الجمعة، 30 مارس 2012

لماذا يقول الاخوان حتى الان ( لا ) لابو اسماعيل

الاخوان المسلمون من الظلمات الى النور

  فى البداية وقبل ان اطرح فكرة رفض او عدم اعلان جماعة الاخوان المسلمين تأييد حازم صلاح ابو ا
سماعيل ..للرئاسة احببت ان القى الضوء على مراحل التطور التاريخى لجماعة الاخوان من الوجهة السياسية ... وكذلك الاسس التى ترتكز عليها استراتيجية الجماعة ... ومعدل وكيفية التغيير التكتيكى .. ليوافق ويلائم التغيير السياسى المتسارع على الارض .. وهل معدل التغير التكتيكي للجماعة يسير بنفس سرعة التغير السياسى للخصوم اى كانوا .. من هم ..ام يبدوا فى بعض الاحيان ابطئ مما ينبغي.. مما يدفع الخصوم لاستغلال تلك المنطقة الزمنية.. الفارقة .... ومما يسهل عمل الكمائن التاريخية للجماعة ... فبنظرة تاريخية تحليلية .. نستطيع بسهولة الوقوف على تلك الكمائن التى وقعت فيها الجماعة وتم استخدام المنطقة الزمنية سابقة الذكر وتوظيفها دائما لصالح الخصوم .. ومما لاشك فيه ولكي نكون منصفين ,انه لا يمكن مقارنة حسابات الجماعة السياسية باى تنظيم سياسى اسلامي اخر لانها حركة اجتماعية وسياسية لديها حسابات دقيقة ومعقدة تحكم عملية صناعة القرار بداخلها...وربما تلك التعقيدات كثيرا ما تعيق وتبطئ من سرعة التوافق التكتيكي كما سبق الذكر ... ولنبدأ من ثورة يوليو 52 وكيف استخدم التنظيم العسكري الجماعة لامتصاص ردود الافعال .. وجعل الجماعة جسر .. او ممر .. اومعبر سريع لاندماج الحالة الشعبية مع التنظيم العسكري .. ويبدو ان الجماعة فعلا قادرة على تكوين الجسور السريعة .. لامتصاص توابع اى تغيير او هزة فى الدولة وبمعنى اخر تمثل السفنجة الماصة لتوابع التغيير ... وكلفة الجماعة للقيام بهذا الدور .. لازالت فى نطاق المعقول طبعا بالنسبة للخصوم ...
وهذا ما يحيلنا الى انماط العمل التيكتيكي الاخوانى وفهمه من قبل خصومهم ..
اولا : العمل باسلوب ادارة الازمات .. المراقب لسياسة الاخوان منذ نشأتها الى الان يجدها تعمل بنظام سياسة ادارة الازمات , وهى طريقة لها سمات مميزة لها قد تكون فعلا ناجحة جدا .. وبالطبع فى حالة .. وجود ازمة حقيقية تمر بها الجماعة وكلمة ازمة لا تطلق فى جميع حالات المواجهة .. مع الخصوم او المنافسين .. فقد تحدث مواجهة معينه بين الاخوان وبين فصيل او اكثر فى وقت ما .. ولكن لا يمكن وصف هذه المواجهة بالازمة .. وبالتالى لا يصلح التعاطى معها بنفس اسلوب وادارة الازمة .. ولكن يجب اعادة صياغة الاستراتيجية وفقا لحالة المواجهة وليس بمعزل عن الهدف الاساسى والرئيسى .. وهو بلا شك اقامة المشروع الاسلامي.. فاستمرار طريقة واسلوب استراتيجية العمل باسلوب ادارة الازمات .. فى جميع الحالات سيكون ايجابيا بالنسبة لبقاء الجماعة ومقاومة تغييها وعدم اضعافها ( وهو ما يسمى بالخطر الاستراتيجى على الجماعة ) .. ولكنه لا شك سيكون معطل ومؤجل للهدف الاساسى ( اقامة المشروع الاسلامي )..وهنا اتكلم عن تقببم الحالة العامة هل يمكن كسب ارض لتكوين الجماعة التنظيمى مرحليا (لا انكر انه يأتى فى سياق الهدف العام المشروع الاسلامى ) .. ام ثبات التكوين التنظيمى مؤقت فى مقابل مخاطرة الدفع بقوة لكسب ارض نحو الهدف العام . المشروع الاسلامي) .. بالطبع المسألة ليست سهلة .. ولكنها بلا شك فارقة . وتحتاج لدراسة كافة الاحتمالات ...
ثانيا : العلاقة والرابط بين الناحية الشرعية والناحية السياسية والتنظيمية للجماعة .تاريخيا . بما انها احد الجماعات التى تنادي بالمشروع الاسلامي ...مما لا شك فيه ان جماعة الاخوان المسلمين تأثرت فى تكوينها بافكار عملاقين من عمالقة الفكر الاسلامي .. ولكن فى محورين مختلفين متكاملين ... محور حسن البنا التنظيمى السياسى العبقرى , وفكر سيد قضب الشرعى السياسى العبقرى ومما لا شك فيه ان الظروف التى نشأت فيها الجماعة .. وهى معروفة للجميع فرضت صراع طويلا مع الانظمة القائمة منذ سقوط دولة الخلافة الامر الذى جعل بعض المحللين يرجعون نشأة الجماعة ردة فعل طبيعية لسقوط الخلافة الاسلامية .. وبالطبع سيكون الذين اسقطوا دولة الخلافه بالمرصاد للجماعة .. وزرع ودعم الانظمة المعادية والايدلوجيات المخالفة (لمشروع الجماعة وهو محاولة استعادة الخلافة الاسلامية ...). وترتب على ذلك .. صراع امني وفكري ونفسى على قادة الجماعة ..وكان من اهم اليات هذه الحرب الشرسة والتى فى نظري افقدت المشروع جزء كبير جدا من اسلحته تشويه احد جناحي التوجيه الفكرى للجماعة وهو الشهيد نحسبه كذلك ( سيد قضب ) ووضعه ظلما وزورا فى طليعة مؤسسي الفكر الارهابي الحديث الامر الذى دفع الجماعة الى التبرأ من افكاره وعدم تفعيلها .. وتغييبها ( وهى كما ذكرنا تمثل العبقرية الشرعية السياسية وفكرة تعبيد المجتمع , والحاكمية .. كما هو معروف ) فى نظم التربية الموجهه للتكوين الفكري للاجيال الجديدة ( الاشبال . والكتائب , و.. وخلافه ).. والتركيز على جناح واحد تنظيمى تربوي ( جناح حسن البنا ) .. مثل الاصول العشرين .. والتى كانت تشمل عناوين رئيسية وليست تفصيلية من النواحى الشرعية ... ولكن لا يمكن انكار التربية الاخلاقية الاسلامية الاصلاحية بصفة عامة التى كانت تميز الجماعة .. لكنها كما سبق الذكر بعيدة عن فكرة تعبيد المجتمع .. التى غيبت عن الجماعة ..اذا لابد من القول بان فكرة الاسلاموفوبيا لم تكن بعيدة عن التأثير فى قادة الجماعة ... وبالتالي نشأت اجيال جديدة تحمل جناحا واحدا للمشروع .. الامر الذى افقد المشروع فكرة الالحاح فى تطبيقه .وكذلك فكرة اللغة الثورية التى كان يمثلها الشهيد سيد قضب
ثالثا : غياب او تغييب وجود تيار سلفي سياسي بالمعنى الصحيح .. كان من الممكن ان يعوض جناح سيد قضب ويتكامل مع الفكر التنظيمى للاخوان .. مكونا قاعدة اسلامية قوية .. لطرح المشروع الاسلامي بشكله الكامل والقوى شرعيا وسياسيا .. ولكن لا يجب انكار ان المدرسة السلفية تم عزلها عمدا عن الحالة السياسية ربما منذ الاتفاق التاريخي بين الشيخ المجدد العلامة محمد بن عبد الوهاب .. وملك السعودية انذاك محمد بن سعود .. ( ولكن بلا شك فى هذه الفترة كان حرص الامام بن عبد الوهاب على تنقية العقيدة من خزعبلات الصوفية والروافض التى كانت تدعمها الامبراطورية البريطانية ومخابراتها .. كان ذلك اهم بكثير من تكوين تنظيم سياسى فحراسة العقيدة والسنة مقدم على اى شئ ) وساعد فى ذلك شخص محمد بن سعود الذى كان حسب ما ذكر عنه رجلا متدينا وقويا ويتقي الله وفيه مقومات القيادة الحكيمة.. ولكن الخطأ هنا والذى يجب ان تنتبه اليه الامة ومفكريها وقادتها.. هو التكلس الفكري الاستراتيجي السياسى بمعنى عدم الثبات على حالة معينه كان لها ظروفها الخاصة .. وهذا التكلس هو ما تم استخدامه من الانظمة الديكتاتورية ايما استخدام لطمس المشروع الاسلامي ... وعلى اية حال تم توجيه وحصر المدرسة السلفية منذ ذاك الوقت فى دراسة وحراسة العلوم الشرعية . وتنحيهم تماما من المشهد السياسى .. الامر الذى جعل جماعة الاخوان التى جلست على مقعد القيادة السياسية للمشروع الاسلامي ..لديها انطباع دائم بالفقر السياسي للتيار السلفي وبدأ نشوب خلاف سلفي اخواني بهذا الشأن فجماعة الاخوان تكونت لديها فكرة ضحالة الخبرة السياسية السلفية وبالتالى عدم السماح لهم بالمشاركة السياسية او المشاركة المحدودة (منزوعة الدسم ) لعدم الضرر بالمشروع الاسلامي ( من وجهة نظرهم طبعا ) .. ومن الناحية الاخرى تتحفظ المدرسة السلفية على الاخطاء الشرعية الجسيمة التى يقع فيها الاخوان اثناء مشوارهم السياسى ( ايضا من وجهة نظرهم ) وبدأ الخصوم فى تكريس ودعم هذا الخلاف والضغط على الطرفين باساليب غاية فى الخبث والدهاء .. واستخدام كافة ادوات الامنية والنفسية والاستراتيجية . وذلك بجعل واستدراج جماعة الاخوان لتقديم المزيد من التنازلات الشرعية .. ( اهم الطرق كانت سياسة العصى والجزرة بمفهومها الواسع ) (انظر تجربة حماس فى فلسطين ) وكذلك تم الطغط على الطرف الاخر المدرسة السلفية وبذلك بفتح المجال الاعلامى وتوسيع دائرة الدعوة ورفع القيود الدعوية .. وذلك ايضا لتوسيع الفجوة بين الفريقين .. واستدلالا على ذلك فتح العديد من القنوات الفضائية الدعوية فى الفترة الاخيرة واخراج معظم او كل عناصر الدعوة السلفية من المعتقلات .. وفتح جسور الاتصال مع السلطات الحاكمة ..
رابعا : فكرة عالمية جماعة الاخوان المسلمين .. هذه فكرة يمكن وصفها انها سلاح ذو حدين ايضا اضرت كثيرا باستراتيجية الجماعة .اكثر مما نفعتها . فهى من الوجه الايجابية بالطبع موافقة الشريعة الاسلامية .. وكذلك توفر دعما لوجستيا كبيرا للجماعة .. وايضا تجعل الجماعة .. فى صفوف القوى العالمية التى لديها كروت تفاوضية كثيرة ليس فقط مع السلطات المحلية بل حتى مع القوى العالمية وعلى رأسها امريكا ... ولكن من الوجهة السلبية .. تكون لدى الجماعة تناقض كبير ما بين النظام المركزي للجماعة فى الادارت المحلية .. والنظام الا مركزي للجماعة على المستوى العالمى ..فتحركات الجماعة فى بلدان كثيرة يناقض بعضه بعضا .. ورأينا ما حدث غة افغانستان .. والعراق .. والاردن .. والسودان .. وحتى فلسطين ..والان فى سوريا . ويكون دائما رد القيادة فى مصر ان اهل مكة ادرى بشعابها .. وهذا يتنافى مع ادارة فكرة مشروع عالمى متجانس وموحد فهذا التناقض جعل الحكم على الجماعة حكما غير صحيح فى معظم الاحوال , الامر الذى اساء كثيرا من سمعة الجماعة سياسيا على المستوى التاريخى ..و الامر الاخر تحت الضغوط العلمانية والقومية من الايدولوجيات المزروعة فى الامة جعل الجماعة تعيش حالة ارتباك بين فكرة القومية وفكرة المشروع الاسلامي العالمي الذى هو اساس تكوينها مما اضفى على بعض تصريحات قادتها شئ من الارتباك الذى انعكس بطبيعة الحال على سياسة الجماعة فى مجملها ( عدم الوضوح ) الاستراتيجى .. الذى يزعزع الثقة من الشعوب وباقى الفصائل الاسلامية .. والابقاء على الفجوة الكبيرة بين الشعوب الاسلامية وقادتها السياسيين بالطبع الاسلاميين ..
خامسا : تركيز الجماعة فى تدريب قادتها وعناصرها على مستوى الادارة الداخلية للجماعة على العلوم الانسانية وخصوصا التنمية البشرية .. واغفالها للعلوم الاستراتيجية . وهذا ما يظهر من لجان التثقيف السياسى داخل الجماعة مما ادى الى الاهتمام بفكرة التوجيه الفكرى للشباب والسيطرة والتحكم . وكان ذلك قطعا طبيعيا فى ظل الضغوط الامنية الشديدة التى كان من اهم اهدافها بالطبع هدم الجماعة .. واختراقها من الداخل .. وانحصر التفكير الاستراتيجى لبعض الاشخاص وهذا ما يفسر الان علاقة قيادات الجماعة بثواعدها التى يعترض عليها مدارس اسلامية كثيرة .. وهى بالطبع افقدت الجماعة ابداعات استراتيجية كثيرة كان ممكن استخراجها من القواعد الشبابية .. فكان يجب بجانب العلوم الانسانية الاهتمام بالتربية الاستراتيجية والسياسية داخل الجماعة ..
ومما تقدم وبناءا على هذا التحليل البسيط ( وارجو يتقبله اعضاء الجماعة ) من باب المشاركة فى اعادة توجيه عمل المشروع الاسلامي ولا سيما فى ظل هذه الظروف التى نمر بها ....
وهنا وقبل عمل اسقاط لهذا التحليل على موقف الجماعة الحالي فى المشهد .. بعد اخراج عمل الجماعة السياسي من الظلمات الى النور .. والمعنى هنا ليس المقصود به الناحية العقائدية والايمانية كما ورد فى سورة البقرة (
اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة257
ولكن المقصود هنا ظلمات العمل السياسى فى ظل الاتظمة الديكتاتورية البائدة .. وفى ظنى ان شتان ما بين المعنيان ففى الاية الكريمة الخروح هنا خروج ايجابى .. خروج من ظلمات المعصية ومحاداة الله ورسوله التى يوجه اليها الطواغيت الى نور التوحيد والطاعة والالتزام بالمنهج الربانى .. اما فى العمل السياسي فربما يكون الخروج للعمل فى النور بدون مقومات وعقيدة صافية ومعية ربانية الاهية بعد الاخذ باسبابها طبعا ... اذا لم تتوفر هذه الشروط ربما يكون الامر استدراج وكمين من الاكمنة الطاغوتية ... سابقة الذكر ..
والشاهد هنا ان استراتيجية العمل السياسي فى النور ومبادرة اتخاذ القرار .. ربما تختلف اختلافا جزريا عن استراتيجية العمل السياسي فى الظلمات بعيدا عن الساحة السياسية .. ويعتبر هذا الامر هو اول واكبر تحدي حقيقي للاخوان المسلمين وبيان قدرة الجماعة على التغيير السريع والتكيف الفلسفى الزمني للمتغيرات .. والذى وضحناه تفصيلا فى بداية المقال .. وللاسف لا ارى الى الان تغييرا ملحوظا فى الاستراتيجية الامر الذى ينبئ بتكرار سيناريوهات تاريخية .. ولكن بادوات ومسميات مختلفة .
ولربط هذا التحليل بموقف الجماعة من انتخابات الرئاسة .. وتحديدا موقفهم من حازم صلاح ابو اسماعيل
يمكن القول .. عدم تقبل الجماعة فلسفة حازم ابو اسماعيل فى فكرة اللحظة الفارقة ( وهى المنطقة الزمنية الواجب تداركها لمواكبة تغيير سريع فى حالة معينة .. لخدمة الهدف الاساسي ) . وحتى وان كان غير مخطط له او مخطط لحدوث حالة التغيير ( سرعة التكيف والتغيير الاستراتيجي ) وعدم احتمال فكرة المخاطرة بمكتسبات الجماعة .. وهو الامر الذى يستخدم من قبل الخصوم عادة ..
الامر الاخر .. فكرة التدرج فى الوصول الى الهدف المشروع الاسلامي ( تطبيق الشريعة ) وهى الفكرة المسيطرة تماما على الجماعة دون تحليل دقيق لفكرة التدرج .. وربما نأتى هنا لمفارقة غريبة جدا ... جدا ... جدا ..
وهى متعلقة .. بوالد حازم صلاح نفسه ( الشيخ والنائب البرلماني وعضو جماعة الاخوان المسلمين .. صلاح ابو اسماعيل )..
فبرغم ان الشيخ صلاح ابو اسماعيل ... والد حازم صلاح ابو اسماعيل كان محسوب على جماعة الاخوان المسلمين الا انه من الجدير بالذكر أن جلسات الاستماع في لجنة الشئون الدينية لمجلس الشعب كانت حيلة سياسية لتغطية مطالبة الشيخ صلاح أبو إسماعيل باقرار مشاريع ست قوانين مدفونة في أوراق مجلس الشعب فجاء الإخوان وشاركوا "الوفد" والحكومة في هذه الحملة وطالبوا بالتدرج وإن الموقف غير معد للتطبيق الفوري.
وعلى هذا يرد الشيخ صلاح أبو إسماعيل في حسرة: (وكل مناداة باستئناف مسيرة الشريعة إنما تنطوي على تجاهل العمل الكبير الذي تم انجازه، وما ينادي به من تهيئة المناخ العام في المجتمع المصري هو نداء تناسي الاستفتاءات العديدة التي طلب إلى الشعب فيها أن يقول كلمته في الاتجاه الإسلامي فأسفرت عما يشبه الإجماع على المطالبة بالشريعة الإسلامية، فأي مناخ نريد أن نعده والشريعة فيها ضمان الوحدة الوطنية والعدل والرخاء والأمن؟ والمناداة بالتدرج هي مناداه بشيء في غير موضعه لأن التدرج كان في نقل المجتمع من الجاهلية إلى أنوار الإسلام، وأرفض المناداة بالتنقية، فهذا أمر قد تم وأخذ من عمر الزمان 40 شهرا ومضى على تمامه 36 شهرا، ونحن الآن أمام تراث موجود في اللجنة التشريعية في البرلمان)...
فيبدو ان هذا الشبل من ذاك الاسد .. ويبدو ان خلاف الجماعة مع الشيخ حازم .. خلاف سياسي ممتد لخلاف الشيخ صلاح نفسه .. حيث ان موقف كوادر الجماعة كان دائما التدرج .. على خلاف رغبة الشيخ صلاح عليه رحمة الله ..
والجدير بالذكر هنا انه يجب التفريق ما بين التشريع والتطبيق .. وهذا امر فيه خلط كبير فلا يمكن الترخص فى التشريع من حيث المبدأ .. ولكنه يمكن التدرج فى التطبيق بحسب امور الناس والحسابت الاجتماعية والسياسية وهذا ما يتضح للجميع .
زمن امثلة فكرة التدرج كما جاءت على لسان قادة الجماعة هى :
أ) يقول. الشيخ عمر التلمساني المرشد الثالث حين يسأل في "مجلة المصور": (المصور: إذن المسألة ليست تطبيق الشريعة الإسلامية بشكل فوري؟
ويقول أيضا: (الإسلام يراعي كل شيء ولكن من يحكمون لا يريدون ان يعرفوا هذا للأسف الشديد، يكفيني أن يقول الحاكم: إننا نريد تطبيق حدود الله ولكن هناك متطلبات لا بد وأن نتيحها قبل ذلك)
ويقول أيضا: (أنا قلت لرفعت المحجوب في مجلس الشعب عندما دعوني في جلسة استماع تطبيق الشريعة: على مهل... تدريجيا... وكان المحجوب دائما يستشهد برأيي هذا)
ويقول أيضا في مجلس الشعب في لجنة الشئون الدينية: (اننا لا نريد أن نطبق الإسلام مرة واحدة، الحلال بين والحرام بين، الخمر حرام يعني حرام، القمار... السرقة، هذه مسائل منتهية لسنا بصدد التشريع من جديد، إنما الكلام في الأسلوب كيف نصل إلى تنفيذ هذه المهام، فهذا الأسلوب يقتضينا التأني)

أما حامد أبو النصر المرشد الرابع في حوار مع "مجلة العالم" (فيسأل: هل يختلف موقفكم بخصوص تطبيق الشريعة مع موقف الأستاذ التلمساني الذي طالب الدولة بالبدء في تطبيق الشريعة بالتدرج؟!)؛ (لا شك أن الأستاذ عمر التلمساني رحمه الله كان بعيد النظر لقد كان يهدف إلى معرفة رؤية الحكومة هل تريد تطبيق الشريعة أم لا - بالضبط - وبالتالي كشف موقفها، ونحن نطالب بضرورة الاسراع في اتخاذ خطوات عملية لتطبيق الشريعة الإسلامية حتى تطمئن النفوس وترتاح القلوب ونرضي الله)

وفي حوار في جريدة "النور" يسأل: (ما الأسلوب الأمثل - من وجهة نظركم - الذي يتم به تطبيق الشريعة الإسلامية إذا ما أقر مجلس الشعب مبدأ التطبيق؟ هل تتصور مثلا ان يكلف الرئيس مبارك الأستاذ حامد أبو النصر بتشكيل الوزارة؟)؛ (أولا... أنا مستبعد أن يكلفني الرئيس مبارك بتشكيل وزارة إذا حدث ذلك فلابد أن تكون هناك فترة انتقالية يتم فيها تهيئة المناخ ثم بعد ذلك يأتي الفكر الإسلامي للحكم بقواعده وكوادره والفترة الانتقالية التي أشير إليها هي بمثابة همزة الوصل بين الوضع الحالي والوضع الذي نتطلع إليه في ظل المجتمع الإسلامي... وذلك حتى تتهيأ البلاد للحكم الإسلامي، فنحن لا نقول هيا نقطع يد السارق دون أن نحدد متى تقطع هذه اليد تحديدا دقيقا ونعلنه للناس... ثم يجب أن تؤخذ الأمور على مراحل حتى لا نقع في الاخطاء التي وقع فيها غيرنا عند التطبيق، وأطالب بأن يكون السير في هذه المراحل بتؤدة وبخطوات محسوبة ومدروسة)
ويقول مأمون الهضيبي: (لإنه لا خلاف بين التيار الديني والحكومة حول تطبيق الشريعة الإسلامية وإنما الخلاف يتركز حول امكانيات التطبيق).
وأضاف: (إننا نطلب توافر امكانيات تطبيق الشريعة الإسلامية لأنه لا يمكن تطبيقها بين يوم وليلة ولابد من وجود هيئة قضائية مستقلة يتشبع أعضاؤها بالشريعة تتولي عملية التطبيق لأن الشريعة ليست حدود فقط ومن ينتقي الحدود من الشريعة لتطبيقها فهو خارج على أحكام الشريعة)
ومن كل هذه التصريحات .. نستخلص قناعة الاخوان فعلا .. على خلاف قناعة الشيخ صلاح ابو اسماعيل .. عدم امكانية تطبيق الشريعة .. فى ظل الحالة السياسية التى كانت موجودة .. والكلام كله كان على التطبيق وليس التشريع باعتبار ان التشريع امر موجود اصلا ..
وفى النهاية نتسائل .. هل موقف جماعة الاخوان المسلمين من المرشح الرئاسي حازم صلاح ابو اسماعيل يرجع الى التمسك بفكرة التدرج التى زالت اسبابها الان ... والتمسك بسياسة ادارة الازمات ...والحغاظ على تشكيل الجماعة التنظيمي .. وعدم القدرة على تغيير الاستراتيجيات طبقا للمفاجئات السياسية .
ام لان هذا الشبل من ذاك الاسد ويكون موقف الشيخ صلاح ابو اسماعيل التاريخي فى المطالبة بتطبيق الشريعة الفورى خارجا بذلك عن فكر الجماعة انذاك هو السبب الرئيسى لصعولة القدرة على توجيه والتأثير على حازم .. كما كان والده .. وذلك لتمسكهم بتطبيق المشروع الاسلامي الشامل ..
والايام القادمة ربما سترد على هذه التساؤلات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق