوات الجند المسلمين بالتكبير وهم منطلقون نحو الأسوار، وفزع أهل القسطنطينية وأخذوا يدقون نواقيس الكنائس، وهرب إليها كثير من الناس، وكان الهجوم العثماني متزامنًا بريًّا وبحريًّا في وقت واحد حسب خطة دقيقة رسمت سابقًا، وطلب كثير من المجاهدين الشهادة، ونالها أعداد كبيرة منهم بكل شجاعة وتضحية وإقدام، وكان الهجوم موزعًا في العديد من المناطق، ولكنه مركَّز بالدرجة الأولى في منطقة وادي ليكوس بقيادة السلطان (الفاتح) نفسه.

جيش الفاتح يقتحم القسطنطينية:

ومع ظهور نور الصباح في يوم 30 مايو 1453م أضحى المهاجمون يتمكنون من تحديد مواقع العدو بدقة أكثر، وأخذوا في مضاعفة الجهد في الهجوم؛ مما جعل الإمبراطور قسطنطين يتولى شخصيًّا مهمة الدفاع في تلك النقطة، يشاركه في ذلك جستنيان الجنويّ أحد القادة المشهورين في الدفاع عن المدينة.
وقد واصل العثمانيون ضغطهم في جانب آخر من المدينة؛ حيث تمكن المهاجمون من ناحية باب أدرنة من اقتحام الأسوار والاستيلاء على بعض الأبراج، والقضاء على المدافعين فيها، ورفع الأعلام العثمانية عليها، وتدفق الجنود العثمانيون نحو المدينة من تلك المنطقة. ولما رأى الإمبراطور البيزنطي الأعلام العثمانية ترفرف على الأبراج الشمالية للمدينة، أيقن بعدم جدوى الدفاع، وخلع ملابسه حتى لا يُعرف، ونزل عن حصانه، وقاتل حتى هلك في ساحة المعركة. وكان لانتشار خبر موته دور كبير في زيادة حماس المجاهدين العثمانيين وسقوط عزائم البيزنطيين؛ حيث تمكنت بقية الجيوش العثمانية من دخول المدينة من مناطق مختلفة، وفر المدافعون بعد انتهاء قيادتهم. وهكذا تمكن المسلمون من الاستيلاء على المدينة.
ولم تأت ظهيرة ذلك اليوم الثلاثاء 20 جمادى الأولى 875هـ/ 29 من مايو 1453م، إلا والسلطان (الفاتح) في وسط المدينة يحف به جنده وقواده وهم يرددون: ما شاء الله! فالتفت إليهم وقال: لقد أصبحتم فاتحي القسطنطينية، الذين أخبر عنهم رسول الله ، وهنأهم بالنصر، ونهاهم عن القتل، وأمرهم بالرفق بالناس، والإحسان إليهم. ثم ترجل عن فرسه، وسجد لله على الأرض شكرًا وحمدًا وتواضعًا، ثم قام وتوجه إلى كنيسة (آيا صوفيا)، وقد اجتمع بها خلقٌ كبير من الناس ومعهم القسس والرهبان، الذين كانوا يتلون عليهم صلواتهم وأدعيتهم، فلما اقترب من أبوابها خاف النصارى داخلها ووجلوا وجلاً عظيمًا، وقام أحد الرهبان بفتح الأبواب له، فطلب من الراهب تهدئة الناس وطمأنتهم والعودة إلى بيوتهم بأمان، فاطمأن الناس، وكان بعض الرهبان مختبئين في سراديب الكنيسة، فلما رأوا تسامح (الفاتح) وعفوه، خرجوا وأعلنوا إسلامهم[9].
وقد أعطى السلطان للنصارى حرية إقامة الشعائر الدينية، واختيار رؤسائهم الدينيين، الذين لهم حق الحكم في القضايا المدنية، كما أعطى هذا الحق لرجال الكنيسة في الأقاليم الأخرى.
***
وهكذا نجح (محمد الفاتح) بعمل أسطوري يكاد يكون عملاً خارقًا.. وباعتمادٍ كامل على الله، وبعزيمة لا تعرف اليأس، وإصرار عجيب على أن يكون هو المقصود بحديث الرسول محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، الذي يخبر فيه عن فاتح القسطنطينية بأنه (نِعْم الأمير)، وبأن الجيش الذي يفتحها (نِعْم الجيش).
وكان (محمد الفاتح) إنسانًا رحيمًا بكل معنى الكلمة، لكن أوربا التي تشوِّه كل رموز الإسلام، وتنسى لهم كل حسناتهم، لدرجة أن القائد (اللنبي) الذي دخل دمشق في الحرب العالمية الثانية، ذهب إلى قبر صلاح الدين، وَرَكَله بقدمه، وهو يقول: (لقد عُدْنا يا صلاح الدين).
فهل يستحق صلاح الدين هذا من هؤلاء المجرمين، وهو الذي قدَّم لهم صفحة من أروع صفحات الرحمة بعد انتصاره الحاسم، ودخوله القدس؟!
وأين ما فعله صلاح الدين بما فعلوه هم، عندما دخلوها قبل (90 سنة)؟!
وهكذا أيضًا تقوَّلُوا على (محمد الفاتح)، لكن التاريخ شاهد على إنسانيته الرائعة في لحظة الانتصار (الكاسح).. لقد كان مسلمًا مثاليًّا في حربه وسلمه .