الجمعة، 30 مارس 2012

يتساءل الليبراليون : ما سر هذا الانفجار الحازمي كما أسموه ؟





نعم قد تندهش وقد تبكي وقد تفرح وقد تحقد من مشهد حب الناس وهتافاتهم غير المسبوقة في جامعة القاهرة منذ يومين لهذا الرجُل " محمد حازم صلاح ابو إسماعيل " .


إلى الآن يا ليبرالي لم تعرف من هو الشعب المصري
إلى الآن يا ليبرالي لم تشعر بما يشعر به الشعب المصري
إلى الآن يا ليبرالي تسير في وادي وشعب مصر في وادي فتتساءل وتقول " انفجار حازمي " .

كيف تريد أن تحكم شعباً لا تشعر به ولا تُقَدِّر رغباته ؟

ليس هذا فحسب ,, بل تزدري هويته وتسخر من آماله وطموحاته
ليس هذا فحسب ,, بل تشوه مفاهيمه ومبادئه في وسائلك الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة وتُقَلِّب عليه الداخل والخارج وتحاربه في فِكره وثقافته
ليس هذا فحسب ,, بل تدَّعي أنه جاهل ، وتستحوذ لنفسك على نعمة الثقافة وكأنها منحة إلهية لك وحدك ولكل من توازى معك في تفكيرك وقراراتك وطموحاتك .

إن سر هذا الانفجار الحازمي كما أسميته ليس تمويلاً سعودياً ,, فأنت تعلم وأنا أعلم والكل يعلم أن الأنظمة العربية كانت تدعم مبارك ,, فكيف ستدعم الآن من يعارض سياسة مبارك أباً عن جَد ؟

هذا الانفجار الحازمي ليس لحازم صلاح ، ولكنه للمنهج الذي يتبناه حازم صلاح ، هذا هو الحب الحقيقي الذي لم ولن تشعر به لأنك لم تذب في شوارع مصر ولم تلتحم بأنسجتها ولم تدخل في قلوب المصريين كي تحسه ويلمسك ، إنهم يحبون منهجه ومبادئه الإسلامية ، فإن هو غيرها ؛ لانصرف الكل عنه وتركوه وبحثوا عن غيره

إنهم يحبون الله ورسوله في هذا الرجل الذي يأملون أن ينتشل بلادهم من حياة الفحش والضلال وإهدار الكرامة

لم يؤيدونه كي يوفر لهم رغيف العيش ,, فلازالت المخابز تُنتِج خُبزا

لم يؤيدونه كي يوفر لهم فرصة عمل فمنهم مَن لم يتذوق طعم البطالة بعد ولا زال طالب جامعة

لم يؤيدونه كي يملأ جيوبهم بالأموال فأموالهم يُسَخّرونها للمساهمة في الدعاية له حُبّا في فكره وثقافته ومَبدئه دون أن ينتظروا تمويلاً من أحد ، فمنهم الأطباء ومنهم المهندسون ومنهم العلماء ومنهم المحامون ومنهم التُّجار ومنهم أساتذة الجامعات ولا ينتظرون أموالاً من أحد ؛ فقد أنعم الله عليهم من أوسع الأبواب

إنهم يريدون فيه خُطَى الحبيب صلى الله عليه وسلم لا أكثر ولا أقل

إنهم يريدون فيه نسمة الحرية الحقيقية في العيش في ظل الشريعة الإسلامية كما تعلموا من تاريخهم الطويل العتيق

إنهم يريدون رضا الله أولاً وأخيراً لا رضا أمريكا ولا رضا الصهاينة ولا رضا الأوروبيين

إنهم يريدون أن يعيشوا لله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون

إنهم يريدون أن يسيروا على خطى الحبيب صلى الله عليه وسلم خطوة بخطوة بحرية دون أن يعتقلهم ضابط بسبب لحية أو يمنع الأمن نساءهُم من دخول لجان الامتحانات فيعمل على هدم مستقبلهن وحرمانهن من التعليم وإتمام رسالات الماجستير والدكتوراة بسبب النقاب

إنهم يريدون أن يناموا في ديارهم دون أن يَخْشَوا ضابط أمن دول يقتحم عليهم منازلهم ويكشف عورة بيوتهم ويكشف ستر نسائهم ويقبض عليهم في الليالي الحالكة

إنهم يريدون أن يأمنوا على ديارهم وعلى أبنائهم

إنم يريدون مستقبل باهر وتعليم طاهر نقي من المفاسد لأبنائهم

إنهم يريدون أن يسيروا في الطرقات دون أن يستوقفهم ضابط يركلهم بأقدامه ويأخذهم تحري بدون سبب

إنهم يريدون أن يصدحوا بلا إله إلا الله محمد رسول الله مدوية في الأرض وفي السماء دون أن يخشَوا أمن دولة يعتقلهم أو إعلام فاشل فاجر يسخر منهم ومن هويتهم ومن دينهم

إنهم يريدون أن يشاهدوا صحافة وإعلاماً نقياً طاهراً من الأكاذيب والشائعات والنفاق ، لا يسخر منهم ولا يتهكم بالكاريكاتيرات التافهة عليهم وعلى سُنة نبيهم صلى الله عليه وسلم

إنهم يريدون أن يحيوا كِراما

طبعاً كل ما سبق لا يفرق معك أخي الليبرالي لأن نظرتك للحياة مادية بحتة
بل قد تعتقد أنها آمال وطموحات بعضها سفيه وبعضها يتحقق بالمال وبعضها لا يهم أن يتحقق أصلاً

اسمح لي ,, هذا هو شعب مصر وهذه هي ثقافة مصر وثقافة كل الدول الإسلامية شِئتَ أم أبَيت
هذه هي طموحاتنا شئت أم ابيت
هذه هي آمالنا شئت أم أبيت
لن نسلخ جلودنا من أجلك أنت ,, فمن أنت حتى نبيع جلودنا ونشتري جلوداً مستوردة لنلبسها وننخلع عن تاريخنا المصري المتدين بطبعه منذ آلاف السنين ؟
من أنت حتى تأتي لتسرق جلودنا وتبدلنا غيرها جلوداً لم تتعدى على الخريطة خمسمئة سنة ؟ جلوداً كانت في طي النسيان عندما كنا نسود هذا العالم بشريعتنا وقوانيننا و بديننا الذي تحاربنا فيه ؟
من أنت حتى تفرض علينا هوية أمة ليس لها تاريخ ؟
اذهب من حيث أتيت أو اسكن حيث ثقافتك وهويتك ولا تزاحمنا فلن نقبل بغير دين الله دينا ولن نقبل بغير شرع الله قانونا

لا ليبرالية ولا علمانية مصر ديماً إسلامية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق