الثلاثاء، 31 يناير 2012

أنت إذاً ليبــــرالـى !




إذا كنت تتقرب إلى آلهتك الخارجية والداخلية بترانيم السير الذاتية لكل من : النفعي البراغماتي «جيرمي بنتام» أو الديمقراطي « جون لوك» أو المتسلط «توماس هوبز» ، وتحفظ عنهم وعن تفاصيل حياتهم أكثر مما تعرف عن أمك وأبيك أو ابنك وأخيك ، وتتعبد بتراتيل محرراتهم في محاريب المعابد العلمانية وفي قاعة الكاتدرائية ، في حين تجهل ماهو الإسلام ومن هو نبي الإسلام ومن هم علماء الإسلام وتصادر على المسلمين حق التعرف على سيرة نبيهم والتأسي بحياة رسولهم ..إذا كنت كذلك ؛ فأنت إذا ليبرالي .
إذا كنت تصادر على الناس الحق في الحياة وفق تراثهم الثقافي ومرجعياتهم الدينية وتفرض عليهم ثقافة نبتت في أرض غير أرضهم ، وإن قبلوا منك ؛صنّفتَهم من المتحضرين والمتطورين والتقدميين ، وإن زهدوا فيما تعرضه عليهم ورفضوا عمليات غسيل المخ التي تريد أن تجريها لهم ،؛ صنّفتهم من المتخلّفين والمتحجّرين والغيبيّبن..إذا كنت كذلك ؛ فأنت إذاً ليبرالي .
وإذا كنت تدلّس على الناس فتعظم لهم «فولتير» وأقوال «فولتير» ودين «فولتير» وسيرة «فولتير»! وتسخر عندهم من أئمتهم وقادتهم وعلمائهم، في حين تصادر علي الناس حقهم في احترام وتعظيم أقوال وأفعال أئمتهم وقادتهم وعلمائهم..أنت إذاً أنت ليبرالي .
إذا كنت غير علمي وغير موضوعي فتقول بفصل الأديان عن الدولة دون أن تميّز أو تفرّق بين دين للروح فقط أقحم نفسه في شئون الدنيا؛ فأقيمت ممالك وإمبراطوريات مسيحية أنزل فيها البابوات أنفسهم منزلة الإله فأفسدوا الدين والدنيا ، ودين آخر كتبت في ظله أول وثيقة مدنية في التاريخ وطلب حاكم في ظله من الناس أن يقوّموه إن خالف أمرهم وعظّم آخر رأي امرأة فخطّأ نفسه ،وأقرّ قولها وقدم نموذجا في العدالة عزيز ، دين شمل كافة جوانب الحياة الروحية والمادية والمدنية فنسجت ( في ظله ) حضارة أثرت دنيا الناس .
إذا كنت لا تراعي الدارسات المقارنة بين الأديان وتدعو لفصل الدين عن الدولة دون أن تدري أنه لاعلاقة للإسلام هنا بفشل المسيحية هناك !.. فتكون مثل الذي نادي بفصل الطب عن المستشفي؛ لأن طبيب أسنان تصدي لعلاج مريض القلب فقتله أو مثل الذي نادي بفصل القضاء عن المحاكم لأن قاضيا تصدي للنظر فيما ليس من اختصاصه فظلم ... إذا كنت كذلك فأنت إذاً ليبرالي.
إذا كنت تدعو إلى فصل الدين عن الدولة وعدم استخدام المساجد في الشأن السياسي ليل نهار ثم تعلن عن تأسيس حزبك من الكاتدرائية . أنت إذاً تدعو إلى فصل الإسلام فقط عن السياسة ..أنت إذاًَ ليبرالي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق